خبر جميل يقول إن بريطانيا اخترعت حذاءً يستطيع أن يسير مسافة 15 كلم في الساعة ، وانه قد يتم تسويقه تقريباً . يعتمد الجهاز على البطارية ويتم توجيهه عبر حركة الجسم . يختلف عن الأحذية العادية التي تسير بالدفع من لابسها والتي راجت في الثمانينات ، ولاتزال تستعمل كوسيلة سريعة للسير في المدن وعلى الأرصفة ، ويستعملونها بمهارة عجيبة، فيتفادون أي شيء في طريقم ، يفرملونها، ويقللون السرعة . هذا الحذاء السائر سيكون فتحاً طيباً لنا كنساء ،فلا سائق ولا سمة دخول ولا سرقة ولا هرب ، أمتطي الحذاء ويالله .. للأماكن القريبة ؛السوق المركزي ، أي مكان في محيط الحارة على الأقل .. وهذا الخبر دعاني للفرح والتفكير بأمرين مهمين أيضاً ، الأمر الأول : نحن نعرف أن الحاجة دائما هي أم الاختراع ،نحن النساء الأكثر حاجة في العالم لمثل هذا الاختراع ، ليس فقط للذهاب للعمل ولكن لأغلب المشاوير القصيرة ، حيث منع حق لنا بالحركة وهي حق ثابت للبشر . وحتى السير على الأقدام به مخاطر ، فالشارع ليس آمناً . ولأنه غير آمن فلم يعمل على جعله آمناً للمشاة عبر وجود أرصفة واسعة ومبلطة جيداً ، فلا الرصيف يمكن المشي عليه ولا الشارع ذاته ، وإن سلمنا من السيارات لا نسلم من المشاة . فكيف لم نفكر كنساء ، خاصة إذا أخذنا بالاعتبار صباحيات العمل والعبث من قبل السواقين ، والابتزاز .. والسير على الأقدام يؤلم جداً ، لسببين معنوي حيث لا سلامة في الطريق ولا أمان .. والثاني إنهاك جسدي يومي .. الأمر الآخر : هو هل ستسلم السيدات من فيتو غبي يمنع ذلك عليهن فسبحان رب العالمين هناك أناس يقطعون الأمل ، ويبحثون عن ألف اختراع وسبب لتحريم لبس هذا الحذاء . فالذي يرى وجود رجل غريب في البيت وسيدة غريبة تنام وسط أسرته أمر عادي بينما يرى قيادة المرأة لسيارة أمرا حراما لاشك سيبحث عن سبب لمنعه .. ومن هذه الأسباب سد الذرائع حتى يتم إغلاق كل السبل. غير هؤلاء سينبري بعض المنظرين ، وسيحكون عن الطرق والتصادم الذي سيكون يوميا وعدم وجود مسار خاص لذوي الأحذية السيارة ، وقد يرون من الأفضل وأد ذلك .تماما مثل فكرة البعض بمنع المرأة من القيادة ملقين اللوم على الطرق (وكله من الطريق ) طيب طالبوا بإصلاح الطرق ،ووضع مسارات خاصة للمشاة وذوي الأحذية السيارة. امنعوا من هب ودب من استعمالها سواء السيارات التي تعيق الطريق أو صغار السن وهم يعبثون فيها. رسامو الكاركاتير ستكون لهم مادة خصبة ، امرأة بعباءة تبدو كما البراشوت تكاد تطير بها . وأخرى تتصادم مع ثانية ، وثالثة تقف بالطريق تسلم على أخرى وبينهم يدور حوار يكاد يعطل السير ..وعجوز يتمايل الحذاء بها ، وبالمناسبة هناك مضبط للسرعة بحيث يتحكم بها مرتديه عبر جهاز التحكم عن بُعد. بصراحة إذا تذكرت المعاقين قلت نحن بسلام ، المساكين لا مواقف لهم ، تضعها الحكومة حقاً لكن يستغلها الأصحاء ، ولا مصاعد خاصة بهم ، والأدهى انه في المناسبات الكبيرة تؤخذ أماكنهم من قبل الأصحاء .. ومن أمن العقوبة أساء الأدب .وفعلاً تدارى الأدب خجلاً .. المهم ننتظر تسويق هذه الأحذية ونرى كيف سيكون الوضع ..