يُعد التواصل الدولي من المجالات التي تسعى إليها مؤسساتنا التعليمية بمختلف مناشطها وبرامجها، سعياً للاستفادة مما لدى الآخرين من خبرات وتجارب مميزة يمكن أن تنعكس على أداء ومخرجات جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية بشكل عام، ومن هذا المنطلق أدرك القائمون على التعليم العالي في مملكتنا الحبيبة وفي مقدمتهم معالي وزير التعليم العالي البعد الاستراتيجي في فتح قنوات التواصل مع تلك المؤسسات العالمية والسعي نحو بناء جسور معها في مختلف التخصصات، مرتكزة على تحقيق وظائفها الرئيسة والمتمثلة في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع. وكان من أقوى تلك القنوات والجسور ما تم مؤخراً في العاصمة الرياض من تنظيم لمعرض ومؤتمر التعليم العالي الذي كان بحق احتفالية علمية أكاديمية سعد بها من حضر وشارك وتفاعل مع تلك العروض والمحاضرات وورش العمل التي لم تنقطع على مدار ساعات المعرض في أيامه الأربعة، فقد وجد عضو هيئة التدريس، والطلاب والطالبات، والمسؤولين والمهتمين بشأن التعليم العالي، مجالًا واسعاً للاطلاع عن قرب والالتقاء بأهل الخبرة والتخصص في عدد من المجالات والتخصصات العلمية، مما سيكون له بإذن الله انعكاسات إيجابية على رفع مستوى التعليم العالي في وطننا الغالي، وقد تميزت هذه التظاهرة الأكاديمية من حيث التنظيم والإدارة في كون الزائر للمعرض يلتقي وتحت سقف واحد بحوالي 500 جامعة ومؤسسة تعليمية، يمثلون أكثر من 40 دولة عربية وعالمية. إن تنظيم مثل هذه الفعالية وبهذا الحجم ليس بالأمر السهل وأجزم أن هناك لجاناً وأفراداً عملوا الليل مع النهار حتى أخرجوا لنا هذه الاحتفالية العلمية الرائعة، منطلقين من قناعة بأهمية إقامة معرض ومؤتمر دولي عن التعليم العالي يشارك فيه هذا الحشد الكبير، ومن أجل تشجيع المشاركة وتعزيز التعاون وبناء شراكات بين الجامعات السعودية ومؤسسات التعليم العالي الدولية، وتطوير التفاهم المشترك حول القضايا التي تحكم وتؤثر في نوعية التعليم العالي في جميع أنحاء العالم. وتوفير بيئة التعاون العلمي بين المملكة ومؤسسات التعليم العالي الدولية في كل من القطاعين العام والخاص، وأن حضور هذا العدد الكبير من معاهد اللغة والجامعات والكليات المتخصصة من مختلف أنحاء المعمورة يُعد بلا شك فرصة لأبنائنا وبناتنا الذين ينوون استكمال دراساتهم في الخارج ليتواصلوا مع الجامعات العالمية ويتعرفوا على التخصصات المتميزة، وآلية ومتطلبات القبول في تلك المؤسسات. وهي في الأخير فرصة لمؤسسات التعليم العالي في المملكة لتحسين قدراتها الأكاديمية والمهنية للوصول إلى المستويات التي تتمتع بها نظيراتها ذات السمعة العالمية. كما أنها فرصة لتواصل أعضاء هيئة التدريس مع نظرائهم من تلك الجامعات التي تحتضن الخبرات الدولية في مختلف التخصصات، وهي فرصة أيضاً لفتح قنوات تواصل بين السلطات التعليمية في المملكة ومؤسسات التعليم العالي الدولية، وعقد عدد من الاتفاقيات الأكاديمية. أشكر لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه الدكتور أحمد بن محمد السيف تبني هذه الفكرة وتشجيعها ودعمها، حيث كان لحضورهما المستمر طيلة أيام المعرض تأكيد على أهمية هذه التظاهرة الأكاديمية ودافع قوي لبقية منسوبي الجامعات والطلبة للحضور والتفاعل. * وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية