تصوير : عبدالمنعم عبدالله .. افتتح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري فعاليات المعرض الدولي للتعليم العالي وذلك في مركز معارض الرياض الدولي بحضور عددٍ من الشخصيات الأكاديمية في الجامعات العالمية ومسؤولين عن الجامعات الثلاث مائة المشاركة في معرض التعليم العالي. وبدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم ألقيت كلمة اللجنة المنظمة ألقاها نائب وزير التعليم العالي الدكتور على بن سليمان العطية حيث ُرحبَ بالمشاركيِن في المعرضِ الدولي للتعليمِ العالي والفعالياتِ المصاحبةِ له. وأكد في كلمته إلى سعي المملكة الدؤوب نحو تحقيق منظومةُ متكاملة للتعليمِ العالي في المملكة العربية السعودية وتطويرِ مؤسساتِها لتحقيقِ الريادةِ العالميةِ من خلالِ مواكبتِها للمستجداتِ في شتى مجالاتِ مجتمعِ المعرفة. وقال "إنفاذاً للتوجيهاتِ الكريمةِ من خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدِالله بنِ عبدِالعزيز - راعي حفلِنا هذا - وسموِّ ولي عهدِه الأمين وسموِّ النائبِ الثاني - أيدهم الله - نشأتْ فكرةُ تنظيمِ المعرضِ الدولي للتعليمِ العالي لتحقيقِ التواصلِ المعرفي بينَ العلماءِ والباحثينَ في المملكة ونظرائِهم في الجامعاتِ العالمية" مشيراً إلى أن استضافةَ الجامعاتِ العالميةِ ومؤسساتِ التعليمِ العالي المختلفةِ تحتَ مظلةٍ واحدةٍ يمثل تجربةً فريدةً من نوعِها في المملكةِ العربيةِ السعودية منوهاً إلى سعي وزارةُ التعليمِ العالي بقيادة وزير التعليم العالي إلى إيجادِ تعاونٍ بناءٍ بينَ الجامعاتِ السعوديةِ ومؤسساتِ التعليمِ العالي العالمية التي تُعْقَدُ عليها الآمالُ الكبارُ في المشاركةِ الفاعلة. وأبرز نائب وزير التعليم العالي إلى أن استقطابَ نخبةٍ من مؤسساتِ التعليمِ العالي العالميةِ إلى المملكة ومشاركتهم من شأنه الاستفادةِ من مختلفِ الخبراتِ العالمية بما يقدمُ من برنامجُ علمية حيث سيصاحب المعرض ثَمَانيَ عشرةَ جلسةً علميةً يتحدثُ فيها أكثرُ من خمسينَ متخصصاً قَدِمُوا من ثلاثينَ دولةً تشملُ جميعَ قاراتِ العالمِ وذلكَ لتداولِ الحوارِ حولَ واقعِ الجامعاتِ في ظلِ التنافسِ العالمي. وتطلع إلى ما سوف يوفره المعرضُ والنشاطاتُ المصاحبةُ له من ِ مناقشات حوارية بينَ نخبةٍ متميزةٍ من الباحثينَ والمسؤولينَ في دولٍ ذاتِ تجاربَ وفيرةٍ تقدمُ خِبْراتٍ ثريةً من الآراءِ والأفكارِ عنِ التعليمِ العالي. ثم ألقى مدير جامعة ماسترخت في هولندا البروفيسور جو ريتزن كلمة الجامعات المشاركة وصف خلالها هذه التظاهرة العلمية ضمن مركز الرياض الدولي والمتمثل في إقامة معرضاَ دولياً للجامعات تحت سقف واحد بالحدث الكبير على مستوى العالم. وقال في كلمة له بهذه المناسبة إن الجامعات هي المسؤولة عن تطوير التعليم في العالم وتأتي مشاركة الجامعات في هذا الحدث كأحد معايير الإلتزام المشترك بين الجامعات ومؤسساته ومنظماته للرقي بمستوى التعليم في العالم. وبين أن من شأن الجامعات الإرتقاء بالمجتمعات كأحد مسوؤلياتها الجسام وتطبيقاتها ذات الأولوية، كما تساعد لتحضير الشباب نحو الابداع والابتكار على الرغم من وجود الكثير من العقبات والصعوبات التي تواجه الدارسون في الجامعات وفي الجامعات نفسها. وأشار مدير جامعة ماسترخت الهولندية إلى أهمية التعاون بين الجامعات لتسهيل مثل هذه العقبات والتحديات التي تقف في وجه التطور والرقي والنهوض بالمنظومة التعليمية في العالم اجمع. واستعرض عدداً من العوامل التي تؤدي إلى رقي التعليم والتواصل بين الجامعات وضرب مثلاً على ذلك ما تقوم به وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية والتي فتحت قنوات تواصل جديدة ورائعة من خلال هذه الملتقيات التي تعبر عن مدى أهمية ترابط الجامعات وتشاركها لبناء بيئة خصبة للتعليم العالي والبحث العلمي ومد جسور التواصل بين الثقافات والمؤسسات بين بلدان العالم التي تظهر بشكل أعمق وأكبر في بيئة التعليم الجامعي. وثمن مشاركة المملكة في إقامة المعرض وبالنشاطات المصاحبة له، وقال "هذا المعرض يفتح أبواب التعاون بين الجامعات ليكون هناك تنافسية علمية واكاديمية وبحثية ونحن سعيدون بالمساهمة في المعرض وسعداء ايضاً باستقبال الطلاب السعوديين المبتعثين للخارج". كما رحب بالنتائج المثمرة التي سوف يجنيها الجميع من خلال تلك التنافسية بين الجامعات والتي تخلقها مثل هذه الفعاليات لافتاً على أهمية وجود التوأمة بين الجامعات وخصوصا في هذا الوقت لما تتمتع به الجامعات من مسؤولية اجتماعية، ومتطلبات التعزيز التعليمي الذي يحتاج الى تركيز اكثر لما يمثله من دعم للرغبات والدوافع لمدخلات التعليم العالي. بعد ذلك ألقى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري كلمة وزارة التعليم العالي التي قال فيها "يشرفني باسم وزارة التعليم العالي وكافة منسوبيها أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، راعي هذه المناسبة الأكاديمية الفريدة، ويسعدني أن أرحب بكم ضيوفاً أعزاء على المملكة العربية السعودية لتشاركونا ونحن نحتفل بافتتاح أول معرض دولي للتعليم العالي في رحاب رياض المحبة والسلام، مقدرين لكم تشريف حفلنا هذا". وأكد معاليه خلال كلمته ما تشهده المملكة العربية السعودية من انطلاقة تنموية صادقة الخطى في شتى المجالات، وذلك بفضل من الله ثم بفضل الفكر النير والرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها قائد النهضة المعاصرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه – والذي أولى التعليم على وجه العموم والتعليم العالي خصوصاً جل اهتمامه وسمو ولي عهده الامين اقتداء بمؤسس هذه الدولة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – إذ كانت له رؤية بعيدة بالاهتمام بالعلم وترسيخه، ومن هذا المنطلق سار على نهجه أبناؤه الكرام وتأصل في تلك القيادات. ولفت معالي وزير التعليم العالي إلى ما يحظي به قطاع التعليم العالي بالدعم اللامحدود والاهتمام المستمر من قيادة هذه الدولة وذلك أن التعليم قد أستأثر بنصيب وافر من الدخل العام للدولة يصل إلى قرابة (26%)، مما شكل نقلة تطويرية نوعية ونهضة تنموية شاملة يعيشها التعليم بشكل عام، والتعليم العالي الجامعي بشكل خاص في مجالاته كافة وعلى مختلف مستوياته. وبين أن منطلقات التعليم العالي في المملكة تأتي من خلال استراتيجية تستند على رؤية واضحة، ومحددة من أهم أبعادها أن يكون التعليم العالي محركاً رئيساً، وشريكاً أساسياً في التنمية، وذلك من خلال العمل على تأهيل رأس المال البشري الذي يُعد واحداً من أهم روافد الاقتصاد المعاصر المتميز، وإن التأثير المجتمعي للتعليم العالي يتجلى في السعي لمساعدة المجتمع السعودي على التحول إلى مجتمع المعرفة، فالتعليم العالي يُعد محوراً جوهريًّا في إعداد الكفاءات البشرية، من خلال توفير كافة المعلومات وتطوير المهارات والتعليم التطبيقي، سعياً لوصول المجتمع السعودي إلى معدلات قياسية في إنتاج المعرفة، ونشرها وتطويعها في الأنشطة الإنتاجية والخدمية المختلفة. وقال معاليه "انطلاقاً من هذه الرؤية، عملت وزارة التعليم العالي على تحديد عددٍ من المحاور الرئيسة في انطلاقة التعليم العالي حيث سعت حثيثاً على تبني مجموعة من الآليات والبرامج لتحقيق جملة من الأهداف المرحلية والمستقبلية ابتداءًً من التوسع والانتشار في تقديم فرص التعليم العالي، والذي يعد أحد الأهداف الرئيسة التي نسعد بتحققها على أرض الواقع، حيث ارتفع عدد الجامعات الحكومية من (7) جامعات عام 1419ه/1998م إلى (24) جامعة اليوم، إضافة إلى (29) جامعة وكلية أهلية أنشئت في السنوات الأخيرة، مما زاد من القدرة الاستيعابية لتحقيق الطلب المتزايد على التعليم العالي، وتوفير فرص القبول للطلبة، وتمثل ذلك في قبول ما نسبته (92%) من خريجي وخريجات المرحلة الثانوية، خلال العام الدراسي الحالي، مما رفع معدل المشاركة للفئة العمرية المستهدفة في التعليم العالي من (18%) إلى (34%) خلال عشر سنوات حيث وصل عدد الطلاب المقيدين لهذا العام ما يقارب المليون، تمثل الفتيات (60%) منهم ". وأشار معالي وزير التعليم العالي إلى أن هذه الرؤية ايضاً تنطلق من مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة في تقديم خدمة التعليم العالي لجميع المواطنين بكافة شرائحهم، في جميع مناطق المملكة. ونوه معاليه في كلمته أمام الوفود المشاركة في المعرض الدولي للتعليم العالي إلى رفع الطاقة الاستيعابية للجامعات في الداخل والاهتمام المستمر من قائد نهضة هذه البلاد المباركة وراعي التعليم، خادم الحرمين الشريفين الذي أطلق فكرة رائدة تتمثل في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في عام 1425ه - 2005م، إيماناً منه بأن العلم لا تقيده حدود جغرافية، وأن المعرفة لا يعيقها تباعد المسافات، وقد شمل برنامج الابتعاث الخارجي مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، والزمالات الطبية، وذلك للارتقاء بهذه المخرجات إلى مستويات عالمية، حيث وصل عدد المبتعثين الآن إلى أكثر من (80) ألف مبتعث، في تخصصات حيوية مختلفة بجامعات مرموقة في أكثر من (16) دولة حول العالم، والواقع أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لم يكن لتحقيق الاستيعاب والتنوع في مخرجات التعليم العالي فقط، على أهمية ذلك، وإنما يعبر عن حراك علمي وثقافي مستمرين، ذلك أن الاحتكاك بثقافات عالمية متنوعة يسهم في إيجاد جيل ذي تنوع ثقافي قادر على فهم المتغيرات المحلية والدولية، ويسهم بفعالية في تنمية بلاده، وقادر على إقامة جسور من الحوار بين الحضارات. وقال "تأكيداً على أهمية الابتعاث الخارجي ودوره الملموس في فتح آفاق جديدة ومجالات أرحب لأبناء الوطن ليسهموا بسواعدهم وعلمهم في برامج التنمية، فقد صدرت موافقة كريمة من خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على تمديد فترة برنامج الابتعاث الخارجي، لمدة خمسة أعوام، اعتباراً من العام المالي 1431 1432ه، 2010 2011م". وعدّ معاليه مشروع الحوار بين الحضارات الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – بأنه حدثاُ عالمي حظي باستحسان وتقدير كبيرين من قادة وشعوب العالم، وهو ما جعل التعليم العالي يحرص على أن يؤدي دوره في دعم هذا الحوار الحضاري العالمي، سواء من خلال برنامج الابتعاث الخارجي، أو من خلال البرامج القصيرة التي يتم فيها إرسال المتميزين من طلاب الجامعات السعودية للتزود بالمهارات اللغوية والمعرفية، وبعض المهارات المتقدمة المتعلقة بتخصصاتهم الدراسية، وذلك في جامعات عالمية مختلفة. كما عدّ معالي وزير التعليم العالي برامج المنح التعليمية المقدمة من المملكة العربية السعودية لطلاب من مختلف أنحاء العالم للدراسة في جامعات المملكة أحد الروافد المهمة في تحقيق الحوار البناء والمثمر بين الحضارات، وذلك أن المملكة تفخر أنها تحتضن طلاباً من أكثر من (152) دولة حول العالم يحظون باهتمام كبير ورعاية وافية في تلك الجامعات. ونوه معاليه إلى أن التعليم العالي يسعى بشكل حثيث إلى الاستثمار في المعرفة العلمية والتقنية، وتنويع مصادر التمويل بالاستثمار الأمثل في نتائج البحوث العلمية وتشجيع الشركات ذات الأساس العلمي والتقني، باعتبارها أهدافاً استراتيجية مستقبلية وحيوية، لتحقيق التنمية المستدامة تلكم التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة. وقال: "بالفعل فقد تم البدء بتفعيل الآليات التنفيذية، المحققة لذلك ومن بينها إنشاء حدائق العلوم، وحاضنات التقنية مثل وادي الرياض في جامعة الملك سعود، ووادي الظهران في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومجمع العلوم والتقنية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة". وختم معالي وزير التعليم العالي كلمته بالشكر والتقدير لمسؤولي الجامعات العالمية، والمنظمات الدولية على تشريفهم الحفل، آملاً أن يكون في صدارة المحافل الدولية المتخصصة في التعريف بمؤسسات التعليم العالي المحلية والإقليمية والعالمية، وأن يصبح أداة فاعلة في تحويل المجتمع السعودي ومؤسساته إلى مجتمع معرفي منافس. بعد ذلك طالع الحضور فيلماً مرئيّاً حول التعليم العالي في المملكة العربية السعودية ومسيرة نهضته التطويرية. ثم قام معالي وزير التعليم العالي ومدير جامعة ماسترخت في هولندا بقص شريط المعرض إيذاناً بابتداء فعالياته وانشطته.