استكمل المشاركون في مؤتمر الشباب الخليجي جلساتهم بعد يوم حافل من المناقشات التي دارت بين الشباب الخليجي والخبراء والأكاديميين. وتمحور النقاش في اليوم الختامي للمؤتمر حول المكونات الاجتماعية والثقافية للاتحاد الخليجي وحول الرؤية المستقبلية للإتحاد الخليجي. وشارك كل من حمد مجيغير ومشعل القحص في فعاليات الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور والإعلامي أحمد عبدالملك. وتطرق حمد مجيغير في ورقته التي قدمها للمؤتمر أهمية الجانب الاجتماعي للاتحاد الذي أوضح أن التطرق له يمنح تصوراً واضحاً لما ستؤول إليه هذه الدولة او الكيان، لافتاً إلى ان التطرق لهذه الجوانب في الخليج نادرٌ ويغطى عليه الحديث حول الجوانب السياسية والاقتصادية. واستعرض مجيغير بعض الصور الاجتماعية لدول المجلس ومدى انسجام طبقات المجتمع مع بعضها البعض، وكذلك خصائص المكونات الاجتماعية المختلفة الشرائح والطوائف، ومدى قوة الانسجام الاجتماعي بين دول المجلس. واختتم حمد مجيغير ورقته بالتحديات التي يجب معالجتها في سبيل استمرارية الاتحاد معتبراً وجوب شعور الفرد في المجتمع الخليجي أنه ينتمي لمجتمع حضاري وديموقراطي احد هذه التحديات. أما المشارك مشعل القحص فتطرق لثلاثة محاور وهي المكونات الثقافية للمجتمع الخليجي. وكذلك المرأة و دورها في المجتمع الخليجي، إضافة إلى تبادل الخبرات الثقافية والعلمية بين الشباب في دول المجلس. ثورة الاتصالات أكبر المؤثرات على المكونات الثقافية للمجتمع الخليجي واعتبر القحص ان ثورة الاتصالات المتمثلة في القنوات الفضائية وموجات الاذاعة (FM) هي المؤثر الاكبر على المكونات الثقافية للمجتمع الخليجي، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بهذه التغيرات وتهيئة المناخ المناسب لاحتوائه ولاحتضانه، لا محاربته أو الوقوف منه بشكل سلبي دون أن مواجهته بطريقة إيجابية. ولفت مشعل القحص إلى أن الاهتمام بدور المرأة في المجتمع الخليجي لا يعني بطبيعة الحال إلى تبادل المواقع بينها وبين الرجل، بقدر كونها دعوة إلى علاقة تكاملية وذات طابع شمولي يستوعب جهود جميع شرائح المجتمع، مضيفاً أن هذا لن يتأتى إلا بمشاركة الجميع، خاصة المرأة، التي قال أنها ظلت حبسية الدور التقليدي لها في المجتمع الخليجي. وحث القحص في كلامه عن دور المؤسسات التعليمية إلى محاولة الاستفادة من تبادل الخبرات والتجارب التعليمية والثقافية بين دول مجلس التعاون الخليجي، مما سيعود بالنفع على بقية الدول، وأشار المشارك مشعل القحص أن مسألة تبادل الخبرات الثقافية والعلمية أمر من السهول الوصول إليه، ويحتاج إلى وضع خطة واضحة المعالم، يرافقها متابعة جيدة، خاصة وأن المؤسسات التعليمية و خاصة الجامعات ومراكز الدراسات البحثية قائمة بالفعل ولديها نتاجها العلمي والثقافي. أما الجلسة الرابعة أما الجلسة الرابعة فتناولت الرؤية المستقبلية للاتحاد الخليجي وشارك فيها دينا بالجافلة وسامي البداح وسنان الجابري. وناقشت دينا بالجافلة وهي سيدة أعمال إماراتية مشكلة البطالة في الخليج التي قالت إن الإحصائيات تشير إلى أن غالبية مواطني دول الخليج شباب ذكي لكنه عاطل عن العمل، أي أنه توجد عقول كامنة في المنطقة يمكن إعادة تأهيلها بشكل تنافسي في صناعة مربحة وسهلة تعتمد على ملايين العقول الماهرة ويمكن تسويقها بسهولة. وأشارت بالجافلة أن دول الخليج لا تحتاج إلى البدء من الصفر لمعالجة البطالة، وأنه من الممكن أن تحقق هذه الدول النجاح شريطة أن تعتمد على معرفة الصناعة المربحة والسهلة التي يمكن تسويقها بسهولة وتعتمد على الملايين من العقول، وهذه الصناعة موجودة في البرمجيات وتقنية المعلومات المستخدمة في جميع شئون حياتنا، في الهواتف المتنقلة، الكمبيوتر، المكيف وغيرها. وأضافت أن دول الخليج العربية لديها فرصة أكبر من دول غربية متقدمة في الريادة في هذه الصناعة خلال ال 15 عاما المقبلة لوجود بنية تحتية خليجية جيدة تتفوق على الهند ولقرب المنطقة من الهند المتقدمة في تقنية المعلومات مما يسهل نقل الخبرات وتدريب الشباب الخليجي من ضمن خطة لمدة 15 عاما لتقديم منتجات تنافسية للعالم. أما سامي البداح فناقش في ورقته أنواع الاتحادات وهي الفيدرالية والكونفدرالية والتكاملية. والأخيرة يرى البداح أنها أفضل الاشكال التي تناسب دول الخليج. وعدد المشارك ابرز سمات الاتحاد وجعل اولها التأكيد على سيادة الدول الاعضاء ، وحق كل دولة عضو في الاتحاد في ممارسة السياسة الخارجية والتمثيل الدبلوماسي الفعلي والتنسيق في السياسات الدفاعية والخارجية. وشملت فعاليات اليوم الختامي لمؤتمر الشباب الخليجي سبع ورش عمل تنوعت في محتويات مع تركيز على دور الشباب في الفعاليات السياسية والاقتصادية والثقافية.