جاءت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني (حفظه الله ) لاحتفالات وضع حجر الأساس لمشروع المدينة الصناعية الجديدة (الجبيل 2) اضافة لافتتاح سموه ووضع حجر الأساس ل 26 مشروعاً صناعياً وتنموياً وخدمياً بمدينة الجبيل قبل أيام لتؤكد أن الدولة ماضية في سياسة تنويع روافد الاقتصاد الوطني وبالأخص من خلال القطاع الصناعي الذي رسمت الدولة سياستها وبنت استراتيجيتها على اعتباره القاطرة التي تقود اقتصادنا الوطني. ولعل قراءة الأرقام التي تعبر عنها هذه المشروعات تبرز حجم النهوض والتطور الصناعي الذي تعيشه المملكة وتثبت أنها ماضية على طريق التطور الى مراحل أكثر تقدماً وارتياد آفاق أرحب لتدعيم وتوسيع القاعدة الصناعية السعودية لتصبح بحق الخيار الاستراتيجي لسياسة تنويع مصادر الدخل. وتقول الأرقام إن المشروعات ال 26 التي افتتحها سموه أو وضع حجر الأساس لها بلغ حجم استثماراتها 64 مليار ريال، أما مشروع «الجبيل 2» الذي وضع سموه حجر الأساس لانشائها فإنها ستكلف 14 مليار ريال، ومن المنتظر أن يجتذب المشروع حال اكتماله استثمارات تقدر بنحو 210 مليارات ريال، وتوفر المشاريع ال 26 مجمعة 55 الف فرصة عمل مباشرة للسعوديين ينتج عنها 330 الف فرصة عمل اخرى غير مباشرة للمواطنين ايضاً. وتزامن مع هذه المشاريع قيام سمو ولي العهد بتدشين مشروع تطوير حقلي القطيف وأبو سعفة لإنتاج الزيت والغاز بما يقدر بنحو 800 الف برميل من الزيت يومياً، وهو ما يؤكد أن الدولة سائرة في خطين متوازيين لتطوير مواردها الاقتصادية الأول يتعلق بتطوير الطاقة الإنتاجية البترولية باعتبارها المصدر الأول للدخل، والثاني يركز على تطوير القطاع الصناعي باعتباره قائد قاطرة الاقتصاد غير النفطي. لكن ثمة أمور مهمة تفرض نفسها على القطاع الصناعي بالمملكة، وتتمثل في النتائج المترتبة على الانضمام لعضوية منظمة التجارة العالمية، والتي تتطلب تكاتف جميع الجهود الحكومية الداعية الى تفعيل وتطوير وحل كل القضايا المتعلقة بدفع عملية التنمية الصناعية، الأمر الذي يلقي العبء على المصنعين السعوديين لمواكبة المرحلة الراهنة بحثاً عن وسائل مبتكرة لتحسين مستوى وجودة المنتج الوطني وتطوير المنظومة الصناعية بهدف التشغيل الاقتصادي وصولاً لخفض التكاليف الإنتاجية ليصبح للمنتج السعودي فرصة جيدة للمنافسة في الأسواق المحلية والخارجية على حد سواء. ٭ عضو مجلس الادارة ورئيس اللجنة الصناعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض