صدر حديثاً عن دار جداول كتاب (خواطر مصرَّحة) للأديب والشاعر الكبير محمد حسن عواد، طبقاً للطبعة الأولى التي صدرت عن المكتبة الحجازية بمكة المكرمة عام 1345ه. حرّر الكتاب وقدّم له الزميل الناقد حسين بافقيه، وأبان بافقيه في دراسته المطوّلة التي قدّم بها للكتاب عن السياق الثقافي والاجتماعي الذي ظهرت فيه الخواطر، وتكوين النخب الثقافية الحديثة في الحجاز في تلك الفترة، وأتبع بافقيه في هذه النشرة ردّ يوسف ياسين على خواطر مصرّحة الذي استغرق عشر مقالات من صحيفة أم القرى حيث كان ياسين رئيس تحرير لها، وأظهرت تلك المقالات جوانب من تفكير النخبة الثقافية إبّان صدور الكتاب. وحين صدر كتاب (خواطر مصرّحة) اعتبره الأدباء الشبان في الحجاز دستور الثقافة الحديثة واحتفلوا به احتفالًا كبيراً، غير أنّ القوى المحافظة في المجتمع هاجت بالكتاب الذي هزّ سكونها وسكينتها، واحتشدت ضد محمد حسن عواد، مما أدى إلى أن يفقد ذلك الأديب الشاب وظيفته في مدرسة الفلاح بجدة، وأن يُصادر الكتاب. احتوى الكتاب عدداً من المقالات الصاخبة في تجديد الفكر الديني، والدعوة إلى الأدب الحديث والثقافة الحديثة، وكانت دعوة محمد حسن عواد إلى تعليم المرأة والنهوض بها أول دعوة للمرأة الجديدة في البلاد. يتميز الكتاب بحماسة بالغة بدت ظاهرة على أسلوبه الحاد ولغته الصاخبة، وهو نتيجة تأثره بالخطاب الثقافي في مصر والمهجر العربي في أمريكا. الجدير بالذكر أن خواطر مصرّحة وثيقة أدبية وثقافية مهمة للحراك الثقافي والاجتماعي بالمملكة في السنوات الأولى لنشأتها، وهو حراك كان يتسم بالدعوة القوية للتجديد والتحديث.