يثير سؤال "من انتي بنته"؟ غضب كثيرٍ من الفتيات في الأماكن العامة، ويجعلهن يستنكرن ويستغربن طرح ذلك السؤال من قبل بعض النساء.. مكوث المرأة في السوق يحتم أن يدور بينها وبين بعض النساء الأخريات أحاديث جانبية، وربما قد يكون بينهم شيءٌ من إبداء الآراء عن مكان معين أو سلعة ما -من باب إبداء الرأي لا أكثر-، وفي ذلك الوقت تأخذ المرأة حريتها بالحديث "تمون يعني" ظناً منها بأنّ الجميع يتقبل كلّ سؤال تطرحه، وأنّها ستجد من خلاله الإجابة، حتى وإن كان "من انتي بنته"؟. استكشاف الهوية بداية ذكرت "سلوى عامر" أنّ بعض النساء يكثرن من الأسئلة في الأماكن العامة ويستفسرن عن إسم الشخص أو إسم العائلة، حيث إنّه قد تجرى معها حديث معين، وذلك يدفعها لأن تستكشف عن هوية الشخص الآخر ومن يكون، لكن هذا الأمر قد لا يعجب الكثيرين ويعتبرونه تطفلاً على شؤونهم، مشيرةً إلى أنّ من يتقبل ذلك ويرضى به هم قليلون، إلى جانب أنّ السائلة قد تقع في موقف محرج حال واجهتها إحداهن بردٍ قاسٍ. ليس عيباً وبيّنت "لمى سليمان" أنّ بعض النساء قد تعجبهن شخصيتك عند الحديث معهم، خصوصاً وأن النساء في الأماكن العامة أو الأسواق تجمعهم أوقات معينة كالصلاة أو الوقوف عند المطاعم لفترة طويلة؛ مما يجعلهم يكشفون جوانب مميزه في شخصية من يتحدثون معها ويرغبون في الاستفسار عنها، موضحةً أنّ هذا الأمر ليس عيباً؛ فالمجتمع بأكمله يكون بينهم تآلف فالإجابة على سؤال إحداهن لا يعدُّ أمراً فاضحاً.a تصوّر عن الشخص وأوضحت "هيام العبدالسلام" أنّ ثقتها بمن حولها وإدراكها أنّ سؤالهم مجرد تعارف يجعلنها تبادر بالإجابة؛ لأن هذا الأمر لن يمسها بسوء مهما كانت إجابتها، وبعض النساء يحبذون هذا النوع من الأسئلة ليأخذوا تصوّراً عن ذات الشخص الذي أمامهم، سواء بمعرفة إسمها أو عائلتها، وربما المنطقة التي تنتمي إليها، فهذا الأمر منتشر جداً بين مجتمع النساء. تعرف على الآخرين وكشفت "العنود الشلوي" أنّه قد يتم التعرف على الآخرين من خلال الأماكن العامة، وليس ممنوعاً أن تبوح المرأة بإسمها الحقيقي، مبيّنةً أنّها تعرفت على الكثير من النساء في تلك الأماكن، وأنّها قد تتحدث مع إحداهن عن مكان معيّن تستطيع أن تدلها عليه، فتبادرها برقم هاتفها وإسمها، منوهةً بضرورة تبادل الثقة بين الناس، وأن لا يعتبر كل سؤال تطفل و"لقافة". إجابات غير صحيحة وعارضت "نوف عبدالعزيز" سؤال أيّ شخص غريب عن إسمها وعائلتها والمنطقة التي تنتمي إليها، مضيفةً أنّها عندما تسأل تكون إجابتها لهم غير صحيحة؛ لتعرف إلى ماذا يريدون الوصول إليه، مبينةً أنّ معرفة الأسماء ليست ضرورية خصوصاً في الأماكن العامة، حيث الأشخاص لا يعرفون بعضهم بعضاً. موقف محرج وأكّدت "نورة الفايز" على رفض الإدلاء بأيّ معلومة لأيّ شخص بمكان عام، ذاكرةً موقف قد تعرضت له في أحد الأسواق العامة، حيث كانت بجانبها إمرأة تتحدث إليها في أمور كثيرة، وخاضوا في تفاصيل عميقه بالحياة الأسرية، ولم تكن تعرفها بالشكل الخارجي، وأخذت راحتها بالحديث معها، وسألتها عن اسمها فلم تبح لها باسمها الصحيح ولا العائلة وبعد فتره جاءت ابنتها، وتعرفت عليها من خلالها، وأصبحت تلك المرأة قريبة لها وأُحرجت من عدم إخبارها بتلك المعلومات. سرية المعلومة وشددت "أسماء عبدالملك" على عدم البوح باسمها أو الحديث في الأمور الخاصة أو إبداء الرأي فيها لأيّ إمرأة بالأماكن العامة، مبينةً أنّ المرأة قد تصادف نساء لا تعرفهم بأشكالهم، ولكنّهم قد يتعرفون عليها من خلال الأبناء وربما الأصوات، وقد تحاول بعض النساء استغلال عدم معرفة الأخرى بهويتها، فيدخلن في حوارات تتحدث فيها عن أمور سرية أو تبدي رأيها بمسألة معيّنة، وتتفاجأ أنّ تلك المرأة قريبتها أو إحدى معارفها. لقافة حريم ووصفت "لمياء عبدالرحمن" ذلك التصرف ب"لقافة حريم"؛ لأن هذا الأمر متكرر بشكل كبير من بعض الناس في الأسواق، خاصةً وأنّ النساء يجتمعن وقت الصلاة أو خارج المحلات، فحتماً يكون بينهم بعض الحديث، لكن السؤال المتكرر على المسامع "من إنتي بنته؟" أو "من وين إنتي؟" يستفز العديد من النساء، مبينةً أنّها عادةً ما تضطر للإجابة بأنّها "بنت أهلها"؛ مما يثير غضب السائلة. نار الغضب وقالت "هيفاء فهد": عندما نكون بمناسبة عائلية كبيرة، فلا مانع من ذلك السؤال؛ لأن قد يكون هناك أشخاص لا أعرفهم ويتعرفون عليّ، وكلّي ثقة بأنّ لتلك العائلة صلة بالأخرى، ولكن ما يثير غضبي وأنا في السوق ومغطيّة كامل وجهي ويأتي من يسألني من وين أنتي؟، ولا أعلم سبب طرح هذا السؤال، خصوصاً وأنّ السائلة لم ترَ وجهي، وأحياناً اكتفي بالصمت، حتى أوحي إليها بالخطأ الذي وقعت فيه، وربما أترك المكان؛ لأن ذلك السؤال سيلحقه أسئلة أكبر منه، وأنا في غنى عن ذلك التطفل الذي يشعل نار الغضب بداخلي.