شحذت ندرة المياه وتخوف دول العالم من قلة مصادرها همم وعقول المختصين في بحوث المياه بالوطن العربي خاصة مع تزايد أعداد السكان وتضاعف الانشطه البشرية التي أصبحت تهدد كمية وجودة المياه. هذه المشاكل دفعت المهندس أحمد سيد محمد أحمد الباحث بمعهد بحوث الهيدروليكا بالمركز القومى لبحوث المياه بوزارة الموارد المائية والري بجمهورية مصر العربية إلى التفكير في مصدر مياه غير تقليدي يغفل عنه كثيرون ، وذلك عندما لاحظ تساقط قطرات المياه من أجهزة تكييف الهواء. وعن فكرته اوضخ الباحث انها تتلخص في عملية تكييف الهواء فى سحب الهواء الرطب من داخل الأماكن المغلقة المراد تبريدها ثم تتكثف المياه وتتجمع داخل أنبوبة والتي عادة يتم تصريفها فى المجاري حيث كشف التقدير التقريبي لكمية المياه المقطرة المنصرفة على إمكانية إنتاج حوالي لترين من هذه المياه خلال ساعة واحدة من التشغيل المستمر لجهاز تكييف الهواء. وأضاف : " .. إذا افترضنا تشغيل مليون جهاز تكييف هواء باستمرار وفى نفس الوقت لمدة ثماني ساعات في اليوم، يمكن توفير كمية مياه إضافية تقدر بحوالي 16 ألف متر مكعب في اليوم. ومن المفترض أن تشغيل أجهزة تكييف الهواء أثناء فصل الصيف (حوالي 120 يوما في السنة) – من المعروف أن هذه المدة تزيد في المملكة وفي دول الخليج. وبالتالي فإنه يمكن توفير كمية مياه تقدر بحوالي 1,920,000 متر مكعب في السنة – ومن المتوقع أن تزيد هذه الكمية كلما زاد عدد أجهزة تكييف الهواء وزادت مدة تشغيلها – كما هو الحال في الدول الحارة ذات رطوبة عالية مثل دول الخليج " وحول كيفية استخدام هذا المياه المكثفه كمورد غير تقليدي بطريقة ناجحة، قال احمد سيد انه ينبغي الوفاء بشرطين وهما أن تكون هذه المياه ذات جودة آمنة وقابلة للتطبيق من الناحية الاقتصادية ، لذلك انتهج هذا البحث طريقة للتأكد من جودة هذه المياه وتحديد استخدامها طبقاً لنتائج تحليل عينات المياه. وقام الباحث بتجميع عينات من هذه المياه من أجهزة تكييف الهواء القديمة والحديثة بالمركز القومى لبحوث المياه - التابع لوزارة الموارد المائية والري المصرية - في عبوات معقمة حتى يتم تحليلها بالمعامل المركزية بوزارة الموارد المائية والري المصرية. وأظهرت نتيجة تحليل هذه العينات على وجود عدد كبير من البكتيريا خصوصاً في العينات التى تم تجميعها من أجهزة التكييف القديمة ويقل هذا العدد بشكل ملحوظ في العينات التي تم تجميعها من أجهزة التكييف الجديدة. كما أظهرت نتائج التحليل الكميائي لهذه العينات نقصا ملحوظا فى الأملاح المعدنية خصوصاً الماغنسيوم والكالسيوم والصوديوم. وطبقاً لنتائج التحليل، أوصت الدراسة بعدم صلاحية هذه المياه للشرب ولكن يمكن استخدام هذه المياه فى ري الحدائق الخضراء أو دورات المياه أو غسيل السيارات عوضاً عن استخدام المياه الصالحة التى تستخدم فى هذه الأغراض. ويمكن تجميع هذه المياه عن طريق اتصال أنابيب صرف مياه المكيفات فى مواسير ويتم تخزينها في خزانات يتم ضخها في شبكة خاصة لاستخدامها . واشار الباحث الى ان مشكلة ندرة المياه تتفاقم وتصبح اكثر خطورة نتيجة التأثير المباشر لتغير المناخ العالمي، ومن العوامل المصاحبة لتغير المناخ العالمي، زيادة درجة حرارة الهواء والتي أدت بدورها لزيادة كبيرة في رطوبة الجو. ونتيجة لهذه التغيرات المناخية، يتوقع الباحثون في مجال المياه أن يحدث نقص فى كميات المياه في العالم ولذلك كان ولابد البحث عن مصدر مياه غير تقليدي .