أخذ الهداف الكبير ناصر الشمراني على عاتقه حمل لواء المهاجمين المحليين في ساحة المنافسة مع المحترفين الأجانب للصراع على لقب الهداف طيلة السنوات الماضية،وكان الشمراني بتوهجه الدائم خير ممثل لأبناء الوطن بتواجده الدائم على رأس القائمة مهما كانت معاناته، ومهما بلغت ظروف فريقه سواء كان قريباً من المنافسة أو بعيداً عنها. الشمراني ظل على مدى أربعة أعوام طرفا ثابتا في المنافسة على لقب الهداف،وينتهي الموسم متزعماً القائمة سواءً كان منفرداً بها أو بمشاركة بعض المحترفين الآخرين،وهو رقم عال يعكس قيمة اللاعب الفنية،ومهارته الفردية،وقدراته التهديفية التي جعلته بهذه المكانة العالية،ولم يغب سوى موسم واحد بعد أن تعرض لإصابة الرباط الصليبي قبل ثلاثة مواسم تقريباً وكان عندها يحمل رصيداً عالياً من الأهداف،ولكنها لعنة الإصابات التي أبعدت هذا المهاجم الخطير عن ممارسة هوايته المفضلة،واكتساح المدافعين،وحراس المرمى حتى باتت الشباك في مختلف الملاعب تشهد لسعاته القوية في كل وقت. وجود ناصر الشمراني كاسم ثابت في قائمة الهدافين مع كل موسم حفظ ماء الوجه للمهاجمين المحليين مع المحترفين الأجانب الذين يتواجدون مع كافة الأندية كل موسم من مختلف بلدان العالم حيث ظل الشمراني هو المنازع الأول،والمقارع الوحيد لهذه الكوكبة من المحترفين وهو الأمر الذي أعطاه المزيد من الثقة بالنفس، كما أنه عكس حجم الموهبة الكبيرة التي يمتلكها هذا النجم الموهوب الذي صنع نجوميته بنفسه،وأتقن حياكتها بأقدامه الساحرة،ورأسه الماكرة التي لا تعرف سوى طريق الشباك مهما اختلفت،وتنوعت أمامها الطرق. الشمراني ناصر يقدم درساً بالمجان لكافة المهاجمين السعوديين بأن الهدف،والطموح من الممكن جداً أن يبلغهما الإنسان من خلال الجدية في العمل،والمحافظة على التدريبات بعيداً عن السهر،وكل ما يفسد مسيرة اللاعب المحترف الذي أضحى في هذا الوقت ليس ملكاً لنفسه بل ملك لناديه،ومنتخب بلاده،وجماهيره المتعطشة لمشاهدته في مكانة عالية لا يتنازل عنها أو يحيد. ناصر حكاية جميلة تحتاج أن تقدم كأنموذج مشرف للأجيال المقبلة التي عليها الاستفادة من هذه التجربة الفريدة من نوعها التي استطاعت الصمود بل والتوهج وسط هذه الأعاصير القوية،والرياح العاتية بهمة كبيرة،وطموح لايتوقف عند حد. تحية تقدير،وإعجاب من كافة عشاق الساحرة المستديرة للزلزال ناصر الشمراني،وهو يمثل أبناء جلدته خير تمثيل فيحضر، ويسجل،ويبدع، ويتقدم دون تراجع.