سيقصد الناخبون الفرنسيون غدا الأحد مكاتب الاقتراع للمشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية على خلفية اعتقاد شائع بأن المرشحين اللذين سيشاركان في الدورة الثانية يوم السادس من شهر مايو المقبل هما الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي ومرشح الحزب الاشتراكي المعارض فرانسوا هولاند. بل إن الانطباع السائد قبل يوم واحد على الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية هو أن هولاند سيكسب الجولة الثانية بفارق هام. وأهم رهانات الدورة الأولى هو ترتيب المرشحين الثلاثة الأوائل . فساركوزي يطمح فعلا في الحصول على المرتبة الأولى أملا في استخدام هذه النتيجة لحشد ناخبي اليمين التقليدي واليمين المتطرف خلال الدورة الثانية وربما إحداث المفاجأة أي الاحتفاظ بمنصبه كرئيس للجمهورية. وفرانسوا هولاند يرغب فعلا في الحصول على المرتبة الأولى في أعقاب الدورة الأولى لأن ذلك من شأنه ترسيخ الرأي الشائع أنه المرشح الوحيد القادر على بز المرشحين التسعة الآخرين للانتخابات الرئاسية الفرنسية. وأما المرتبة الثالثة فيتنافس عليها كل من جان لوك ميلانشون مرشح فعاليات كثيرة تمثل أقصى اليسار ومارين لوبين زعيمة حزب " الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف. وجاء في آخر استطلاع للرأي أن كليهما قادر على الحصول على أربعة عشر بالمائة من أصوات الناخبين. وثمة قناعة لدى المراقبين بأن الأصوات التي ستذهب غدا إلى ميلانشون أو إلى لوبين هي التي ستكون حجر الزاوية في اختيار رئيس الدولة الفرنسية المقبل. ومن ثم فإن ساركوزي وهولاند مضطران انطلاقا من يوم الاثنين المقبل إلى تحديد استراتيجية تسمح لكليهما بالاعتماد على هذه الأصوات أو جزء هام منها على الأقل لضمان الفوز في أعقاب الدورة الثانية. وبالرغم من أن رهانات الانتخابات الرئاسية الفرنسية تبدو محسومة مسبقا، فإن الخوف من عزوف نسبة كبيرة من الناخبين عن الذهاب إلى مكاتب الاقتراع وعدم تأكد ثلث الناخبين تقريبا حتى يوم أمس من خياراتهم يظلان عاملين هامين من العوامل التي يمكن أن تحدث مفاجآت في أعقاب الدورة الأولى على الأقل.