نجحت مساعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز النيرة في إصلاح ذات البين في إقناع أكثر من 21 أسرة من داخل وخارج المملكة بالتنازل عن القصاص بحق ذويهم المقتولين وبدون مقابل ابتغاء لوجه الله تعالى ثم قبولا لشفاعة خادم الحرمين الشريفين التي نقلها صاحب السمو الملكي العقيد طيار ركن تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز إلى هذه الأسر والتي أهم شروطها التنازل وبدون مقابل للحد من المتاجرة في الدماء. وقد أسفرت هذه المساعي النبيلة في التنازل عن القصاص وعن مطالبات بالديات التي وصلت بعضها إلى اشتراط 20 مليون ريال مقابل التنازل عن القصاص. وتضم هذه الأسر التي اختارت الأجر من الله تعالى ثم قبول شفاعة خادم الحرمين الشريفين تقديرا لمكانته في القلوب 5 أسر من الجاليات العربية والإسلامية والصديقة من السودان واليمن والباكستان والهند. المالكي ل«الرياض»: الأمير العقيد طيار تركي بن عبدالله نقل شفاعة الملك فجاءت الموافقة صرح بذلك ل"الرياض" المستشار الخاص لسمو العقيد طيار ركن تركي بن عبدالله الشيخ الدكتور علي المالكي. وقال: بداية مساعي السعي لإعتاق الرقاب وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين يقوم بها الكثير من الأمراء والعلماء ورجال الإصلاح من مشايخ القبائل ومن ضمنهم سمو العقيد طيار ركن تركي بن عبدالله وإصلاح ذات البين في إعتاق الرقاب كان يقوم به الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد، وذلك امتدادا للنهج الذي أسست عليه هذه البلاد ولازالت. ولقد أولى اهتماما كبيرا بهذا الموضوع الإنساني والنابع من شريعتنا الإسلامية بهدف وحدة الصف وجمع الكلمة ولأن عتق الرقاب ليس فقط إنقاذا من حد السيف فهي رسالة عظيمة تعود بالنفع على المقتول في آخرته وكذلك قيام الجاني بالعودة إلى الصواب والقيام بالكثير من الأعمال الخيرية تجاه المقتول تكفيرا عن خطيئته، ومن ذلك قمع ومنع التناحر بين أبناء المجتمع وإراقة الدماء، وكما يعلم الجميع أن الثأر أمر مزعج وموضوع شائك إذا انتشر بين الناس ورسالة خادم الحرمين الشريفين في عتق الرقاب تهدف لمنع هذه الصورة القديمة والتي هي من صور الجاهلية وأخذ الثأر وفيما يحقق التنازل لوجه الله تعالى الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع ونشر الوعي بمخاطر القتل العمد. المالكي: البعض تحول الى تجارة الدماء ويضيف المالكي أهل الدم بتنازلهم يقدمون أغلى ما يملكون آباؤهم وأبناؤهم لوجه الله تعالى وهذه ترجمة حقيقية للمعاني النبيلة وبيعة جديدة من نوع آخر للولاء ورسالة خادم الحرمين رسالة ربانية تبدأ رحلة السعي لإعتاق الرقاب منذ لحظة القبض على الجاني وإيداعه السجن المحدد بجريمته، وهذا بحد ذاته رسالة لحفظ الأمن ومن ثم تبدأ الرسالة الثانية في تطبيق الحد حتى وإن نزل إلى ساحة القصاص وهذا دليل أنه ليس هناك ظلم بل هناك حفظ لحدود الله وحفظ الدماء وأهلها والرسالة الثالثة التي يرنو إليها أطال الله عمره هي جمع الكلمة وألفة القلوب بين الرعية وبين ذاتها في مناطق المملكة المترامية الأطراف ومن ثم يأتون أصحاب الدم للسلام على خادم الحرمين الشريفين ويقدم لهم الشكر أن وفقهم الله للتنازل عن الجناة مختارين الأجر من عند الله على الدنيا ويقوم بتكريمهم وتقديم بعض الهدايا المالية والعينية، هذا دليل نبل مقصده بعد أن ضمن تنازلهم لوجه الله تعالى. الأمير العقيد طيار تركي بن عبدالله ويردف قائلا: إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده يزعجهم ما وصلت إليه الأمور في تجارة الدماء بطلب الديات بمبالغ خيالية. وقد يلجأ البعض لهذه المطالب بهدف تنفيذ القصاص وهذا التوجه من ولاة الأمر يساهم في إقناع أهل الدم بالتنازل بشرط ألا تكون الوجاهة في قضايا المخدرات والقضايا المخلة بالشرف وأقولها بصوت مرتفع هناك بعض ضعاف النفوس ممن يتسترون تحت ستار الدين من وجدوا فيها تجارة مربحة ويسعون إلى تضليل أسر المقتولين بحثهم على رفع سقف المطالب المالية وعدم التنازل حتى يحصل على نصيبه من الدية حتى أننا نفاجأ عندما نذهب للأسر خارج المملكة نجد منهم الترحيب والموافقة ويكتفون بتوفير حجة أو عمرة لأفراد الأسرة، ولكن عندما يأتون تجار الدماء ويشن حملة على أهل الدم بالمطالبة في مبالغ مالية وهذه الضغوط تواجهها كثير من الأسر بالداخل والخارج والذين لديهم ولله الحمد ترف ذهني تسبقه ثقافة دينية ومحبون للخير ويبحثون عنه بشرط أن نحول بينهم وبين هؤلاء المتاجرين في أرواح الناس، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه القيادة. ويؤكد المالكي أن مساعي سمو العقيد طيار ركن تركي بن عبدالله وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين في طريقها للوصول إلى تنازل أسرة من دولة الكويت الشقيقة عن الجاني وهو كويتي الجنسية أيضا ابتغاء لوجه الله وتقديرا لشفاعة خادم الحرمين الشريفين وبمساع من الحكومة الكويتية وهو ما يدلل على عمق رسالة خادم الحرمين الشريفين والتي لم تقتصر على أبناء المملكة وما يجري على أرضها من حالات القتل العمد. ويواصل بتحميل المجتمع بدءا من البيت والمدرسة التي تدرس مادة التربية الوطنية والتي أقولها وبكل شجاعة هذه المادة لا تتعدى كونها رصيدا للطلاب من ناحية الدرجات في الوقت الذي نريد أن تكون مادة فعلية وعملية تترجم في معاني الوطنية وكذلك المسجد بالتوعية عن مخاطر حمل السلاح الأبيض والأسود والتي ينتج عنها حالات القتل العمد والتوعية بعدم المبالغة في الديات التي ترهق الأسر المغلوب على أمرها بسبب تصرف طائش من أحد أبنائها ولا حول ولا قوة لهم بتوفير هذه الديات. ودورنا كداعية بالمقام الأول هي الدعوة إلى قبول عرض الله عز وجل ومن ثم شفاعة خادم الحرمين الشريفين ورفع الهمم من التراب إلى رب الأرباب وعندما تتهيأ الأوضاع يقوم سمو العقيد طيار ركن تركي بن عبدالله بزيارة لبعض الأسر لعرض وجاهة الملك عليهم ويحضر مع سموه عدد من محبي فعل الخير بما فيهم أمراء المناطق وشيوخ القبائل وشخصيا أتمنى وجود جمعية الملك عبدالله لوالديه لإعتاق الرقاب، وهذه ستعرف الناس الراغبين في التنازل لوجه الله تعالى بالجهة التي يقصدونها دون حرج ومن أجل تنظيم العمل إلى عمل مؤسساتي يؤجرون عليه ويحصلون على حقوقهم الشرعية عند التنازل، حيث هناك ضمانات أخرى غير الدية أحيانا لما تطالب به بعض أسر المجني عليهم مثل النزوح عن المنطقة درءا لكثير من الأمور ولا ننسى أن كل ما يطالب به أهل الدم شيء لا غبار عليه شرعا وحق من حقوقهم ما لم يتنازلوا عنه لوجه الله تعالى. وهناك من تنازل عن 20 مليون ريال علما أن أهل الدم جمعوا المبلغ كاملا، وهذا أرجو ألا يكون مثالا يحتذى به. ويعزو المالكي كثرة قضايا القتل إلى ضعف الوازع الديني ثم المخدرات التي تفشت بين بعض شبابنا وكذلك ضعف البرامج الإعلامية المعدة بهذا الخصوص إعدادا شرعيا وعلميا يوصل رسالة الإقناع إلى عقول الشباب بكل يسر وسهولة. وفي ختام تصريحه ل"الرياض" قدم الدكتور علي المالكي شكره لسفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج والذين يبذلون جهودهم لإيصالنا إلى أسر أهل الدم ويسهلون لنا ذلك بالتنسيق مع حكومات دولهم.