وافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية على استخدام علاجات السعال والبرد للأطفال في عام 1976 على الرغم من عدم وجود أية بيانات تدعم سلامتها وفعاليتها. وقد تم تحديد الجرعات قياسا على البالغين، ولا توجد جرعات مقترحة لمن أعمارهم أقل من سنتين. ولم تراجع إدارة الاغذية والعقاقير الأمريكية تلك الموافقة حتى عام 2007. وقدرت الأموال المصروفة على تلك الأدوية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بمليارين دولار سنويا ويوجد آلاف المنتجات من هذا الصنف من الأدوية. فعالية أدوية السعال والبرد: لم تكن مضادات احتقان الأنف أو مضادات الهستامين أكثر فعالية من العلاج الوهمي أو دون استخدام أي علاج في تحسين أعراض السعال أو سيلان أو انسداد الأنف في حالات الزكام. كما أن علاجات السعال والتي تحتوي على ديكستروميتورفان أو الكوديينلم تكن أكثر فعالية من العلاج الوهمي وقد تبين ذلك بعد استعرض دراسات عديدة أثبتت عدم فعالية تلك العلاجات على وتيرة أو حدة السعال ولا عدد مرات السعال أو إنتاج البلغم. كما أثبتت مراجعة أخرى بعد تحليل 35 دراسة على مضادات الهستامين لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي الفيروسي في البالغين والأطفال شملت ما يقرب من 9000 مريض ولم يكن هناك تأثير ملحوظ على تخفيف سيلان الأنف، والاحتقان أوالعطاس. وحتى بعد اضافة مضاد احتقان الى على مضادات الهستامين لم تلاحظ أي فائدة سلامة أدوية السعال والبرد: بالإضافة الى عدم فعالية تلك الأدوية تبين أنها قد تكون ضارة فمن الأعراض الجانبية التهيج، والأرق، والخمول، والهلوسة، وارتفاع ضغط الدم، وردود الفعل العضلية (DYSTONIA) كما أن تخلص الجسم من تلك الأدوية يختلف باختلاف العمر ويكون بطيئا جدا لمنهم أقل من 6 أشهر مما يزيد من الأعراض الجانبية. ويمكن أن يتغير استقلاب تلك الأدوية عند تزامن أخذها مع أدوية أخرى مثل خافض الحرارة (أسيتامينوفين). كما أن جرعة تلك العلاجات في الأطفال غير مدروسة وإنما قامت على الاستقراء من جرعات الكبار. وأفاد تقرير برنامج مراقبة الأحداث الضارة لعقارات البرد الصادر من المركز القومي الامريكي لنظام مراقبة الإصابات الإلكترونية التعاوني أن 7091 طفلا أعمارهم 12 سنة أو أقل زاروا أقسام الطوارئ خلال عامي 2004 و2005 نتيجة أضرار جانبية من علاجات البرد والسعال. وهذا يمثل 6٪ من مجموع زيارات الطوارئ المتعلقة بالأدوية. كما أن إصابة الأطفال بأعراض جانبية مع هذه الأدوية ثمانية أضعاف مقارنة مع أي أدوية أخرى. ولوحظ أن الأطفال الأقل من 2 سنة من العمر كان لديهم المعدل الأعلى من ردود الفعل السلبية لتلك الأدوية. وذكر مركز السيطرة على الأمراض الأميركية (CDC) أن 1519 طفلا أقل من عامين من العمر عولجوا في في 2005 من مشاكل متصلة بعلاجات البرد والسعال. كما أثبت اختبار علم السموم وجود أثر لاستخدام علاجات البرد والسعال في 5% من حالات الاختناق المهدد للحياة في الرضع (Apparent life-threatening events) كما تم ربط علاجات البرد والسعال بوفيات الأطفال بعد عمل فحوصات للسموم لأطفال توفوا لأسباب غير واضحة، حيث وجدت مكونات تلك الأدوية. وقد ثبت أن 4 وفيات لأطفال تقل أعمارهم عن 9 أشهر من العمر كانت نتيجة تلك الأدوية. كما استنتجت لجنة خبراء من أطباء الأطفال وعلماء السموم بعد استعرض الوفيات الناجمة عن علاجات البرد والسعال فيمن أعمارهم 12 سنة أو أقل أن 118 حالة ربما، أومن المحتمل، أو بالتأكيد ناجمة عن مكونات علاجات البرد والسعال.و أن العوامل المرتبطة بالوفيات من تلك العلاجات هي: الذين تقل أعمارهم عن سنتين استخدام الدواء لتنويم الطفل استخدامها في دور الرعاية النهارية الجمع بين 2 أو أكثر من تلك الأدوية وأسفرت مراجعة وفيات الرضع لأسباب غير واضحة في ولاية اريزونا أن 10 حالات مرتبطة بعلاجات البرد والسعال مع أنه لم تتوفر اختبارات السموم إلا في 21 حالة فقط من 90 حالة. ولعل المعدل الحقيقي للآثار السلبية لعلاجات البرد والسعال للأطفال أكثر مما هو مسجل. نستنتج مما سبق أن علاجات البرد والسعال ليست فعالة، وربما تتسبب في آثار جانبية خطيرة، بما في ذلك الوفاة.ولذا تنصح ادارة الاغذية والعقاقير الأمريكية بعدم استخدام تلك الأدوية لالأطفال أقل من 4 سنوات وفي كندا تم تقييد استخدامها لمن هم أقل من 6 سنوات من العمر وتوخي الحذر عند استخدامها في منهم أكثر من 6 سنوات. وتتساءل الأكاديمية الأمريكية للأطفال عن فعالية وسلامة هذه الأدوية في منهم دون 6 سنوات. كما أوصت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية بعدم استخدام أدوية السعال والإحتقان في منهم دون 6 سنوات. وعليه فيجب عدم استخدام أدوية السعال والبرد إطلاقا لعدم فعاليتها ولوجود أعراض جانبية تكون خطيرة أحيانا ففي حالات السعال المصاحب للزكام يختفي السعال تدريجياً دون الحاجة الى علاج. أما في حالة وجود سعال شديد أو مصحوب بأعراض أخرى مثل الكتمة أو أزيز الصدر أو الخمول أو الحرارة المرتفعة يجب مراجعة الطبيب لأعطاء العلاج المناسب.