نظمت مؤسسة الملك خالد الخيرية سلسلة حلقات حوارية في المدن الرئيسة لأكثر من 300 شاب وشابة، بهدف الحوار المفتوح والمناقشة الجادة حول القضايا التنموية التي تهم الشباب السعودي (بنين وبنات)، وفق رؤيتهم الواقعية، بما يمس حياتهم اليومية وهمومهم الاجتماعية وتطلعاتهم المستقبلية. حيث كانت تلك الحلقات أشبه بملتقيات (العصف الذهني). فخرجت بأفكار ومقترحات شبابية تدور على رحى قضايا وطنية ومشاكل اجتماعية، والتي ستسهم في صياغة المحاور الرئيسة ل(حوارات تنموية) في دورتها الثالثة والتي تعبر عن رأي الشباب السعودي و ليس بالضرورة أنها تعبر عن رأي المؤسسة ، أو تعكس موقفها الفعلي من أية قضية وطنية أو مشكلة اجتماعية. كما ركزت الحوارات التنموية على قضايا شبابية في مختلف مناطق المملكة وحسب كل فئاتهم العمرية أبرزها (واقع التعليم)، فحسب وجهة نظرهم فإن المخرجات التعليمية لا تتفق مع سوق العمل، منها «البطالة المقنعة « ، وتطرقت الحوارات لسلبيات المناهج التعليمية ، فهي لا تعزز مهارات الحياة الأساسية كثقافة الحوار والمبادرة والتفكير الإبداعي ، فحسب رأيهم أن هناك ضعفاً في ثقافة الحوار بين الشباب والمجتمع . إضافة الى تهميش دورهم الاجتماعي وعدم إشراكهم في عملية صنع القرار المحلي والوطني والتنموي بشكل فعلي. أما القضية التنموية الثالثة فيرونها في ضرورة المشاركة الشبابية، من خلال إنشاء جهاز خاص وفعال بالشباب كونه أصبح ضرورة، لتقديم خدمات صديقة للشباب والعمل على دمج القيادات الشبابية في مجال المشاركة العامة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية على مستوى التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم. أما القضايا التي تتفاوت من حيث الأهمية والاهتمام بين قطاع الشباب وفقاً لاختلاف مناطقهم، فتتمثل في التمييز الاجتماعي بين البنين والبنات في فرص التعليم والعمل مع تأثير العمالة الوافدة والفساد الإداري، خصوصاً حكر المناصب على فئات معينة وتجاهل الكفايات. وانعدام وسائل النقل، وعدم الاهتمام بنشر ثقافة التطوع، وضعف وجود أندية طلابية في الجامعات السعودية، والفجوة القائمة بين الإعلامَين الجديد والتقليدي وافتقار الشباب لجمعيات تكتشف مواهبهم وتعزز العمل الإبداعي لديهم، وضعف وجود مؤسسات المجتمع المدني التي تهتم باستقطاب الشباب. وحصر الإعلام على التركيز على السلبيات أكثر من الإيجابيات وبالذات لدى الشباب فضلاً عن إهمال الجانب الترفيهي الخاص بهم، وغيرها من قضايا وهموم شبابية ترتبط بالتنمية الاجتماعية. يذكر أن (حوارات تنموية) هي إحدى الممارسات الإيجابية التي توفر مساحة للحوار ولمناقشة القضايا الوطنية لوضع واقتراح الحلول المبتكرة في التنمية الاجتماعية وأطلقتها مؤسسة الملك خالد الخيرية عام 1431ه (2010م)، تأكيداً لدورها الريادي، وتفعيلاً لرسالتها النبيلة في تكريس الفكر التنموي في مجال أعمال القطاع غير الربحي على المستوى الإنساني والصعيد التنموي، في إطار سعيها الاستراتيجي إلى الإسهام الإيجابي في التنمية الاجتماعية في المملكة وفق منهج احترافي وآليات عمل فعالة، ترتكز على مفهوم (التنمية المستديمة) التي تُؤمّن احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على تأمين احتياجاتها، وذلك عبر تمويل البرامج والمشروعات التنموية المتعددة كماً والمتنوعة كيفاً، التي ترمي إلى تأهيل وتمكين القطاع غير الربحي (الخيري) و بناء شراكات بين القطاعين العام والخاص. وكون فئة الشباب (بنين وبنات) تعتبر الشريحة الأكبر في المجتمع بنسبة (60%) وهي الشريحة الأكثر فاعلية وتأثيراً في منظومة الأعمال اليومية، وركيزة أساسية في بناء الوطن؛ فقد استهدفت المؤسسة هذه الفئة المهمة ووضعت لها عدداً من البرامج والأنشطة والفعاليات التي تحقق مشاركتها الفاعلة طرفاً رئيساً في برامج التنمية الوطنية الشاملة.