منذ عدة أشهر وبعض الشركات تواصل العمل لردم عدد من الأودية ومجاري السيول بحي ضاحية لبن بمدينة الرياض لتحويلها الى أراض مستوية أو مناطق سكنية. ورغم خطورة هذا العمل وتأثيره الكبير على الساكنين، وتصريف مياه الأمطار، إلاّ أن العمل يجري على قدم وساق بهدف إنهاء العمل في أسرع وقت ممكن. "الرياض" وقفت على بعض المواقع التي تم ردم الأودية فيها ومجاري السيول، حيث تحولت إلى أراضٍ شبه سكنية جاهزة للتقسيم، وأرضٍ مستوية تخبئ تحتها خطراً كبيراً على ساكنيها في المستقبل؛ ممن لا يعلمون شيئاً عن موقعها، بالإضافة إلى الخطر على قاطني الحي، وخصوصا القريبين من هذه الأودية والمجاري. الموقع تحول إلى مستنقع كانت بداية الجولة على أحد مجاري السيول الذي تعرض للسد والاغلاق بأكوام من الرمل حتى تسبب ذلك في احتباس المياه فيه، وتحول الموقع إلى مستنقع مليء بالأشجار الضارة والحشرات، وتنبعث منه روائح كريهة، ورغم عمق المجرى الذي يصل لأكثر من عشرين متراً، إلاّ أن الردم بالتراب قد تجاوز العمق للأعلى وتحول امتداد المجرى وتصريفه بوادي لبن إلى أرض مستوية، ورغم امتعاض الأهالي من هذا المستنقع الذي سببه ردم المجرى وروائحه الكريهة، إلاّ أن تخوفهم الكبير هو من تحول مياه السيول الى داخل منازلهم بعد أن تم إغلاق مجراها الأساسي. الوادي يتساوى مع الأرض وفي موقع آخر يقع بالقرب من شارع تجاري تحول مجرى السيل القديم إلى أرض مستوية بعد أن استلمت إحدى الشركات مشروع ردم الوادي وتحول الموقع بين ليلة وضحاها من وادٍ ومجرى للسيل إلى أرضٍ مستوية، حيث كانت الشاحنات تتسابق لتفريغ حمولتها من التراب والحصى الذي تأتي به من مواقع حفر المنازل بالحي، ثم يتم بعد إنزال الحمولة تسوية الأرض دون رص أو ضغط على التراب بما جعله هشاً وطينياً لزجاً في وقت المطر، وشكّل عدة فجوات عميقة فيه، وحفراً تتصيد كل من يحاول المشي عليه. الأهالي متخوفون من كارثة بعد سد المجرى ويقع الموقع بالقرب من التقاء شارع الطائف بالدائري الغربي الجديد، حيث يعد من المواقع الاستثمارية، ولكنه يعد أيضاً موقعاً خطيراً جداً بفعل وجوده كتصريف لمياه الأمطار التي تتجمع من شعاب عدة وتتمركز في هذه النقطة. وعلى غرار ردم الشواطئ الذي يتم في المدن السياحية تردم شركة أخرى باتجاه وادي لبن، والذي يصل عمقه إلى حوالي 70 متراً، وقد نجحت بعد عدة أشهر في توسيع المساحة لعدة أمتار، ولازالت تعمل يومياً بالتعاون مع أصحاب الشاحنات لتفريغ حمولتهم في الموقع. تصريف السيول وعلاوة على ردم الأودية ومجاري السيول؛ فإن ماسيزيد المشكلة تعقيداً هو عدم وجود شبكة صرف صحي في الحي رغم حداثته وتخطيطه من قبل الجهات المختصة، وعدم وجود شبكة لتصريف السيول في مواقع مرور الطرق بمجاري السيول والاكتفاء بوجود ممر لها في الطريق، كما أن المخطط الرئيس للحي الذي يحتفظ به كثير من مكاتب العقار القديمة يوضح بجلاء وجود هذه المجاري للسيول في الحي، وعدم شمولها بتخطيط وتوزيع الأراضي وبقاءها كمجاري للسيول. قلق الاهالي ويتخوف أهالي الحي من وجود كارثة بيئية في حال السيول التي لن تجد لها ممراً، وستتسب بغرق العديد من المنازل، كما ابدوا قلقهم من تخطيط مجاري السيول وتحويلها إلى قطع سكنية وأحياء قائمة على تراب رطب ومجرى للسيول بما يهدد ساكنيها وساكني الأحياء القريبة منها. مجرى السيل تحول إلى أرض مستوية ردم الوادي بالرمل رغم خطره وعمقه الكبيرين