الفتيات وفي مختلف أعمارهن، هن أكثر شكوى بين أفراد الأسرة؛ بسبب ارتباط حياتهن بالعديد من المتغيرات "البيولوجية" و"الفسيولوجية"، بل وحتى الاجتماعية والنفسية، وهنا لابد أن تتفهم الأسرة وضع فتياتها، خصوصاً أننا في زمن متغير، كما أنه من المهم أن تجد الفتاة الثقة لدى الأسرة، لكي تبوح بما في داخلها، سواء لوالدتها، أو والدها، أو حتى أشقائها. ويُفضل أن تعود الفتاة إلى والدتها اذا كانت المشكلة ذات طابع نسائي وحساس، فالأم أجدر بذلك، أما إذا كان الموضوع يحتاج إلى دراسة ومعلومات، فهناك مراكز أسرية باتت منتشرة في مناطق المملكة من الممكن أن تستفيد منها الفتاة. "الرياض" تطرح موضوع "لمن تشكو الفتيات"؟، فكان هذا التحقيق. ثقة وصراحة في البداية قالت "ندى" -طالبة في المرحلة الثانوية- إنه من الطبيعي أن تكون الفتيات أكثر من الشباب شكوى ومعاناة، مضيفةً أن البنت غالباً ما تبوح بمعاناتها وشكواها لصديقتها، أو شقيقتها، إذا كان هناك نوع من الألفة والثقة والصراحة المشتركة، مشيرةً إلى أنه عندما تثق الفتاة في شقيقتها، لاشك أنها ستتحدث معها بدون تردد، مؤكدةً على أن المشكلة في هذا الزمن أن الجميع أصبح مشغولاً، الأب والأم، بل وحتى الأشقاء. قلب كبير وذكرت "سندس فهد" -طالبة جامعية- أن هموم الحياة شغلت الناس، مضيفةً أن الأسرة مشغولة بمتابعة الفضائيات وما فيها من برامج ومسلسلات، مبينةً أنها كانت تحتاج إلى والدتها لكي تستشيرها في أحد المواضيع الذي لا يحتمل التأجيل، لكنها كانت مشغولة بمتابعة أحد المسلسلات، مضيفةً أنها اضطرت إلى الذهاب لصديقتها لكي تتحدث معها في الموضوع، مبينةً أنها في بعض الأحيان تلجأ إلى والدها، فهو رجل واع ومتفهم، مشيرةً إلى أن الفتيات بحاجة إلى قلب كبير، يفهمهن، بل ويرحب بهن، موضحةً أن من يتابع المواقع والمنتديات، وكذلك صفحات "الفيسبوك" و"تويتر" سيلاحظ الكثير من القضايا والمشاكل التي تطرحها الفتيات مباشرة أمام الآخرين. وأوضحت "هند" -موظفة استقبال في أحد المستوصفات- أنه من الجميل أن تشكو الفتاة همومها ومشاكلها لوالدتها أولاً، ومن ثم شقيقتها، فهما الأجدر بتقبل هذه الشكوى، أو تلك المعاناة، أو حتى الاستفسار بحكم القرابة وحتى التجربة، وأنا شخصياً تعودت عندما تواجهني مشكلة أو أحتاج إلى مشورة، أعود إلى والدتي؛ بحكم خبرتها، إضافةً إلى كونها تربوية سابقة، ولديها ثقافة لا بأس بها، والحمد لله دائماً ما تكون إجاباتها وحلولها لمشاكلي في قمة الموضوعية والإقناع. الوالدة أجدر وأكدت "فوزية علي" -ممرضة- على أن الحياة في هذا العصر باتت مثيرة للمشاكل، بل ولا تخلو من الهموم، ولكن الإنسان تعود دائماً رجلاً كان أو امرأة أن يعود في أموره لمن يثق فيه من أهله، وعلى رأس ذلك الأب والأم والأشقاء والشقيقات، فهم أصحاب القلوب الكبيرة والتجربة، وبالتالي تكون إجاباتهم وليدة معرفة وتجربة، مضيفةً أنها تفضل أن تعود الفتاة إلى والدتها اذا كانت المشكلة ذات طابع نسائي وحساس، فالأم أجدر بذلك، أما إذا كان الموضوع يحتاج إلى دراسة ومعلومات، فهناك مراكز أسرية باتت منتشرة في مناطق المملكة، تعنى بالقضايا والمشاكل الأسرية المختلفة، مشيرةً إلى أن الفتيات هن أكثر شكوى من الأولاد؛ وذلك بحكم أن الذكور لديهم مساحة من الحرية أكثر من الإناث، لذلك لديهم مجال للتنفس، أو تبادل الهموم بعضهم مع بعض، عكس الفتيات فظروفهن لا تتيح لهن ما يتاح للأولاد. أفراح وهموم وقالت "غالية خالد" -طالبة جامعية- في العادة عندما لا تكون الفرصة متاحة للفتاة أن تتحدث عن مشاكلها وهمومها مع أفراد الأسرة، فإن الأقرب التحدث مع الصديقة أو الزميلة، أو من خلال طرح المشكلة عبر المواقع والمنتديات، ومنها قد تجد الحلول. وأوضحت "مها صالح" -طالبة جامعية- أن كل فتاة تحتاج دائماً إلى وجود أهل وصديقات يستمعن إليها، ويشاركنها أفراحها وهمومها، وما تحتاج إليه من إجابات على تساؤلاتها، مبينةً أنه من الأفضل أن تكون الأذان التي تستمع إلى هذه الشكوى، أو تلك التساؤلات من الأقربين، كالأهل والصديقات الحميمات؛ لأن بعض الشكاوى قد تكون فيها أسرار ومعلومات ليس من المستحسن أن يطلع عليها الآخرون، لذلك أنا شخصياً أفضل الأهل، فهم الأجدر في معرفة مشاكلي. مساعدة الانترنت وذكرت "أميرة حسن" -طالبة جامعية- أنها لا تميل إلى فكرة الشكوى لصديقة أو زميلة، فمهما كانت علاقتي بهما لا ترتفع إلى مستوى أن أقول لهما عن ما أحتاج، مضيفةً أنها تفضل الوالدة أو الشقيقة أو الخالة، أو الاتصال بإحدى المتخصصات في أي مركز، أو حتى جمعية، مؤكدةً على أنه من الممكن أن تلجأ إلى أي صحيفة، وإرسال مشكلتها هناك، حتى يطلع عليها المختصون، ثم إبداء الحلول لها. وبيّنت "بسمة محمد" -طالبة في كلية صحية- أنه من المنطقي أن تتمنى كل فتاة الحصول على مختلف متطلبات الحياة بيسر وسهولة، ومن ضمنها معرفة ما يدور في ذهنها من تساؤلات أو استفسارات، أو شكاوى وهموم، وأنا شخصياً أبحث عن ما أريد معرفته من خلال التقنية، مضيفةً أن "الانترنت" أتاح لنا في هذا الزمن المتطور الإجابة عن أية معلومة نريد الاستفسار عنها، أو معرفتها، مؤكدةً على أنه بهذه الطريقة تجد نفسها على اطلاع دائم بما تريد معرفته، من خلال محركات البحث، والتي بدأت تتضاعف والحمد لله. بيني ونفسي وقالت "مريم عبدالرحمن" -طالبة جامعية-: إن المشكلة التي أعاني منها، هو أنني الفتاة الوحيدة بين مجموعة من الأشقاء، الأمر الذي يجعلني أضع همومي ومشاكلي بيني وبين نفسي، وغالباً ما ألجأ إلى والدتي، ولكنها وبحكم ظروف المنزل، تكون مشغولة، موضحةً أنها تطرح تساؤلاتها في بعض المنتديات و"القروبات المشتركة"، مشيرةً إلى أن بعض تساؤلاتها لا تجد له إجابة، والبعض الآخر مازالت تنتظر، ولا أخفي عليكم أنني أصارح والدتي في بعض الأمور، لكن والدتي وبحكم ثقافتها المحدودة، فإجاباتها تكون غير معقولة، وهكذا نجد الفتاة في بعض الأحيان تعاني، وكان الله في عونها. زمن متغير وشددت "لطيفة الماجد" -أخصائية اجتماعية- على أهمية أن تتفهم الأسرة وضع فتياتها، خصوصاً ونحن نعيش زمنا متغيرا ومتطورا، وإيقاعاته السريعة باتت مزعجة لا للفتيات وإنما حتى للأولاد، مضيفةً أنه من المفترض على الأم أو الأخت الكبرى، أن تسمع للفتاة، وأن تتقبل منها ما تريد أن تقوله، أوتبوح به، سواء من مشاكل، أو حتى أسرار، أو حكايات قد حدثت لها في المدرسة، أو حتى في حياتها العادية.