أعربت جامعة الدول العربية عن أملها في تجاوب الحكومة السورية مع خطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان والتي حددت العاشر من أبريل الجاري موعدا لوقف العنف وانسحاب الجيش السوري من المدن والبلدات بشكل حقيقي ، مؤكدة أهمية تنفيذ هذه الخطة لتجنيب سقوط المزيد من الضحايا من ابناء الشعب السوري والانحدار نحو المجهول. و قال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية في تصريح للصحفيين امس إن كوفي عنان على تواصل مستمر مع الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ، كما وجه تقريرا للامين العام خلال اليومين الماضيين حول مهمته ونتائج اتصالاته في هذا الصدد. وأضاف ابن حلي ان الأمل مازال قائما لحل الازمة معربا عن امله بألا يتكرر ما جرى لفريق بعثة المراقبة العربية الى سوريا برئاسة الفريق أول مصطفى الدابي ، وأردف : أننا نتطلع الى أن تكون جهود عنان اضافة حقيقية خاصة وأنه اطلع على الوثائق الصادرة عن الجامعة العربية وعن الاممالمتحدة والتقارير التي تم تزويده بها واستفاد كثيرا من التجربة السابقة ، وبالطبع من خلال وقف اطلاق النار والاقتتال تأتي مرحلة آلية المراقبة وحفظ السلام والتي نعتقد بأنها ستكون حاسمة باتجاه تسوية الأزمة السورية. وأشار ابن حلي إلى أن القمة العربية الأخيرة ببغداد دعمت جهود عنان وتواصل جهودها من اجل إنجاح هذه المهمة بشأن الأزمة السورية، قائلا نأمل في تجاوب ميداني حقيقي من أجل وقف نزيف الدم في سوريا والتمهيد للدخول في المرحلة القادمة وهي إطلاق الحوار بين الحكومة والمعارضة حتى يمكن معالجة هذه الازمة من كافة جوانبها وبما يلبي طموحات الشعب السوري في تحقيق الديمقراطية و تداول السلطة والحياة المستقرة الآمنة. وشدد السفير أحمد بن حلي الى أنه من المهم أن يكون التجاوب لخطة عنان حقيقيا ، موضحا أن الجهود التي تبذل على المستوى العربي والاقليمي كلها تسير باتجاه العمل على وقف كافة أعمال العنف وخاصة من جانب الحكومة السورية ، والسعي كذلك الى توفير المناخ المناسب للعملية السياسية وحل هذه الأزمة في جوانبها السياسية. وقال ابن حلي إن المبعوث الأممي العربي المشترك يضع د. العربي في صورة التطورات أولا بأول، واعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة حاسمة في هذه الأزمة لأن إعلان الحكومة السورية عن قبولها بهذه المبادرة والبدء بتنفيذها يوم 10 ابريل الجاري أمر مهم ونأمل أن يكون هناك تنفيذ حقيقي لها لتجنيب الشعب السوري مزيدا من الضحايا والانحدار نحو المجهول ولتجنيب المنطقة ايضا تداعيات نحن في غنى عنها. وفي رده على سؤال حول رؤيته لمدى النجاح الذي يمكن أن تحققه تجربة المراقبين الدوليين خاصة بعد فشل تجربة بعثة المراقبة العربية.. قال ابن حلي : إن هناك عدة أمور يمكن أن تبنى عليها الآمال في هذا الصدد، أولها أنها تنطلق من خبرة تراكمية للأمم المتحدة في هذا الجانب فإدارة حفظ السلام في الأممالمتحدة تتعامل مع حوالي 40 -50 أزمة ولديها الخبرات في ذلك ، الامر الثاني أن وراءها مجلس الأمن وهو أحد المرجعيات الأساسية لفرض الأمن والسلم بإجراءات عملية وهو جانب مهم ، كما أن الكل في سوريا سواء معارضة او حكومة أو شعب يرى أن المخرج الاساسي والسليم هو وقف القتل وعدم المراهنة على الحل الأمني لأنه ثبت فشله في كل الأزمات التي مرت ، فالحل السلمي والمصلحة الوطنية يشكلان أساسا لانقاذ المدنيين والابرياء وكذلك السماح للمنظمات الإنسانية للدخول والاغاثة أمر يخدم الكل ويخلق مناخا جيدا للانتقال الى المرحلة التالية لمبادرة الحل باطلاق الحوار الشامل وتنفيذ عملية الإصلاح وفق مسار انتقالي يتوافق عليه السوريون. من ناحية اخرى أعلنت الدول الأعضاء في منظمة الأمن الجماعي امس دعمها لمهمة عنان. ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن وزير خارجية كازاخستان نيكولاي بورديوجا قوله بمؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في أستانة، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أطلع زملاءه في دول منظمة الأمن الجماعي على الخطوات التي اتخذتها روسيا باعتبارها العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي على صعيد تسوية الوضع في سورية وتخفيف حدة التوتر حولها من خلال دعم مهمة كوفي عنان. وقال بورديوجا إن الوزراء ناقشوا تطورات الأزمة في سورية وتداعياتها الدولية والإقليمية نظرا لقرب منطقة الأحداث من الحدود الجنوبية لدول المنظمة. وأعلنت المنظمة تأييدها مهمة المبعوث الأممي والعربي إلى سورية كوفي عنان.