انطلاقا من قناعة الوسط الرياضي أنّ السعودية بلد قاري ويفترض أن يكون في مقدمة آسيا على صعيد الأندية والمنتخبات ، وأن ينطلق خارج حدود أسوار القارة إلى آفاق أرحب للمقارعة والتواجد العالمي من ناحيتين: على صعيد المنافسات ، وكذلك فيما يتعلق باللاعب من حيث الظهور اللافت وإمكانية الاحتراف الخارجي. انطلاقا من كل ما تقدم هذه رؤية تشخيصية مختصرة للغاية تتجاوز كل اللغط لتسلط الضوء على المادة الخام لمجمل عملية النشاط الرياضي في كرة القدم ، وحجر الزاوية الذي تدار جميع الأنشطة من أجله . اللاعب ( وجوده ، إمكاناته ، سماته وخصائصه موهبته مواصفاته) هذه العناصر هي خلاصة العمل في الاندية التي تشترك في منافسات كرة القدم . لماذا المناداة الآن إلى التركيز على اللاعب برغم وجود سلبيات عديدة نحتاج إلى معالجتها ؟ صحيح هناك سلبيات لكن التوقف عندها كثيراً سيكون مضيعة للوقت. والرأي الأقرب إلى الصواب هو التوجّه إلى الحل، وليس إلى المشكلة لأن المشكلة حولها الكثير من التجاذبات، لكن لو حشدنا الطاقات إلى نقطة بداية سليمة فسوف نحقق شيئاً مهماً وستنكشف أمامنا السلبيات أو بالأصح مسببات السلبيات بل ستتراجع نسبة كبيرة منها. واللاعب في كرة القدم الاحترافية يمكن الحديث عنه من خلال مصطلح ومفهوم الموهبة التي أتوقع أن غيابها هو سر غياب توهج الكرة السعودية الموهبة يحيط بها عدد من الأبعاد التي تتفاعل من حولها تؤثر وتتأثر ومحصلة تلك التفاعلات تقدم لنا الناتج والمستوى الحقيقي لكرة القدم السعودية. ونستطيع إجمال تلك الأبعاد في واقع التعامل مع الموهبة، والوعي بدور وأهمية التركيز على الموهبة وهذا البعد بالغ الأهمية والإمكانات المتوافرة والمقومات الموجودة والتأهيل. والشكل التوضيحي المصاحب يبين لنا الأبعاد المحيطة بتمكين الموهبة ويوضح لنا كيف أنّ كل شيء مرتبط بكل شيء وكيف أنّه يوجد خلل في معظم خطوط الوصل ، فلو تراجع أي من هذه العوامل سيظهر أثر ذلك جليا على تواجد الموهبة، ويكون الناتج هو تراجع المستوى والنتائج في المنافسات. مما يحدونا إلى إعطاء أولوية وأهمية لحل هذه الإشكالية؛ إلا أنّ الحل الجذري للنهوض الفعلي لا يمكن أن يكون حلا تقليدياً أو حلاً مأسوراً بقيود السلبيات التي تشكلت على مدى سنوات. *صاحب فكرة المشروع الوطني لصناعة نجوم كرة القدم