معشوقة الجميع فما من إنسان على وجه البسيطة إلا ويبحث عنها ويتمنى أن يعيش معها طيلة حياته مطمئناً هانئاً. فمن أجلها سخر الباحثون أقلامهم ومن أجلها جادت قرائح الشعراء وفيها ألفت مئات الكتب. الكل منا يريد أن يرد منهلها ليروي ظمأه ولو أن أحداً قاتل ليحصل عليها لقاتل صناديد الرجال ليحظى كل منهم بها ولكنها لا تأتينا بالقوة، وليس الحصول عليها بالأمر الصعب إذا سهله الله تعالى. أتعلمون من هي تلك التي يتمناها الجميع المؤمن والكافر؟! أتعلمون من هي تلك التي حرم منها أكثرنا وهي قريبة منه؟! إنها السعادة التي طالما بحثنا عنها فما وجدها إلا الذي يستحقها ويعرف كيف يسلك الطريق إليها. السعادة يا أحبتي تلفتوا تجدوها حولكم أينما كنتم، لا تقولوا بأنك تحلمين لا والله لست بالحالمة وإنما أنا باحثة عنها مثلكم، طرقت أبوابها لأحظى بنصيبي منها وجدتها أحياناً وافتقدتها أحياناً أخرى. أغمضت عينايَّ ذات مرة فمرت أمامي مرتدية ثوباً مخملياً حاولت أن أمسك بها فلتفتت إليَّ مبتسمة وقالت على رسلك ماذا تريدين؟ فقلت لها أريد أن تكوني بصحبتي ما حييت فتبسمت مرة أخرى وقالت بذرتي تعيش داخل كل إنسان ولكن هناك من يقتلني وهناك من يعرف كيف يحييني ويهتم بي. قلت لها فضلاً تمهلي فقد جئتك جادة مجتهدة أريدك بحق فكلنا بحاجة إليك فأخبريني بربك أين أجدك وماذا أفعل لأزرعك داخل نفسي فقالت ستجديني في المبادئ والصفات الفاضلة ستجديني في القرب من الله عز وجل في كل لحظة من لحظات حياتكم معاشر البشر فكلما اقتربتم من الله تعالى بحق وصدق كنتم سعداء، ستجدوني في الرضا الرضا المطلق فمهما اشتدت بكم المصائب وتلاطمت بكم أمواجها ستجدوني معكم بشرط أن ترضوا بما قسم الله لكم حينها ستطمئن نفوسكم، ستجدوني في الإخلاص في جميع أموركم فكلما أخلصتم أحسستم بالراحة ، ستجدوني في ضمائركم الحية فمحاسبتكم الدائمة لأنفسكم تبعدكم عن الظلم بشتى أنواعه وتريح ضمائركم ومتى ما ارتاحت ضمائركم أحطت بكم، ستجدوني في بسط الرحمة والمحبة فيما بينكم فعندما تعيشون معاً متحابين متراحمين متوادين متسامحين متكاتفين مخلصين بعدين كل البعد عما يشوه العلاقات الإنسانية من غيبة ونميمة واستهزاء وسرقات مادية ومعنوية وكذب وخداع وتظليل تحبون لغيركم ما تحبون لأنفسكم حينها سأرفرف بأجنحتي عليكم سأعيش معكم. ما عليكم سوى تطبيق الإسلام الحقيقي البعيد عن التطرف والغلو فديننا الإسلامي دين محبة وعطاء دين تسامح ومبادئ قيّمة فمتى ما طبقتم تعاليمه أعدكم بأنني لن أهجركم وستعيشون في طمأنينة وراحة بال ، فهل تستطيعين فعل ذلك وودعتني معاهدة لي بأنني متى ما التزمت بما سبق فإنها ستعود لي ولن تفارقني أبداً حين ذلك رفعت كفي أدعو الله تعالى برحمته ومنه وكرمه أن يعينني وجميع المسلمين على فعل كل خير لنحظى بسعادة الدنيا والآخرة. بيت أعجبني: لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات