الدمام - سلمان الشثري - ظافر الدوسري - محمد السليمان تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية صباح أمس انطلاق فعاليات احتفال جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمرور 50 عاما على إنشائها وذلك بمركز الملك فهد للمؤتمرات في المدينة الجامعية بالظهران. وانطلقت أولى الفعاليات بندوة بدأت بكلمة ترحيبية من الدكتور محمد الحمود وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية وذكر بعد أن رحب بالحضور أن الندوة تحاكي نجاحات وإنجازات خاصة وتستشرف أمجادا علمية في ظل دعم حكومتنا الرشيدة, مضيفا أن الاحتفالية تسعى إلى تحقيق أهداف سامية وضعتها لتمثل منهجية الجامعة في الاستفادة المثلى من هذه المناسبة, موضحا أن الأهداف هي إبراز وتعزيز دور الجامعة في مسيرة التنمية الوطنية. وأوضح أن اللجنة المنظمة للاحتفالية دعت كافة خريجي الجامعة خلال تاريخها للمشاركة بكافة الفعاليات, لافتا إلى تميز مخرجات الجامعة وتميز منتجها التعليمي عبر نجاح وتميز خريجيها فيما يحتلونه من مناصب قيادية في المؤسسات الحكومية والأهلية والوطنية, لافتا إلى أهمية الاستفادة من مرئياتهم فيما حققته الجامعة من مبادرات ومشاريع وبرامج رائدة وما تسعى وتتطلع لتحقيقه مستقبلا. عقب ذلك افتتحت الندوة الأولى والتي أدارها الدكتور عبدالرحمن أحمد الجعفري حيث قدم شكره لمعالي الدكتور خالد السلطان مدير الجامعة واللجنة المنظمة على دعوته للمشاركة في هذه الاحتفالية 50 عاما من الصرح والنجاح العلمي. وقال إن الإنسان له أهداف وأحلام وكنت مع هذا الحلم مع أيادي وطنية استطعنا أن نرى هذه الأهداف وقد تحققت على أرض الواقع حيث ما نراه اليوم من إنجاز حضاري بمعنى الكلمة بمشاركة أبناء الوطن وإخواننا العرب من الدول الصديقة لوضع اللبنات بامتياز وتفاخر. عقب ذلك استعرض صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، شريط ذكرياته في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقال مخاطبا منسوبي الجامعة أتمنى أن أكون بينكم كل يوم لأني وجدت في هذه المؤسسة ما لم أجده في أي مكان آخر، وقال: أعتز وأفخر بأني تخرجت من هذه الجامعة الرائدة، وأفخر بعشر سنوات قضيتها في رحاب الجامعة، وقال تعلمت في هذه الجامعة الكثير ليس على مستوى المناهج فقط ولكن على مستوى الخبرة الاجتماعية والمهارات الشخصية التي توفرها بيئة الجامعة، مضيفاً أن الجامعة مع اهتمامها بالتعليم إلا أنها خلقت بيئة مثالية للتواصل الإنساني وانتشار الحب والمودة والتعاون ووفرت تلاقي إنساني يندر وجوده في أي مؤسسة أخرى. وقال: لم أشعر بفخر كما شعرت عندما ألقيت كلمة خريجي الجامعة نيابة عنهم في زيارة خادم الحرمين الشريفين للجامعة العام 99، وكان منبع اعتزازي أني أمثل (آلاف) من أبناء الوطن لهم في كل موقع دور بارز وهم في كل مواقعهم أعلام يشار إليهم بالبنان، وتمثيلي لهم كان أشرف موقف وقفته في حياتي. وقال أشكر الدكتور خالد السلطان على منحي شرف الكلام اليوم باسم خريجي الجامعة في هذه المناسبة المهمة. واسترجع الأمير عبد العزيز بن سلمان ذكريات قدومه للجامعة وقال أتيت للجامعة في صيف شديد الحرارة لأداء اختبار القبول ولا أستطيع أن أصف حجم الرهبة والخوف من عدم قبولي لأني كنت لا أرغب في الابتعاث وكانت الجامعة هي المنفذ الوحيد للحصول على تعليم جيد بدون ابتعاث. وقال إن دخولي اختبار القبول كان من أشد المواقف رهبة في حياتي كما أن ما كنت أسمعه عن الجامعة من أصدقاء سابقين كان يبعث على الرهبة لصرامتها وشدة قوانينها. وأضاف بأن هيبة الجامعة وصورتها الذهنية المشرقة في وجدان كل سعودي هي انجاز لا يمكن ان يشترى أو توفره أي مؤسسة علاقات عامة لأن الجامعة بنتها على أسس حقيقية حافظت عليها وطورت مخرجاتها التي تعزز هذه الصورة فكما أن الجامعة تعطي للخريج احتراما في مواقع العمل فإن تميز الخريج يعزز من مكانتها في المجتمع. وقال إن اختبار القبول كان صعبا وكانت فرحتي لا توصف بتجاوزه وبدأت رحلة في الجامعة استمرت عشرة أعوام اكتسبت خلالها صداقة الكثير من الشباب التي تمتد صداقتي معهم إلى اليوم. وكان المعيدون ينتظرون معنا ويدرسونا خارج أوقات الدوام إلى ساعات متأخرة من الليل دون أي مقابل وكانت اجتماعات الدراسة تمتد ليالي طويلة، كنا نتعاون في الليل على الدراسة ونتنافس في النهار على الدرجات. ولفت سموه إلى أن جامعة الملك فهد تشكل نموذجا لهذه البلاد فقد كان سكن طلابها يجمع شباب من مناطق مختلفة بثقافات وأساليب معيشة وطبقات اجتماعية مختلفة، كان الجميع ينصهر بانسجام في البيئة الجامعية وتشكل هذه الاختلافات إثراء لتجاربنا، مضيفا: ارتبطت بصداقات بشباب من المنطقة الجنوبية ولي أصدقاء من الدمام والقطيف وسيهات ومن المنطقة الشمالية والغربية وكان يجمعنا هنا عامل واحد وهو البحث عن التميز. وذكر بأن البيئة كانت تبعث على التميز والتعاون وهو نفس المبدأ الذي نشأت عليه المملكة، وقال إن الدين الإسلامي هو الإطار الأعم الذي هذب وأدب مجتمعاتنا وتحت هذا الإطار نشأت هيبة البلاد ومكانتها وعزتها وعزز ديننا الحنيف مفهوم التآخي وحقق الأمن وعزز التنمية وهو منطلق شرعية هذه البلاد ومحقق رفاه وخير سكانها، مشيراً إلى أن الجامعة تمكنت من تحقيق أهدافها ولها تجربة كبيرة وخبرة وقد مرت بفترات تحد كبيرة، ففي الثمانينات الميلادية ونظرا لقلة الموارد المالية تمت مساءلة الجامعة وتم التدخل في استقلاليتها وكانت مهددة بفقد تميزها ولكنها ورغم كل ذلك استطاعت أن تحافظ على تميزها. وقال سمو الأمير عبدالعزيز بعد التخرج عملت في الجامعة في معهد البحوث وواجهت أول تجربة فشل في أول عمل لي بعد محاولاتي لتأسيس مركز لبحوث الطاقة بسبب التعقيدات والتدخلات الخارجية ما اضطرني لمغادرة المعهد ولكن خريجي جامعة البترول لديهم صبر وأحلامهم لا توأد، وتعلمنا الالتزام بما نصبو إليه. وأضاف: عملت بعد ذلك مع وزير البترول السابق هشام ناظر وكلفني الوزير بإعادة تنظيم وضع شركة بترومين وشاركت في مفاوضات صعبة مع أطراف خارجية، وكنت طرفا مرهقا في المفاوضات، وبعد الانتهاء سمعت الفريق الآخر يسأل عن الجامعة التي تخرجت منها. وأضاف أن مشروعي القديم الذي حاولت إنجازه في معهد البحوث يتشكل اليوم وسيكون له نظام مالي وإداري مستقل. وأكد سموه بأن لدينا تجارب ناجحة في مؤسسات نفاخر فيها في كل محفل وهما الجارتين أرامكو وجامعة الملك فهد ونتساءل لماذا لا تتكرر هذه التجارب. وقال إن الذي شجعني على الاستمرار في الدراسة لمرحلة الماجستير في الجامعة هو والدي سمو الأمير سلمان. وفي تعقيب على سؤال للحضور قال السلطان: «لم يدخل أحد إلى الجامعة بشفاعة منذ استملت إداراتها وأبناء أشقائي يدرسون في كلية المجتمع بعد أن رفضتهم الجامعة». وفي تصريح لسموه عقب الندوة أكد سموه بأن المملكة سبق وأعلنت أنها لم تكن طرفا في قضايا حظر النفط ولم تشاور فيه، وقال نحن ننظر للعرض والطلب واحتياج العملاء وشركة أرامكو فإذا كان هناك حظر أو استخدام للمخزونات الإستراتيجية هي قرارات تأخذها الدول بمحض إرادتها. وعن المحافظة على البيئة قال سموه إن أرامكو وسابك والهيئة الملكية في الجبيل وينبع لديها برامج بمليارات الريالات للمحافظة على البيئة والكثير يأتي للتعلم من تجربة هذه الجهات. إلى ذلك أعلن المهندس خالد الفالح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، في تصريح له خلال حضوره انطلاق الفعاليات أن الشركة ستنشئ كلية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تعد من أفضل خمس كليات رائدة على مستوى العالم وستمول من قطاع البترول في الشركة ونأمل أن تنتهي في عام 2015م وستكون نموذجا يستفيد منه المملكة والعالم. وقال إن هذه الكلية الجديدة في علوم الأرض هي فريدة من نوعها في العالم وتدمج هندسة البترول وعلوم الأرض والجيولوجيا والجيوفيزيا في كلية واحدة، مبينا أن هذه التخصصات الدقيقة عندما تدرس في كلية واحدة ستكون مخرجات التعليم والبحث العلمي متميزة وسيكون لها إسهامات قوية. وعن القيمة المضافة للاتفاقية الثلاثية التي وقعت أمس بين شركة ارامكو السعودية وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وشركة كايست الكورية، وصف هذه الاتفاقية بالمتميزة وتضيف قدرات للشركة والجامعة في المجال البحثي والوصول إلى حلول جديدة لحل مشاكل الطاقة ليس في شركة ارامكو فقط وإنما في العالم. وأكد أن الشركة مستمرة في توسيع استثماراتها في الغاز ولديها برنامج توسعي ضخم للغاز غير التقليدي، وقال نحن في مرحلة الاستكشاف والتنقيب من قبل شركات عالمية وخلال الثلاث سنوات القادمة سيكون هناك تقييم لإمكانية تحويل هذه الاكتشافات إلى غاز يضاف إلى الكميات التي توفرها الشركة لشركة الكهرباء السعودية والمؤسسة العامة لتحلية المياه.