قال رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح إن أرامكو دعمت مسيرة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن منذ ولادتها «ونعتبر الجامعة امتدادا جغرافيا لشركة أرامكو وهي الينبوع العلمي الذي تعتمد عليه الشركة والقطاع الخاص». وأعلن عن إنشاء كلية البترول وعلوم الأرض التي خُطط لها لتكون إحدى أفضل خمس كليات في العالم وستجمع الكلية جميع العلوم الخاصة بعمليات النفط وستكتمل الكلية في العام 2015. وفي الجلسة الثانية من جلسات اليوم الأول لاحتفال الجامعة بخمسينيتها أمس، أكد الفالح أنه لا يوجد في العالم أجمع أنموذج للتعاون العلمي والصناعي مثل الموجود بين أرامكو وجامعة الملك فهد، مشيراً إلى أن الشركة والجامعة كانتا سباقتين إلى تحقيق التكامل العضوي بين القطاع الأكاديمي وقطاع الأعمال حتى أصبحت المؤسستان توأمين. وقال الفالح «إن شركة أرامكو كانت في الثلاثين من عمرها عندما ولدت الجامعة، وكانت الشركة في ذلك الوقت مجرد شركة لأعمال الحفر والتنقيب بينما كانت الأعمال الهندسية بواسطة الشركات الأجنبية، كما كان السعوديون وقتها يمثلون فقط العمالة غير المدربة». وأضاف «بعد تأسيس الجامعة ومرورها بمراحل عدة حتى وصلت للاحتفال بعامها الخمسين، وخلال هذه المدة أصبحت شريكا استراتيجيا، وبعد خمس عقود ناجحة من الشراكة ساهمت خلالها الجامعة في تحول الشركة لتصبح أكبر شركة بترول في العالم، وكانت الجامعة رافدا رئيسا لدعم برامج الشركة وخصوصا في مجال السعودة إلى أن وصلت إلى 90% «. وأكد أن مستقبل المؤسستين مشترك وعلاقتهما واضحة من خلال وجود أكثر من نصف مهندسي الشركة البالغ عددهم خمسة آلاف مهندس من خريجي الجامعة وأكثر من نصف قياداتها من خريجيها أيضاً. وعبّر الفالح عن اعتزازه كونه أحد خريجي الجامعة، مضيفاً أن خريج جامعة الملك فهد يحمل شهادة الجودة، لأن الجامعة لم تعتمد على التعليم المنهجي ولكنها تراقب متطلبات الصناعة، كما أنها وفرت لهم بيئة خلاقة ومحفزة على التميز. وأوضح الفالح أن خريجي جامعة الملك فهد أثبتوا أنهم أفضل كوادر الشركة على الإطلاق وأنهم تفوقوا في كثير من المهارات حتى على خريجي أفضل الجامعات العالمية. وقال «نبعث أكثر من ألفي طالب سنوياً لأفضل الجامعات في العالم ولكن دراساتنا أكدت أن خريجي جامعة الملك فهد هم الأفضل». وتابع «رغم رضانا عما تحقق في الماضي لكن ذلك لا يكفي لمواكبة تطلعات أولياء الأمور ومقابلة تحديات المستقبل»، وأضاف أن التوأمة تقتضي أن تكون استراتيجيات أرامكو المستقبلية من أهم محددات مستقبل جامعة الملك فهد. وأشار إلى أن برنامج التحول المتسارع الذي تنفذه شركة أرامكو للتحول إلى شركة طاقة متكاملة يتطلب من الجامعة مواكبة زيادة أعمال الشركة وحاجتها المتزايدة على التقنيات والعنصر البشري المدرب. وأكد أن الجامعة تتفهم جيدا هذه التحولات في شريكتها الأهم وتقوم بمبادرات تدل على هذا التفهم من أبرزها المجلس الاستشاري الذي تشارك فيه أرامكو، وقال إن العلاقة بين الجامعة تديرها لجنة عليا من خلال خمس محاور. وأوضح إن المحور الأول هو التميز الأكاديمي وقد نجحت في تخريج كوادر متميزة واعتمدت نظاما أكاديميا صارما. أما الثاني وفقاً للفالح فستنفذ الجامعة من خلاله أبحاثا عالمية وقد شكلت الأبحاث لصالح الشركة 60% من أبحاث الجامعة منها ألفا دراسة بيئية، وحصلت الأبحاث على جوائز وبراءات اختراع، كما تدعم الشركة مراكز التميز البحثي في الجامعة. وعن المحور الثالث قال إنه يختص بنقل التقنية وتحقق ذلك من خلال وادي الظهران الذي نؤكد أنه لا يوجد أي مكان في العالم يجتمع فيه هذا الكم من مراكز البحث والتطوير والشركات في صناعة النفط، ووصف الفالح ما تحقق في وادي الظهران بالمعجزة. وبحسب الفالح فإن المحور الرابع يتركز على برامج التحالفات الدولية الذي دخلت أرامكو والجامعة من خلاله في تحالفات مع أرقى الجامعات في العالم، وقد استخدمت الشركة علاقاتها الدولية لجذب الجامعات والشركات وتأسيس هذه التحالفات. بينما كان المحور الخامس المشاركة المجتمعية وبرامج خدمة المجتمع من خلال دعم أرامكو لسايتك وتنمية برامج العمل التطوعي.