استمرت عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من مناطق سورية امس بمشاركة قوات نظامية معززة، بحسب مراقبين وناشطين، غداة ابلاغ الموفد الدولي الخاص كوفي عنان مجلس الامن موافقة دمشق على بدء سحب قواتها من الشوارع وضمن مهلة تنتهي في العاشر من نيسان/ابريل. واعلن الناطق باسم عنان امس ان فريقا من الاممالمتحدة سيتوجه الى سورية في الساعات (ال48) المقبلة لاعداد خطة نشر المراقبين. وبالتزامن مع ذلك، يقوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر بزيارة لسورية يلتقي خلالها مسؤولين بهدف مناقشة مسألة ايصال مساعدات انسانية للمدنيين السوريين. تكثيف العمليات العسكرية وتواصلت الاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال امس في عدد من المناطق مع استقدام النظام لعناصر اضافية الى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، والى محيط الرستن في محافظة حمص (وسط)، بحسب ناشطين. في مدينة حمص، قتل ثلاثة مواطنين، اثنان في سقوط قذائف على حي البياضة وثالث في حي دير بعلبة في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة. وتعرضت مدينة الرستن في محافظة حمص لقصف عنيف صباح امس، بحسب ما افاد جنود في الجيش السوري الحر . وذكرت تنسيقية الرستن على الارض ان قوات النظام تطوق قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين من الجهة الشمالية لمدينة الرستن بأكثر من ثلاثين باصا محملة بعناصر «الامن والشبيحة» وثلاثين دبابة، مشيرة الى «حملة اعتقالات واسعة واحراق دراجات نارية ونهب بعض المنازل والمحال التجارية. في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل مواطنان اثر اصابتهما في اطلاق نار وقصف في قرية تفتناز التي تدور فيها منذ الصباح اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة اسفرت كذلك عن مقتل اربعة جنود في ناقلتي جند تم اعطابهما. وقتل مواطن من بلدة كنصفرة في ادلب في اطلاق الرصاص عليه على طريق دمشق حلب الدولي. ووصلت صباحا عشرات الحافلات العسكرية المحملة بعناصر الجيش الى مدينة داعل في محافظة درعا، وتلت ذلك حملة مداهمات اسفرت عن اعتقال 12 شخصا، فيما اقدمت قوات النظام على احراق سبعة منازل في المدينة، بحسب المرصد. وقال ناشط في درعا سيد محمود في اتصال عبر سكايب ان «الوضع متوتر جدا في داعل منذ الاثنين «، مؤكدا ارسال التعزيزات. سياسة التجويع واضاف ان قوات النظام «في اطار سياستها الهادفة الى تجويع الناس، تهاجم المنازل وتدمر المؤن، وتدخل الى الافران وترمي عجين الخبز في الطرق»، مشيرا الى قطع التيار الكهربائي 15 ساعة في اليوم. وكانت اشتباكات وقعت بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة انخل في درعا بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة منشقة. في ريف دمشق، اشار المرصد الى اشتباكات وقعت فجر امس بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة دوما. وقال ان قوات الامن تنفذ «حملة مداهمات واعتقالات في الاحياء الغربية لمدينة الزبداني» التي وصلت إليها «عشرات الحافلات المحملة بالعناصر» صباحا. في محافظة حماة (وسط)، افاد المرصد ان القوات النظامية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في بلدة كفرنبودة في الريف الشمالي، وحملة مداهمات واعتقالات واحراق منازل في قرى جرجيسة وحربنفسة و تومين في الريف الجنوبي. وتأتي هذه التطورات غداة اعلان المندوبة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس التي تترأس بلادها مجلس الامن لهذا الشهر ان دمشق وعدت عنان بالبدء «فورا» بانسحابات عسكرية تنتهي في العاشر من نيسان/ابريل. ووردت الوعود السورية في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية الاحد الى عنان، حسب ما قالت رايس، ونصت على ان «تبدأ القوات السورية على الفور» بوقف «عن استخدام الاسلحة الثقيلة، والانسحاب من وسط التجمعات السكانية»، على ان ينتهي تنفيذ هذه الخطوات بحلول العاشر من نيسان/ابريل. لاجدول زمني وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأممالمتحدةبشار الجعفري في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأممالمتحدة في نيويورك الاثنين ونشرت مقتطفات منه وكالة الانباء الرسمية (سانا) «أن سورية تفعل كل ما بوسعها لإنجاح مهمة عنان الذي يعمل مع المسؤولين السوريين بشكل منتظم». وقال ان العمل جار على «تنفيذ الخطة تحت اشراف السيادة السورية بشكل متكامل»، وان بلاده «تتوقع من أنان وأعضاء مجلس الأمن أن يكون لديهم نفس الالتزام من أجل إنجاح الخطة فليس هناك في العمل الدبلوماسي فرض لأي شروط مسبقة». دبابات في شوارع حمورية من ضواحي دمشق واشار الجعفري الى ان «الكلام عن المراقبين سابق لأوانه قبل انتهاء المفاوضات مع عنان». وذكرت سانا ان «سورية وافقت على خطة عنان لكنها تنتظر التزاما من المعارضة بوقف العنف وسحب المجموعات الإرهابية المسلحة»، من دون الاشارة الى اي جدول زمني او مهلة. وكان مؤتمر اصدقاء سورية الذي انعقد الاحد في اسطنبول في حضور ممثلين عن 83 دولة، دعا الى تحديد «جدول زمني» لخطة عنان. وقالت رايس ان مساعد الموفد الدولي ناصر القدوة سيعمل على اقناع المعارضة السورية المسلحة بالالتزام ب»انهاء عملياتها خلال الساعات (ال48) التي تلي وقفا كاملا لاعمال العنف من جانب الحكومة». وطلب عنان، بحسب دبلوماسيين، من مجلس الامن دعمه في موضوع نشر بعثة مراقبين للاشراف على وقف اطلاق النار في سوريا. وتقضي خطة عنان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الاممالمتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي. بيان لمجلس الامن غداً. وتعمل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا على صياغة نص بيان يصدره مجلس الامن الدولي ويأخذ بالاعتبار النتائج التي توصل اليها عنان، حسبما اعلن دبلوماسيون الاثنين. ويتوقع ان يوزع مشروع البيان الذي ليس له قوة القرار، على الدول الاعضاء في المجلس الثلاثاء بهدف تبنيه الخميس. واوضح الصليب الاحمر الدولي في جنيف ان محادثات رئيس اللجنة الدولية جاكوب كيلنبرغر مع الوزراء السوريين ستتناول الوضع الانساني في المناطق التي شهدت اضطرابات والجهود التي يبذلها الصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى والجرحى والنازحين. وقال المتحدث باسم الصليب الاحمر الدولي في دمشق صالح دباكه ان «كيلنبرغر سيتوجه اليوم الى درعا (مهد حركة الاحتجاج في جنوب البلاد) حيث يمكن ان تجري عملية توزيع مساعدات انسانية».