تعني ببساطة بأن فئة الشباب (التي تمثل الأكثرية في تصفح النت) لا يشاهدون التلفزيون ولا يعيرون لبرامجه ولا لمسلسلاته أي اهتمام، تعني بأن المنتج لم يفهم بعد متطلبات المشاهد الشاب والتي تتجاوز الأساليب التقليدية التي تكتب بها مسلسلاتنا والوجوه المكررة التي تكرر شخصيتها وطريقة ضحكاتها في كل مسلسل، ليست فقط الكاميرات بل حتى أساليب ومواقع التصوير أصبحت شبه ثابتة باستثناء بعض المحاولات الشبابية التي أرى بأنها كانت مختلفة التوجه أذكر منها برنامج (كوميدو) ومسلسل 37 درجة. كيف ستكون ردة فعل منتجي برامج ومسلسلات يوتيوب حينما يعلمون بأن مسلسلاً محلياً صور للتلفزيون السعودي أنتج قبل نحو 6 سنوات - وليس الآن مع فورة ارتفاع الأسعار- بلغت ميزانيته عشرة ملايين ريال (حوار الرياض مع عامر الحمود العدد 14351)، هذه الميزانية لم ترصد لعمل تاريخي كبير أو لمسلسل بنيت له استوديوهات ضخمة .. بل لمسلسل اسمه صياحة لم يبق في ذاكرة مشاهديه سوى ذكرى كميات المكياج الهائلة التي ملأت وجوه ممثليه. لا يمكن الحكم على محتوى يوتيوب بأنه (تهريج) لمجموعة شبان يحملون كاميرا تصوير، فالمحتوى وإن كان في بدايته غير مستقر، إلا أن مرور الوقت كفيل بفرز مايعرض ليعرف المشاهد العمل الجيد ليس فقط ما تقدمه الصورة من جودة عالية وجرافيكس ذكي .. بل وحتى على مستوى السيناريو والتقديم. 90 مليون مشاهدة يومياً لا تقتصر بطبيعة الحال على المنتج المحلي في يوتيوب، لكنه يعطي لمحة ولو مختصرة عن مستوى رضا المشاهد السعودي الشاب، ففي آخر إحصائية من هيئة الاتصالات يقدر عدد مستخدمي الانترنت في السعودية ب13 مليون مستخدم وهو رقم قليل جداً مقارنة بنسب دول أخرى، لذا هنا مكمن الغرابة من (النسبة والتناسب) 13 مليون مستخدم يشاهد يوتيوب 90 مليون مرة كل يوم .. رقم كبير جداً. 90 مليون ونحن في 2012، كيف سيكون هذا الرقم في 2015 وإلى كم مرة سيتضاعف خاصة بعد أن تكتسح (التلفزيونات الذكية) السوق والتي ستكون مرتبطة مباشرة باليوتيوب .. ستتغير موازين العرض بلاشك.