يعمل العديد من سائقي الأجرة للحصول على «لقة العيش»، وقد يكلفهم ذلك الإنتظار لساعات طويلة على الرصيف في «عزّ» الحر أو البرد، كل ذلك من أجل تحصيل (30) ريالاً، تكون قوت يومه وأبنائه، وحتى تقيه ذلّ سؤال الآخرين!. ويجد العاملون في هذه المهنة من المواطنين عقبات كثيرة في طريقهم، أبرزها منافسة العمالة لهم على الزبائن، وتحديداً الذين يجدون تعاوناً ملحوظاً من أبناء جلدتهم، ممن يعملون على حمل الحقائب، كما أن هذه العمالة تجد تسهيلات أخرى بعكس سائق الأجرة المواطن!.»الرياض» التقت سائقي الأجرة، للتحدث عن معاناتهم، فكان هذا التحقيق. مواطنون بلغ بهم الكبر عتياً ينتظرون «الفرج» على الرصيف..وتأمين محطة انتظار لهم! تفضيل الوافدين في البداية ذكر «أبو عبدالله» أنّ أبرز المشاكل التي تواجه صاحب «الليموزين» هي مضايقات الوافدين -الذين يملكون سيارات أجرة-، حيث نشأت بينهم والمواطنين منافسة على العملاء، وكثيرٌ منهم يفضل السائق الوافد على المواطن، حيث يذهب القادم من السفر مباشرة بعد خروجه من بوابة المطار إلى سيارة الأجرة التي يقودها وافد، فيما يقف المواطن حائراً، لافتاً إلى أنّ سيارات المواطنين أفضل من الوافدين من ناحية مظهرها الخارجي والداخلي، وموديل السيارة، ومدعّم بالعداد، ومصرح له بالعمل عليها، وتؤخذ منه رسوم سنوية، متذمراً من عدم تعاون المواطنين معهم، حيث يفترض أن يجعلوا لهم الأولوية قبل الوافد، منوهاً أنّ بعض الوافدين بعدما اكتشفوا رغبة العملاء في الركوب معهم، أصبحوا يعملون صباحاً ويعطون سياراتهم لأصدقائهم في المساء!. وكشف «غالب» -سائق تاكسي- أنّه بعد تقاعده من العمل الحكومي توجه إلى قيادة سيارات الأجرة، مبيناً أنّ ما يواجهه أغلب العاملين في هذه المهنة، هو قلة الدخل الشهري، حيث تسبب الوافدون في تغيير اتجاه العملاء نحوهم، وبذلك ضاقت إمكانية تحقيق مكاسب مادية من العمل. سائقون افترشوا الأرض انتظاراً للركاب على الرصيف وبيّن «حمود الغشيم» -سائق أجرة- أنّهم يجلسون من الساعة إلى أربع ساعات على الرصيف، تحت ظلال الجدار بعيداً عن أشعة الشمس في الصيف، وهرباً من زخات المطر شتاءً وينتظرون العملاء، منوهاً إلى عدم وجود أماكن ينتظر فيها السائقون. لقمة العيش وأشار «مساعد القاسم» -سائق أجرة- إلى أنّ البحث عن لقمة العيش أجبره على مهنة سائق الأجرة، حيث إنّه لا يملك مالاً كافياً للمشروعات، ولا شهادات تؤهله للوظائف الكبرى، لذلك تقاعد وهو على بند الأجور، مضيفاً أنه اشترى له سيارة حديثة بالتقسيط وعمل عليها، مبدياً تذمره من سائقي سيارات الخصوصي المخالفين للنظام، مبيناً أنّه لو إبتعد أصحاب السيارات الخصوصي عن المطار سيصل دخل السائق الواحد إلى ما يقارب (4000) ريال في الشهر، منوهاً بتعاون حاملي الحقائب مع السائقين الوافدين، حيث يأتي العامل بالمسافرين إلى سيارة الأجرة الخاصة بالوافد «واحنا نتفرج!»، وذلك يؤثر على مكاسبهم المادية التي من خلالها يؤون أسرهم، ويسددون أقساط السيارات التي اشتروها، إضافة إلى الفواتير المتراكمة عليهم. مطالب بتوفير أماكن ومواقف مظللة للسيارات لا عيب فيه ووجه «القاسم» رسالة إلى كل من يتجاهل السائق المواطن، أو يحاول التقليل من قيمته، بأن العمل لا عيب فيه، وبسبب هذه التصرفات تشوهت صورة السائق المواطن، وبدأ العملاء يفضلون السائق الوافد، مؤكداً حرص المواطن على من يصطحبه في سيارة الأجرة أكثر من الوافد، وأنّه يرى في ذلك حرصا على سمعة البلد، ممتدحاً «نظام ساهر»، الذي كان بالمرصاد للمخالفين والمتهورين ممن يعرضون حياة الآخرين للخطر. طابور سيارات الأجرة بدون مظلات مهنة متعبة وقال «خالد»: «أنا أذهب بأولادي الى المدرسة الساعه السابعة صباحاً، وبعدها أتوجهه للمطار، وألتزم بالسير خلف أصحاب التكاسي، وما إن يأتيني الدور حتى تكون الساعه الحادية عشرة والنصف، فآخذ العميل على عجالة وأذهب به للمكان الذي يريده، وبعدها أتوجه وأحضر أبنائي من المدرسة، هذا في الفترة الصباحية، أمّا بعد الظهر أتناول الغداء وأتوجه مسرعاً للمطار؛ كي أسبق غيري من السائقين، وعلى هذا الموال إلى نهاية اليوم، كلّ ذلك من أجل تحصيل مبلغ يتراوح بين (30-50) ريالاً، وتراودني فكرة أن أترك هذه المهنة؛ لأنها متعبة، وتحتاج إلى صبر وإنسان متفرغ غير مرتبط بأبناء ومنزل، لكن أين أذهب بعد هذا العمر؟. سائق أجرة يتحدث مع رجل المرور مواقف مظللة ونوّه «عواد المطيري» إلى أنه يوجد تساهل من بعض الجهات مع الجنسيات الأخرى، من ناحية انتهاء التأمين ورخص العمل وغيرها من أوراق العمل، في حين يتم الحرص على أوراق السائق المواطن ومتابعته باستمرار، مطالباً بتوفير مواقف مظللة لسيارات الأجرة، حيث إنّ السائقين ينتظرون ساعات طويلة في درجات حرارة مرتفعة. سائق وافد ينتظر عميلاً يحضره ابن جلدته تعد واضح وأوضح «صالح الحربي» -سائق تاكسي- مضايقة سيارات غير المصرح لها بالعمل في المطار للسائقين، حيث إنّها يأتي سائقها في أيّ وقت وينزل الركاب، وينتظر حوالي الربع ساعة وهو يقف أمام سيارات الأجرة الذين قضوا أكثر من ساعتين ينتظرون دورهم في تحميل الركاب، في حين يأتي هو أمام البوابة مباشرة يخرج المسافر ويركب معه، متعدياً بذلك على أولوية أصحاب سيارات الأجرة في تحميل الركاب، وغير آبه بالنظام وترتيب السائقين دور التحميل. سائقو الأجرة يتحدثون عن معاناتهم للزميل الكنعان إعفاء من الرسوم ولفت «عميش الشمري» أنّهم قدموا شكاوى للجهات المختصة بخصوص البت في أمر سيارات الخصوصي المخالفة للنظام، حيث يأتي أصحابها ويأخذون الركاب، في حين أنّ سائقي الأجرة النظاميين ينتظرون أدوارهم لساعات طويلة، مقترحاً إلزام الشركات بتوظيف المواطنين، أو اعفائهم من الرسوم السنوية، والتي لم تكن تؤخذ منهم سابقاً، متمنياً أن يتعاون الجميع مع سائقي الأجرة المواطنين. ..وآخر يشير إلى تسعيرة السيارات شركة كبرى واقترح «محمد العتيبي» -سائق تاكسي- أن يُفتح المجال للذين يريدون كسب المال في هذه المهنة من الشباب والكبار، ووضع شروط لذلك، كأن تكون هناك شركة كبرى تشرف على جميع الأفراد والشركات، وتنظم عملية الدخول والخروج، مبيناً أنّه في حال تطبيق النظام لن يكون هناك تكدّس للسيارات، وستنتهي الاختناقات المرورية أمام بوابات المراكز التجارية أو المطار، ممتدحاً وضع تسعيرات ل»المشاوير». أسرة تطلع على تسعيرات الأجرة رجل مرور يوجه صاحب سيارة خصوصي بعدم تحميل الركاب سائق غلبه النوم وهو ينتظر الركاب وافدون ينافسون المواطنين في المهنة عدم تعاون المواطنين مع السائقين المواطنين يثبط همتهم فاتورة نقل الركاب