اكد صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ان استمرار القضية الفلسطينية دون حل، واستمرار سياسة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني احد اسباب الأوضاع الأمنية الهشة التي تعيشها المنطقة. وقال سموه في كلمة افتتاحية للمؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس: أجدد الترحيب بمعالي وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة السيدة هيلاري كلينتون والوفد المرافق لها. كما أرحب بوسائل الإعلام. بناء على قرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بتعزيز العلاقات بين دول المجلس والولاياتالمتحدةالأمريكية، عقدنا اليوم - امس - الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى التعاون الاستراتيجي بين الجانبين. الاجتماع كان ايجابياً وبناءً، وجرى في اطار العلاقات الوثيقة بين الجانبين القائمة على الاحترام المتبادل وتكريس المصالح المشتركة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية. وعلى كافة المستويات الرسمية وغير الرسمية. سمو وزير الخارجية ونظيرته الامريكية قبيل الاجتماع واضاف سموه: شكلت الأزمات والتحديات التي تمر بها المنطقة محور المباحثات. وفي نظرنا أن الأوضاع الأمنية الهشة أحد أهم مسبباتها استمرار القضية الفلسطينية دون حل، واستمرار سياسة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وقد بحثنا في الاجتماع العديد من موضوعات الساعة وعلى رأسها المجزرة الإنسانية الشنيعة للشعب السوري، علاوة على بحث مستجدات الأوضاع في اليمن، وكذلك استعراض مجمل التطورات والأوضاع السياسية في منطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال افريقيا وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة والعالم. وما من شك فإن التحديات والمخاطر التي تواجهها المنطقة، تظل أحد أهم عوامل تهديد أمنها واستقرارها، ومن هنا تأتي أهمية منتدى التعاون الاستراتيجي بين المجلس والولاياتالمتحدة، خصوصاً ان قضية الأمن الاقليمي في منطقة الخليج والشرق الأوسط - ولأهميته الاستراتيجية - يحظى باهتمام القوى الاقليمية والدولية، وذلك في ظل التوترات المتسارعة في المنطقة التي جعلت مصالح هذه القوى تتشابك أحياناً وتتقاطع أحياناً أخرى، ويأتي على رأس هذه التحديات النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والإرهاب، والتدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون دول المنطقة، اضافة إلى برنامجها النووي المثير للريبة. إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي سياق تعاملها مع أمن واستقرار المنطقة، حرصت دائماً على حماية أمنها واستقرارها الداخلي باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أمن المنطقة، وقد انتهجت لذلك سياسة الإصلاحات الجادة والتنمية المستدامة لمجتمعاتها وشعوبها، مع حرص دول المجلس على بناء علاقات ايجابية وبناءة مع دول المنطقة والعالم تقوم على الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال، وخدمة المصالح المشتركة، وانتهاج سياسة الحوار لحل الأزمات مع كافة الأطراف الاقليمية والدولية. ومن هذا المنظور، فإننا نأمل أن يتحقق لدول المنطقة وشعوبها ما تصبو إليه من آمال وتطلعات لمستقبل مزدهر، والحفاظ على أمنها وسلامتها في ظل سيادتها واستقلالها ووحدة ترابها الوطني بمنأى عن أي تدخل خارجي. وأود أن أنوه باستجابة الشعب اليمني لمبادرة الانتقال السلمي للسلطة، وندعوهم إلى الاستمرار بنفس الروحية حيال تحقيق أمن اليمن واستقراره الذي من شأنه دعم الجهود الدولية الرامية إلى المساهمة في تنميته. مع التأكيد على أهمية تضافر هذه الجهود، وسيعقد بمشيئة الله في الرياض أواخر الشهر القادم اجتماع أصدقاء اليمن لهذا الغرض. كذلك، اعتقد أننا خطونا خطوات مهمة في مجال مكافحة الإرهاب، ومطلوب منا الاستمرار في هذه الجهود لحماية مجتمعاتنا من شرور الإرهاب، واقتلاعه من جذوره. فيما يتعلق بالملف السوري، اعتقد اننا جميعاً متفقين على أن الوقف الفوري للقتل الممنهج ينبغي أن يشكل أولوية الجهود الدائمة. وذلك وفق خطة الجامعة العربية وفي الاطار العام للشرعية الدولية، أخذاً في الاعتبار أن مذابح النظام السوري وصلت إلى مستويات لا يمكن وصفها إلا بالجرائم ضد الإنسانية، التي لا ينبغي للمجتمع الدولي السكوت عنها تحت أي مبرر كان. وتحدثت وزيرة الخارجية الامريكية قائلة :سعدت بقاء الملك عبدالله واشكره على ريادته وضيافته، ان الشراكة بين البلدين تعود إلى اكثر من ستة عقود نحن نعمل سويا على عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك فيما يخص اسواق الطاقة ونثمن ريادة المملكة، واضافت قائلة لاحظت التزام الولاياتالمتحدة الصلب لدول الخليج وشكرت دول التعاون على اسهاماتها ولا سيما فيما يخص التحول السلمي في اليمن ، قائلة نأمل ان يؤدي المتندى الى توفير الفرص وتعميق التعاون المتعدد الاطراف حول التحديات المشتركة والانتشار النووي والقرصنة والروابط الاستراتيجية، ومن الامور الاخرى التعاون في مجال الامن البحري وتحسين تكامل العملياتي وتعزيز الدفاع الصاروخي الباليستي وقت الازمات. دعوني اتحدث عن بعض الازمات التي تواجه المنطقة ايران تهدد جيرانها وتقوض الامن الاقليمي، وتهديد حرية الملاحة والتدخل في اليمن . العالم شعر بالغضب من التقارير بأن ايران تحيك مؤمرة حول اغتيال السفير السعودي في واشنطن وتورطها في عدد من العمليات الاخرى ، إضافة إلى نشاط ايران النووي. وفي نفس الوقت تترك الباب مفتوح اذا كانت ايران جادة وسيصبح جلياً عما قريب اذا كان زعماء ايران مستعدون لبداية في بناء الاسس لحل هذه المشكلة الجادة جداً والامر منوط بقادة ايران وسنعرف ذلك من خلال المفاوضات المقبلة على مستوى اجتماع اسطنبول منتصف الشهر المقبل وكذلك اجتماع 5+1، ولكن ما هو ثابت ان هذه النافذة لإيران بإيجاد حل سليم لن تظل للأبد. فيما يخص سوريا غداً - اليوم - ستتجمع حوالي 60 دولة في مؤتمر اصدقاء سوريا سمعنا من كوفي عنان ان نظام الاسد وافق على خطة من ست نقاط واهمها دعوته لسحب قواته فوراً وإخفاض صورة الأسلحة الثقيلة ، ولكن للأسف الحكومة السورية تقبل الاتفاق وترفض تنفيذه. وأوضح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن تسليح المعارضة أمر واجب مجدداً الدعم لها، وقال سموه إذا كنا نؤمن بالدعاية السورية التي يطلقها الإعلام السوري .. فهم يقولون انه لا توجد حرب، ويقولون ان هنالك إرهابيون يثيرون المشاكل .. ما زلنا نشاهد الدبابات تقتحم المدن السورية نحن نعيش في عالم تناقض الحقيقة والكذب . وهذا يشكل صعوبة لأي شخص وما يحدث مأساة لها العديد من العواقب الوخيمة ، وهذا يحدث لأن السوريين مصممون على حل المشكلة والأزمة والسيطرة والتحكم ومحاربة المظاهرات واحتوائها عن طريق القوة العسكرية ، وإذا لم يتدخل العالم ويتخذ إجراءات وقرار من اجل منع هذا ومساعدة السوريين أنفسهم، وأضاف سموه نحن لم ندع للقتال في سوريا ولم ندفعهم لذلك ، ولكنهم يحاربون لأنه لا توجد طريقة أخرى والقتل مستمر ، وإراقة الدماء مستمرة ، هل سنعطيهم فرصة للدفاع عن أنفسهم ، لا أحد يتطلع لإيذاء سوريا ، أعتقد أن الإدارة السورية تعرف ماذا تفعل. الناس بحاجة للمساعدة وليس الحكومة السورية. من اجل مصدر رزقهم والمحافظة عليه . نحن ندعم تسليح المعارضة السورية. كما أكد الأمير سعود الفيصل أنهم اتفقوا اليوم على آلية لتنفيذ البنود المطروحة وهي سحب القوات ووقف نزيف الدماء وإطلاق سراح المسجونين وبدء مفاوضات لنقل السلطة. مؤكداً أن هذا الموقف موقف الجميع ، وما قبلته الأممالمتحدة ونحن نمضي في نفس الطريق وسنتحدث عنها في اجتماع اسطنبول غداً (اليوم)، مجدداً اعتقد ان تسليح المعارضة واجب ، لأن الناس لا تستطيع الدفاع عن نفسها إلا بأسلحة - مع الأسف – . وحول ما ناقشته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بخصوص الدرع الصاروخي أكد الأمير سعود الفيصل تشكيل لجنة أمنية لبحث هذا الموضوع. فيما أشارت وزير الخارجية الأميركية أن الأميرال فوكس قائد الأسطول الخامس عرض اليوم (أمس) خلال المنتدى إيجازاً عرض فيه التحديات التي نواجهها، مجددة التزام بلادها بالدفاع عن شعوب الخليج ، مضيفة في هذا الإطار أن يكون دفاعا مؤثرا ودون الدخول في التفاصيل الفنية. وأضافت كلينتون نريد بدء نقاش على مستوى الخبراء مع أصدقائنا حول ما يمكننا فعله لتعزيز النظام الدفاعي الصاروخي البالستي ،هناك بعض النواحي لهذا النظام متوفرة حالياً وتم نشرها في الخليج ولكن التعاون وما يسمى التكامل العملياتي هو ما ينبغي التركيز عليه. وفي الشأن السوري أكدت هيلاري كلينتون بأنه كان هناك نقاش جيد فيما يخص الشأن السوري خلال الاجتماع المبدئي الذي تم قبل الاجتماع الوزاري تمهيداً للقاء اليوم في اسطنبول مشيرة إلى ما ذكره الامير سعود الفيصل بأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز لطالما كان صوته مرتفعاً من اجل مناصرة الشعب السوري وضد ما يمارسه النظام السوري ، نحن نطالب ما تعهد به النظام تجاه خطة كوفي عنان ، وسنناقش غداً في اسطنبول تكثيف الضغط الذي نجلبه من خلال العقوبات. مشيدة بما قامت به عدد من دول الخليج في هذا الخصوص. مشددة على ان اجتماع اسطنبول سيركز على توفير النفاذ للمساعدات الإنسانية ، وتعزيز وحدة المعارضة لكي تتمكن من ان تكون بديلاً لنظام الأسد والمشاركة في نظام تحولي ، إضافة إلى كيفية مساعدة المعارضة السورية مضيفةً بهذا الخصوص بأن هنالك تفكيراً حول كل الخيارات ونتحدث بشكل جاد عن توفير الدعم غير الفتاك. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأنهم موحدون حول ضرورة وقف حمام الدم الذي اقترفه نظام الاسد ونهاية هذا النظام وبغية تحقيق هذا الهدف لا يكفي لبعض الدول ان تكون منخرطة. وأضافت نحتاج للمزيد من الدول للإنخراط في هذا الهدف، البعض من هذه الدول ستتمكن من القيام ببعض الاشياء ودول اخرى تقوم بأشياء أخرى، عندما نتحدث عن المساعدة نتحدث عن باقة كبيرة من المساعدات وكل دول تساعد بشكل او بآخر. وفيما يخص الملف النووي الايراني أكدت انها ووزراء دول مجلس التعاون قد ناقشوا موضوع إيران ومناقشة اجتماعات الخمسة زائد واحد ، واشارت إلى انهم سيدخلون الاجتماع المقبل مع هدف واحد هو التوصل لحل تجاه ما تشعر به الأسرة الدولية تجاه الملف النووي الإيراني ، واضافت نحن مصممون على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، والرئيس اوباما قال إن للدبلوماسية وقتاً لتعمل، الامر منوط بإيران اذا كانت تنوي ان تكون شريكاً على الخير والمشاركة في هذه المفاوضات بجهد لتحقيق نتائج ملموسة وسنعرف عندما تبدأ هذه المفاوضات.