فاصلة: «من نظر إلى العواقب سلم من النوائب» - حكمة عربية - هل صحيح ما نشرته جريدة الوفاق الإليكترونية من أن ربع أطفال السعودية تعرضوا للتحرش الجنسي؟ وان 62٪ منهم رفضوا الإفصاح عن الأشخاص الذين تحرشوا بهم، في حين قال 6,16٪ منهم إن التحرش بهم تم من قبل أقرباء لهم ويرتبطون بعلاقات عائلية معهم؟ هذا جزء من نتائج دراسة للدكتور «علي الزهراني» في ثلاث مناطق على عينة من طلبة الكليات والجامعات وشرائح من المجتمع. أرجو ألا تخيفنا هذه النسبة من تعرض الأطفال إلى التحرش الجنسي فلسنا مجتمعاً ملائكياً، والجرائم وجدت منذ وجد الإنسان ولن يُستثنى منها أي مجتمع إنساني. المهم في هذه القضية هو وجود تحرك جيد من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية فقد نشرت جريدة الحياة في عددها الصادر يوم الثلاثاء 7/6/2005م ان الإدارة العامة للحماية الاجتماعية قد أنشئت حديثا بقرار من وزير الشؤون الاجتماعية عبد المحسن العكاس. كما أن الجريدة نشرت عناوين الإدارة وهواتفها وأيضا الهاتف المجاني الذي أعلنته هذه الادارة ليتصل بها الراغب في الحماية. هذه الخطوات هي بادرة طيبة للبدء في علاج المشكلة إذ ظلت المستشفيات ورغم إنشائها للجان حماية الطفل عاجزة عن حمايته حين يسترده والداه أو أقرباؤه وهم أحياناً سبب الاعتداء. أرجو أن تلتفت هذه الإدارة إلى الجانب الوقائي، وان يكون هناك توعية في مدارسنا للأطفال حتى لا يتعرضوا إلى تجربة قاسية كالتحرش الجنسي. من المهم جدا أن يعرف الطفل في سن الخامسة وما فوق كيف يحافظ على جسده من الاعتداء، حيث في قصص الاعتداءات يجهل بعض الأطفال ما الذي يحدث له، فقط تختزن ذاكرته الخوف والقلق. كنت قد أعددت تحقيقا صحفيا قبل أربع سنوات وقابلت مجموعة من النساء اللواتي تعرضن في طفولتهن إلى التحرش الجنسي، لفت نظري القاسم المشترك بينهن، انه رغم أن التحرش كان بسيطا إلا أنهن حملن قلقه باقي حياتهن، وفشلن في الزواج أو الارتباط بالزوج لان القلق من تلك اللحظة القديمة تلبس في هيئة رجل. موضوع الاعتداء على الطفل أياً كان نوع الاعتداء ليس جديداً.. الجديد أننا بدأنا نتحرك لعلاج آثاره بشكل منظم وهذه بداية طريق الوعي الاجتماعي.