أكتب عن قضية مهمة جداً وهي ما تسمى بالسفر للسياحة الخارجية فهذا السفر الذي يموت فيه سنوياً مئات الالاف موتاً معنوياً وهو اشد من الموت الحسي ولكن اين من يتنبه لذلك والله المستعان فمن باب الامانة العلمية والنصيحة للامة ينبغي ان تطرق هذه القضية من جميع النواحي وعبر وسائل الاعلام المختلفة فحينما يسافر قرابة (6) ملايين سعودي في هذه الاجازة الصيفية بأبنائهم ونسائهم وشبابهم باسم السياحة فإن في هذا محاذير واخطار كثيرة منها: محذور شرعي فقد افتى كثير من المشايخ ومنهم الشيخ بن باز رحمه الله بأنه لايجوز السفر الى بلاد الكفار الا لحاجة ضرورية فقط مثل طلب العلاج وغيره وذكروا الادلة على ذلك. الخطر الاخلاقي فحينما نستمع الى كثير من تصريحات الذين وقعوا في المخدرات نجد اول تجربة لهم كانت في السفر خارج المملكة وكذلك من وقع في الزنا نجد ان بدايته كانت خارج المملكة وكذلك تبرج النساء واستهانتهن بالحجاب كانت بعد السفر الى خارج المملكة... الخ الهدر الاقتصادي ففي مدة الاجازة الصيفية يصرف مايفوق (60) مليار ريال تذهب يميناً وشمالاً بحجة السياحة!! انتشار كثير من الامراض مثل الايدز والسيلان والهربس والادمان للمخدرات بل وكذلك الامراض النفسية فبعد ان كان المرضى النفسيين بالآحاد اصبحوا بمئات الالوف. تدهور القيم العالية والتراث الخالد بل والتشكيك في المسلمات وضعف الانتماء للامة والمجتمع. والذي كتبته بعض المحاذير وهي غيض من فيض والحلول لهذه المشكلة كثيرة منها: بيان الحكم الشرعي لهذه الاسفار في وسائل الاعلام المختلفة وهذا من اهم الاسباب في نظري والتي تكبح جماح كثير من الناس عن السياحة الخارجية. تشجيع السياحة الداخلية في جميع المناطق والسماح للمخيمات الدعوية الصيفية لتوسيع نشاطها ومساندتها فهي افضل الوسائل لحفظ اوقات الشباب من الضياع. منع الدعاية للسياحة الخارجية في جميع الوسائل الإعلامية. التأكيد على منع من هم دون (21) سنة للسفر السياحي الا مع اهليهم. وضع حملة اعلامية ضخمة لبيان خطورة السياحة الخارجية مع ذكر المقابلات والقصص والمآسي لتلك السفريات. فتح باب الندوات والمحاضرات والمطارحات الفكرية عن هذه القضية.