ذكرت مكاتب سياحية أن الكثير من السعوديين الذين اعتادوا السفر إلى أوروربا غيروا وجهتهم السنوية، خوفاً من مرض انفلونزا الخنازير، الذي انتشر أخيراً في عدد من دول العالم وبخاصة في أميركا والقارة الأوروبية، مشيرين إلى أن الكثيرين يسألون قبل الحجز عن انتشار المرض في الدولة التي سيتوجهون إليها، في حين قدم العديد من الفنادق في أوروبا تخفيضات في حجوزاتها تصل إلى 25 في المئة. وبين مدير مكتب معالم للسفر والسياحة فوزي الهاني، أنه من المتوقع أن يكون الموسم السياحي في العالم أسوأ المواسم التي مرت خلال العقد الحالي، بسبب الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى مرض أنفلونزا الخنازير، مشيراً إلى أن ملامح هذا السوء بدأت مع إعلان شركات الطيران خسائر تاريخية حققتها خلال الأشهر الماضية، وتوقعاتها بأن تمنى بخسائر بقية العام. وأضاف أن إحدى شركات الطيران الخليجية قدمت عرضاً مغر لزبائنها على رحلات نيويورك، ولوس انجيلس، وباريس، وميونخ وسيدني، والقاهرة، وكراتشي، وتعهدت بأن تعيد إلى الزبائن الذي يحجزون تذاكر من خلال عرضها الالكتروني (أفضل سعر) فرق السعر في حال وجدوا رحلات أرخص على مواقع إلكترونية أخرى، متحدية زبائنها بأنهم لن يتمكنوا من إيجاد أسعار أفضل للمسارات ذاتها لدى أية شركة أخرى، وستدفع الفرق للزبائن الذين يعثرون على أسعار أقل من التي تقدمها الشركة. وقال إن الفنادق العالمية استشعرت الأمر، وقامت بدورها بتقديم عروض كبيرة لم تكن لتحصل لولا خوفها الكبير من تأثر موسم السياحة بسبب ما يعيشه العالم من ظروف اقتصادية وصحية. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من المسافرين الذين قرروا قضاء إجازاتهم في عدد من الدول الأوروبية، قاموا أخيراً بتغيير وجهتهم الى دول شرق آسيا، وعواصم عربية مثل القاهرة، وبيروت، وتونس، تخوفاً من مرض انفلونزا الخنازير، الذي أصبح هاجساً لدى العديد من المسافرين. وأضاف أن 25 عائلة سعودية طلبت قبل أيام تغيير وجهتها إلى دول أخرى لا ينتشر فيها المرض، وأن هناك عدداً من الطلاب الذين يتلقون دورات في اللغة الإنكليزية في كندا وبريطانيا، طلبوا مواصلة تعليمهم في نيوزيلندا، خوفاً من تعرضهم للإصابة بالمرض، مشيراً الى أن هناك عوامل أخرى ساعدت على ذلك، أهمها الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى صعوبة الحصول على التأشيرات السياحية لهذه الدول. من جهته، أوضح مدير مكتب الشافعي للسفريات عمر أحمد، أن الكثير من السعوديين فضلوا تغيير وجهتهم هذا العام إلى دول جنوب وشرق آسيا، بدلاً من الدول الأخرى الموبوءة والمصابة بالمرض، كما أن صعوبة الحصول على التأشيرات اللازمة، والأزمة الاقتصادية، أسهما في إحجام الكثيرين عن السفر. وأضاف أن شهر أيار (مايو) يعتبر ذروة الموسم في الحجز المسبق لقضاء الإجازات خارج المملكة، خصوصاً مع قرب الإجازة السنوية للمدارس، وارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى 50 درجة مئوية. بدوره، اعتبر عضو اللجنة الاستشارية لوكلاء السفر والسياحة في الهيئة العامة للسياحة والآثار المدير العام لشركة المعجل للسفر والسياحة محمد الخالدي، أن «الوضع المالي هو من يحدد وجهة السياح السعوديين، معتبراً فترة الاختبارات النهائية موسماً لتحديد وجهات السفر الداخلية أو الخارجية، إذ تقوم غالبية الأسر بتحديد خياراتها خلال تلك الفترة، بناءً على موازنتها. وقال الخالدي: «شهد موسم الإجازة الصيفية العام الماضي، إقبالاً كبيراً على حجوزات السفر إلى ماليزيا، وتركيا إضافة إلى دول أخرى لا تُصنف بالموسمية، مثل مصر ولبنان وغيرهما»، معتبراً فترة الإجازة موسماً تجد فيها غالبية الأسر فرصة للسفر، وتغيير الأجواء الساخنة التي تشهدها البلاد. وأضاف: «قمنا بعمل عدد من الحجوزات إلى دول أوروبا، وأميركا، وشرق آسيا. وما زلنا في انتظار تأكيد تلك الحجوزات، في حين أن نسبة ليست بالقليلة قررت التوجه إلى أوروبا، وتم تأكيد حجوزاتها، نتيجة ارتباط تلك الرحلات بتأشيرات دخول وخروج دقيقة. من جهته، أكد مدير مكتب العطلات الساحرة للسياحة فؤاد الحمادة، أن العديد من الفنادق في القارة الأوروبية قدمت تخفيضات وصلت إلى 25 في المئة على الحجوزات، في سابقة تعد الأولى من نوعها، وذلك حرصاً منها على استقطاب السياح من الشرق الأوسط، ودول الخليج الذين عدلوا عن فكرة الذهاب الى أوروبا. وأوضح أن هذه الفترة من السنة تشهد إقبالاً متزايداً على الحجوزات استعداداً لقضاء الإجازة السنوية، مشيراً الى أن السنوات الماضية كانت تشكل نسبة الحجوزات إلى أوروبا 60 في المئة، فيما قلت هذه السنة بنسبة كبيرة جداً بسبب الخوف من انفلونزا الخنازير، لافتاً إلى تزايد الإقبال على تركيا والقاهرة ودول جنوب آسيا، والتي تكون أجواؤها مشابهة بدرجة كبيرة بدول أوروبا.