خسر المنتخب الوطني السعودي للوصول إلى نهائيات كأس العالم 2014 مبكرا وقبله خسر طلاب التعليم العام بالمملكة في اختبار العلوم والرياضيات على مستوى العالم (TIMSS) وهو مقياس عالمي معتمد لأداء الطلاب في مرحلة رابع ابتدائي وثامن (ثاني متوسط) لهذه المواد الغريب أن المملكة العربية السعودية لم تشارك في اختبارات الصف الرابع بل شاركت فقط في اختبارات الصف الثامن (الثاني متوسط) وقد حصلت على الترتيب ال 46 من بين 48 دولة مشاركة في نتائج الرياضيات وبالنسبة للنطاق الخليجي والعربي فقد جاءت السعودية في الترتيب 11 عربيا وقد حصلت على الترتيب ال 44 من بين 48 دولة مشاركة في نتائج العلوم وبالنسبة للنطاق الخليجي والعربي فقد جاءت السعودية في الترتيب 11 عربيا ايضا. وهذا الاختبار العالمي كان لعام 2004 اما نتائج 2011 فلم تصدر بعد (ولن تكون ببعيدة عن تلك النتائج المخيبه للآمال فالكتاب بيّن من عنوانه). والرابط المشترك بين الطالب واللاعب ان كليهما قد حصل على دعم مالي ومعنوي قوي من الدولة ولكن سوء التخطيط والتنظيم والمتابعة من قبل مسوؤلي الرياضة والتعليم انتجت لنا جيلا لم ينجح فيه أحد (فشلونا). وبعد تلك الخسائر انهال النقد على الرياضة والتعليم واختلفوا في من هو المتسبب في تلك المهزلة الكبيرة ففريق عزا الخسائر على اللاعب والطالب وفريق اخر وجه اللوم على المدرب والمعلم وآخرون حملوا ادارة الاندية وإدارة المدرسة في اسباب تلك الخسائر المخزية وفريق جعلوا السبب في تقاعس ادارة الاتحاد لكرة القدم وإدارة التربية والتعليم وآخرون قالوا إن المشكلة من رئاسة رعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم. وقفة.. لا أحد يعرف السبب الحقيقي بعد؟ وفي المجمل فإن جميع تلك الملاحظات صحيحة وكلها عائد إلى عناصر الإدارة لبنى مستقبل رياضي وتعليمي. ومن بدهيات علم الإدارة فإن هناك عناصر اساسية لإدارة ناجحة (التخطيط التنظيم المراقبة المتابعة التقييم) وهذه وللأسف غير متوفرة وإذا كانت موجودة فهي في غير محلها فالتخطيط يكون من الاسفل إلى الاعلى فمن المستحيل ان نخطط للمنتخب السعودي لكرة القدم ونحن لم نبدأ بالتخطيط للناشئين ومن المستحيل ان نخطط لمرحلة الثانوية ولم نبدأ بالمرحلة الاعدادية (الابتدائي). كيف لنا ان نخرّج لاعب كرة قدم ومن يدربه في مرحلة الناشئين اداري أو لاعب كرة قدم متواضع. وكيف نخرّج طلابا ومن يدرسهم في مرحلة الابتدائية معلم غير متخصص. أن لكل شيء تخصصاً فلو أعطي كل مرحلة حقها من الاهتمام والتخطيط والتنظيم والمراقبة لأخرجنا جيلاً مبدعاً في الكرة وفي التعليم. ومن المفارقة العجيبة لهذا التخبط أن كلا الطرفين (رياضة وتعليم) يهتمون ويبدؤون من الاعلى فإذا وصل اللاعب إلى النادي والمنتخب احضروا له مدربا عالميا وفي صغره يدربه إداري !! وكذا الطالب اذا وصل إلى الجامعة والدراسات العليا يحاضر له اساتذة اكاديميون وفي الصغير يعلمه معلم غير متخصص!! (عرفتوا ليه حطوا مشروع الرياضيات والعلوم بميزانية مليار ريال عشان يفوزون ولو وضعوا المليار في مشروع المرحلة الابتدائية لصنعنا جيلا ناجحا في كل شيء لكن المشكلة ان تخطيطنا وقتي). (وعرفتوا ليه تعاقدوا مع ريكاد بمبلغ وقدره!! كله عشان يتأهلون لكأس العالم ولو وضعوا تلك القيمة الباهظة في اعداد الناشئين والأكاديميات لكان أفضل) ان الامر أكبر من أن نتعاقد مع مدربين وننشئ مشاريع وقتية بملايين الريالات من أجل تحقيق نتائج سريعة دون النظر إلى المستقبل (والمصيبة أننا لم نحقق شيئاً من ذلك) نحن بحاجة إلى وقفة قوية بوضع رجال قياديين اكفاء في مناصب رياضية وتعليمية تعود بالفائدة لأبناء هذا الوطن. فالرياضية والتعليم صناعة مواردها الرئاسة والوزارة، المدرب والمعلم مهندسان والرئاسة والوزارة واللاعب والطالب منتج. فهل سنصنع لاعبا وطالبا بمهارات وطنية أم ان الاحتراف سيدخل على عالم الرياضة والتعليم ليرفع من شأن ومكانة هذا الوطن الغالي الذي قدم كل ما يستطيع من موارد مالية ومعنوية لشبابنا والذي وقع ضحية لسوء تخطيط أهم قطاعين يجمعان شباب هذا الوطن.