قالت وزيرة الخارجية البنغلاديشية الدكتورة ديبو موني إن جريمة اغتيال الدبلوماسي السعودي خلف العلي الشمري من قضايا الاغتيال التي لا توجد لها أي مفاتيح أو مؤشرات تقود عملية التحقيق. قضايا العمالة تتعلق بنقل الكفالات وتصنيفات المهن .. ونطمح في زيادة أعدادها وأضافت في حوار مع «الرياض» «بأن الحكومة البنغالية تسعى بكل السبل لكشف الغموض في هذه القضية وأن جميع الاحتمالات مفتوحة. مشيرة إلى أنهم يجرون جميع أنواع التحريات والتحقيقات. لافتةً في الوقت ذاته قدرة الاجهزة الامنية لديهم على التوصل إلى نتائج. ووصفت الوزيرة علاقة بلادها مع المملكة بالممتازة ، مؤكدة بأن قضايا العمالة تتعلق بنقل الكفالات وتصنيفات المهن ، وأنهم مازالوا حريصين على تصدير العمالة. وأكدت وزيرة الخارجية ان المملكة وبنغلاديش على وشك الانتهاء من اتفاقية حماية ودعم الاستثمارات الثنائية ، موضحة أن البلدين لديهما تعاون في عدة مجالات وأن مشروعاً سعودياً بنغالياً مشتركاً في مجال الصيدلة سيتم تنفيذه قريباً في المملكة. فإلى نص الحوار: *كيف كانت زيارتكم إلى المملكة ولقاؤكم بالمسؤولين هنا ؟ - وقع مؤخراً حادث مؤسف للغاية في بنغلاديش ، حيث تم العثور على مسؤول في السفارة السعودية بمدينة دكا مقتولاً ، وقد حضرت إلى المملكة بصفة أساسية لإطلاع الحكومة السعودية على جميع الخطوات والإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الحكومة البنغلاديشية حتى الآن للتحقيق في الأمر وتحديد من كانوا يقفون وراء هذا الحادث وجلبهم إلى العدالة، وهذا هو الغرض الأساسي للزيارة. وفي نفس الوقت هنالك ايضاً العديد من المواضيع التي تتطلب البحث والنقاش بين البلدين الشقيقين ، ولأجل هذا فإنني أنتهز هذه الفرصة لمناقشة تلك المواضيع. * هل لكم ان تحدثونا عن المباحثات التي تمت بينكم وبين الأمير سعود الفيصل؟ - لقد كانت ودية ومثمرة حيث قمت بإطلاعه على جميع الخطوات المتخذة. وقد أعرب عن ثقة حكومته في حكومتنا وهي تضطلع بالتحقيق في تلك الحادثة. أيضاً طلبت من سموه أن يبعثوا فريق التحقيقات يضم عدداً من الخبراء ليتمكن أيضاً من مساعدتنا في عملية التحقيق، وقد أكد لي سموه أنهم سيرسلون هذا الفريق للعمل مع فريق التحقيقات لدينا. وأعرب عن سعادته ورضاه بالتقدم الذي حدث حتى الآن وبجميع الإجراءات والتدابير التي قمنا باتخاذها . فضلاً عما تقدم تباحثنا حول العلاقات التجارية الثنائية والعديد من المسائل الأخرى. * هل توصلتم إلى أي نتيجة حول جريمة الاغتيال؟ - لا زالت التحقيقات تجري على قدم وساق. وهذه القضية من القضايا التي توصف بأنها من جرائم الاغتيال التي لا توجد لها أي مفاتيح أو مؤشرات تقود عملية التحقيق ، ولأجل هذا فإننا نسعى بكل السبل لكشف الغموض في هذه القضية والاحتمالات جميعاً مفتوحة ونجري جميع أنواع التحريات والتحقيقات ونعتقد بأننا قادرون على التوصل إلى نتائج. وزيرة خارجية بنغلاديش الدكتورة ديبو موني (عدسة : بدر الحرابي) شركات دوائية سعودية - بنغالية تنفذ مشروعاً مشتركاً في المملكة * هل قابلتم أي مسؤول أمني سعودي خلال الزيارة؟ - لا . لكن هناك اجتماعات تمت بين ممثلين لوزارات الداخلية في البلدين. * العلاقات السعودية البنغالية تعرضت لفترات شد وجذب على خلفية النزاعات العمالية ، ما تأثير ذلك على استقرار العلاقات ؟ - العلاقات بيننا والمملكة قوية جداً وجيدة للغاية وتمضي بكل سهولة ويسر ولا أرى أي عملية شد وجذب بين الطرفين، ولدينا قوة عاملة كبيرة في المملكة، ونحن نقدر للمملكة إتاحتها فرص عمل لمواطنينا الذين يعملون بكل جد وإخلاص ويتمتعون بسمعة حسنة وهم سعداء بوجودهم هنا .. هنالك بعض القضايا المتعلقة بنقل الكفالات وتصنيفات المهن ، ونحن نتطلع إلى تصدير مزيد من العمالة إلى المملكة. وقد ناقشنا هذه القضايا مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الذي طمأننا ووعدنا بإعطاء الاهتمام الكافي لهذه القضايا . وقد أطلعني سموه على جهود حكومة المملكة للقضاء على البطالة في المملكة. وقد عبر سموه عن احترامه وتقديره للعمالة البنغالية. وخلاصة القول إن علاقتنا ممتازة جداً. ونقدر للمملكة العناية والمساعدة التي توليها للحجاج من بنغلاديش وحسن تنظيم الحج كما نقدر لصندوق التنمية السعودي جهوده في دعم التنمية في بنغلاديش، وفي تطوير البنية التحتية في بلادنا والقروض التي يقدمها بنك التنمية الإسلامي لتأمين احتياجاتنا من البترول والمحروقات. كل هذا يجد تقديراً عندنا كما نثمن دور المملكة في قيادة الأمة الإسلامية وتعاوننا الوثيق في الساحة العالمية من خلال الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي. كما أننا على وشك الانتهاء من اتفاقية حماية ودعم الاستثمارات الثنائية ونأمل التوقيع عليها قريباً. وعندما يتم ذلك سنشهد المزيد من الاستثمارات المتبادلة ، كما سيكون هنالك مشروع مشترك في قطاع صناعة الدواء والصيدلانيات والمزيد من عمليات وصفقات الاستيراد من بنغلاديش في مجالات صناعة السيراميك والجلود، وهنالك المزيد والمزيد من الإمكانيات التي تنتظر الاستغلال. ولقد قمت بتوجيه الدعوة للأمير سعود الفيصل لزيارة بنغلاديش ونتطلع بكل حفاوة وتقدير لهذه الزيارة الكريمة وقد تم قبول هذه الدعوة. * بالرغم من ذلك ما تزال العلاقات يطغى عليها الجانب العمالي ،بالرغم من ان العديد من المصانع الأوروبية والأميركية توجد في بنغلاديش ، كيف يمكن دعم الاستثمار السعودي في بنغلاديش؟ - نحن نرحب بالاستثمارات السعودية في بنغلاديش وهنالك الكثير من القطاعات القادرة على استيعاب هذه الاستثمارات، ونحن الآن نقوم بإنشاء مناطق صناعية جديدة ويمكن للمملكة الاستثمار في هذه المناطق. العمالة البنغالية في المملكة كبيرة ، ولهذا طغى موضوع هذه العمالة على المواضيع الأخرى التي تطرح للنقاش على طاولة المحادثات بين البلدين. العلاقة بين بلدينا ليست حكراً على الجانب العمالي فهناك مساهمات للمملكة في بلادي من جهة دعم البنية التحتية من خلال صندوق التنمية السعودي ، كما أن إحدى الشركات البنغالية المختصة بالصيدلة ستنفذ مشروعاً مشتركاً في المملكة. * هل لديكم أرقام بحجم التجارة بين البلدين؟ - التجارة تشهد توسعاً وتقدماً ، فحجم الصادرات السعودية إلى بنغلاديش تزيد عن 600 مليون دولار، وفي الجانب البنغالي تبلغ صادرات بنغلاديش إلى المملكة 147 مليون دولار.