مدير إدارة في إحدى شركات القطاع الخاص واجه كثيراً من الضغوطات والإحراج خلال الأيام الحالية التي تسبق إجازة الطلاب الرسمية والتي تصل إلى عشرة أيام تقريباً، ولم يستطع المدير تلبية رغبات أغلب موظفيه واضطُر إلى عدم الموافقة على الإجازات المقدمة من قبل الموظفين. وعلى الطرف الآخر يقف أحد مديرى الإدارات الحكومية متسامحاً مع أغلب موظفيه -خاصةً المتزوجين-، الذين دائماً ما يستغلون مثل هذه الإجازات بالسفر أو زيارة أقاربهم في مناطق أخرى، وتلبية بعض الدعوات الاجتماعية التي تكثر في مثل هذه الإجازات. وقد شهد الأسبوع الجاري تزايد تقديم الموظفين المدنيين على طلب إجازات اعتيادية أو اضطرارية في مختلف الإدارات والقطاعات الحكومية، تزامناً مع إجازة الربيع، ووصلت إلى حد "حب خشوم" بين الموظفين للتنازل عن بعض زملائهم لقضاء "عطلة الربيع". ويهدف الموظفون من طلب الإجازات في هذا التوقيت إلى الاستمتاع بعطلة الربيع التي أصحبت قصيرة مع أبنائهم وبناتهم طلاب وطالبات المدارس، وبما يمكّنهم من السفر إلى جهات مختلفة. جدولة الإجازات وكشف "عثمان العبدالرحمن" -مدير إدارة في إحدى الشركات- أنّه يواجه في مثل هذه الأوقات الكثير من طلبات الإجازة، خاصةً ممن يعول أسرة كاملة، حيث يحرص كثيرٌ من الموظفين على السفر مع عائلاتهم إلى الخارج أو منطقة معينة في المملكة برفقة أبنائهم، استغلالاً لإجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، كما تشكّل هذه الطلبات ضغطاً على الشركة والمدراء الذين يلجؤون في كثير من الأحيان إلى تلبية رغبات موظفيهم، إذا أثبتوا أن لديهم ظروفاً تجبرهم على الإجازة أو بحسب جدولة الإجازات فيما بين الموظفين؛ لإيجاد معايير عادلة بين الراغبين في الإجازات بحسب توقيت عطلات المدارس. اتفاقيات بين الموظفين وأضاف "سامي السليم" -مدير شركة خاصة- أنّ طلبات الإجازة تكثُر خلال عطلات المدارس؛ لرغبة الموظف في الإفادة من الإجازة وتمضية أكبر وقتٍ مع عائلته، وقد يستغلها في السفر، مقدراً عدد الموظفين الذين يرغبون في الإفادة من إجازاتهم خلال عطلات المدارس بما يزيد على (60%) من عدد موظفي أيّ منشأة تجارية، وهذا بسبب وجود عدد من الموظفين متزوجين ويعولون أسرهم، مضيفاً أنّ الكثير من هؤلاء الموظفين يستعدون من بداية السنة بالتخطيط لمواعيد إجازتهم وتقسيمها خلال عطلات المدارس، وقد يصل الأمر الى عقد اتفاقيات بين الموظفين على ترتيب وتقسيم الإجازات فيما بينهم إذا احتدم الأمر، وأحياناً تُرفض جميع الإجازات المقدمة، خاصة من المدراء ورؤساء الأقسام -إذا كان هناك عمل يتطلب إنجازه خلال مدة معينة-. الإجازة مع الأسرة واعترف "عبدالله الصبحي" أنّه تعمد تأخير إجازته إلى حين بدء إجازة الربيع، وذلك بهدف السفر مع العائلة الى إحدى الدول الخليجية لمدة اسبوع، مؤكداً على أنّه عانى للحصول على هذه الاجازة بعد منافسة من زملاء العمل، والذين يحرصون على تزامن إجازاتهم من الشركة مع إجازة أبنائهم، مشيراً إلى عدم تفضيله للإجازة في هذا التوقيت، وذلك لغلاء الأسعار في أغلب الأماكن، ولكن صحبة الأبناء والعائلة تدفعه إلى اختياره بغية البقاء معهم وتمضية وقت الإجازة بينهم. هجر المقاعد الوظيفية واشتكى "عبدالرحمن الشهراني" من عدم تواجد كثير من الموظفين على مقاعدهم خلال عطلات المدارس، خاصة في الدوائر الحكومية، متوقعاً أنّ عدداً كبيراً من الموظفين يُوّقِتون إجازاتهم الرسمية خلال عطلات المدارس، وهو ما يُحدث شبه فراغ في العديد من الدوائر الحكومية، وتأجيل إنهاء العديد من معاملات المواطنين والمستفيدين، مطالباً بجولات تفتيشية تنفذها الجهات المعنية للتأكد من التزام الموظفين بالدوام، ونظامية الإجازات الممنوحة لهم في هذا التوقيت على وجه الخصوص، مضيفاً أنّه يجب أن تكون هناك جدولة بين الموظفين في حال وجود رغبة شبه جماعية في الإجازة، مشدداً على ضرورة منح الإجازات المستحقة للموظفين وفق الأنظمة المعمول بها، وبما لا يؤثر على سير العمل، فيما يتطلب الأمر من مدير الإدارة توزيع العمل والإجازات بين العاملين بحيث لا تتعطل مصالح المواطنين. معلمون مغبوطون! وغبط "سالم الشامخ" المعلمين والمعلمات في إجازاتهم خلال الأيام الحالية، قائلاً: "المعلمون هم أكثر من يتمتع بالإجازة مع أبنائهم وعائلتهم، لموافقة إجازاتهم الرسمية عطلات الطلاب، وهو ما يعني قضاء أكبر وقت بصحبة الأبناء والسفر معهم، وإننا كموظفين نغبط المعلم على إجازاته المتعددة، كما نقدر لهم مشقة وتعب مهنة التعليم خلال الفترة الحالية موظفون تركوا العمل لقضاء الإجازة أسرة تقضي عطلة الربيع على شاطئ البحر بحثاً عن الترفيه