تستغرق جارتي الفرنسية في الضحك حين أستدعي سباكا أو كهربائيا أو مبيضا أو مبلطا أو أي مهني ، فهي تقوم بكل هذه الأعمال بنفسها ، وبمهارة ، وزوجها يساعدها في ذلك ، ونحن بالطبع لم نتدرب على هذه المهارات ، ونقف عاجزين عن أي عمل يتعلق بصيانة المنزل ومحتوياته ، على أنني قرأت أخيرا أن هناك فتيات سعوديات يتدربن على أعمال الكهرباء والسباكة والدهان ، إذ أنهت 30 فتاة في مدينة الخبر برنامجا تدريبيا على إصلاح أعطال السباكة والكهرباء إضافة إلى أعمال الطلاء ، وهذه الدورة التدريبية ستكون نواة لانطلاقة أكبر في حال نجحت الفكرة ، وأثبتت الخريجات جدارتهن على القيام بأعمالهن التي كانت وما زالت حكرا على الرجال ، والواقع أنها ليست حكرا على الرجال السعوديين بل على الرجال الأجانب ، فهؤلاء الفتيات إن عملن في هذا المجال ، وأنا أشك في ذلك ، فسينافسن الأجانب ، وهذا هو المطلوب ، ومبعث شكي أن الكثير من الفتيات وخاصة الجامعيات يستنكفن من هذه الأعمال ، ولا يقبلن عليها ، على أن الضرورة قد تجبرهن على ذلك ، فسوق العمل لن يظل إلى الأبد مقصورا على الأجانب ، فهؤلاء سيرحلون إلى بلادهم بعد أن بدأت الحالة الاقتصادية تتحسن فيها وخاصة في الهند والفلبين ، ثم إن قطاعات كثيرة في الحكومة والأعمال الخاصة قد تشبعت ، ولا تحتاج إلى عمالة جديدة سواء سعودية أو أجنبية ، ثم إنه ليست لدينا صناعات أو سياحة أو خدمات تحتاج إلى عمالة ، ولهذا فإن نسبة البطالة عالية خاصة بين الفتيات التي تبلغ 80% ..