حذرت مؤسسة طبية خيرية وشهادات حديثة لمسئولين بالامم المتحدة من أن يؤدي القتال في ولايات سودانية حدودية مهمة الى كارثة إنسانية. ويقول خبراء إن نحو 80 ألف لاجئ فروا من ولاية النيل الأزرق إلى جنوب السودان، التي لا تستطيع على الإطلاق رعاية هؤلاء الأشخاص. ويتوقع أن يؤدي القتال الى تشريد آلاف آخرين في البلاد. وذكر مسئولو إغاثة أمريكيين أن مئات الآلاف فقدوا منازلهم في ولاية جنوب كردفان المجاورة. وقال برينستون ليمان، أبرز مبعوثي واشنطن للسودان وجنوب السودان، إنه " منذ يونيو الماضي، خلق هذا الصراع حالة طوارئ إنسانية هائلة". وانفصلت جنوب السودان سلمياً عن السودان في العام الماضي بعد عقود من الحرب الأهلية، لكن الانفصال لم يضع نهاية للصراع. وتقاتل مليشيات موالية لجنوب السودان الجيش السوداني، الذي يشن غارات جوية وهجمات أخرى، في الوقت الذي لا يجد فيه سكان مناطق الصراع ما يعيشون عليه. ويحذر خبراء الأممالمتحدة من أن الولايات الحدودية يمكن أن تشهد قريبا أوضاعا "ترقي الى حد المجاعة". وقالت نانسي ليندبورج من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إن "السودان يواصل منع وصول المساعدات لكثير من المدنيين السودانيين الذين هم في أمس الحاجة لها". وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" التي تمارس أنشطتها في مخيمين للاجئين بشمال دولة جنوب السودان، أن وقت مساعدة السكان ينفد. وبحلول الشهر المقبل، عندما يبدأ موسم الامطار سيكون نقل المساعدات إلى مخيمي "دورو" و"جاما" للاجئين أمرا معقدا جدا، حيث أن جنوب السودان تفتقر للبنية الأساسية مثل شبكة طرق ملائمة. وقال جوليان ماتر، منسق طوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، إن " أعدادا كثيرة من الأشخاص تواصل التوافد. بعضهم يأتي سيرا على الأقدام، سعيا للمأوى في هذه المخيمات. يتواصل توافد الاشخاص ولا توجد إشارة على أن هذا الوضع في طريقه الى التوقف". ويشرح ماتر عبر الهاتف "يقول الناس لنا إنه يتعين عليهم السير لستة أيام على الأقدام للوصول إلى المخيمين. ولا توجد مياه في طريقهم، لذا يتعين عليهم حمل بعضها". وتشكل المياه أزمة كبرى في المخيمين، الواقعين في منطقة نائية وجافة. ويعيش كثير من اللاجئين على بضعة لترات من المياه يوميا، بينما المعايير الدولي تشير إلى حد أدنى يتراوح بين 15 لترا و20 لترا من المياه يوميا للشرب، والطهي وأغراض الغسيل. وتقول منظمات إغاثة إنه يتعين في الوقت الراهن وجود مخزون لكي يتوفر للناس ما يأكلونه في الأشهر المقبلة. وتحاول منظمة أطباء بلا حدود إقامة عيادات على الأراضي المرتفعة قبل حلول الطقس المتقلب. وقال ماتر: "إنه بالفعل مأزق لوجستي خطير وسيصعب الأمر مع سقوط الأمطار. التحديات التي نواجهها الآن في توصيل المساعدات الإنسانية ستتفاقم في غضون شهر". وبالنسبة للسودان ولجنوب السودان، تأتي أعمال العنف في صدارة مشكلات حادة أخرى. ومنذ انفصالهما، لم تستطع الحكومتان تحديد آلية بشأن تقاسم عائدات النفط. ويتعين على الجنوب، الذي يحصل على ثلثي العائدات، تصدير نفطه عبر أنابيب تمر عبر الشمال. وفي أعقاب بدء الخرطوم مصادرة شحنات من البترول ، قائلة إنها لم تدفع مقابل استخدام خطوط الأنابيب، قررت جوبا قطع كل الصادرات.