تنتهي اليوم التظاهرة الثقافية الجميلة والمتمثلة في معرض الكتاب. مع أمنيات متكررة بتمديد أيام المعرض وحتى إقامته مرتين في السنة!!وفي مناطق مختلفة من المملكة وذلك في ظل الإقبال الشديد على المعرض!! دار جدل ولا يزال حول معرض الكتاب ما بين مؤيد ومعارض!!وما بين من يصفه بأنه منارة إشعاع وبين من يصفه بأنه مجال لإفساد العقول والأفكار!! أفكر كثيراً لماذا الخوف من الكلمة ولماذا الخوف من الكتاب!! لا سيما عندما لا يأتي الكتاب وفق مواصفات معينة في ذهن الشخص!! هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الكتاب أصبح متاحاً بطريقة أخرى غير نسخته الورقية نحتاج لنعرف اتجاهات أفراد المجتمع نحو القراءة وما هي تفضيلات الأفراد فيما يقرؤون! ربما نحتاج أكثر ونحن في هذه المرحلة ما الذي يحتاجه أفراد المجتمع؟؟ هل هم بحاجة لانفتاح أكثر؟ أم إعادة التمحيص ومزيد من قراءة كتب التراث!! كما ينادي البعض!! ومن يحدد معايير الانفتاح ومعايير الانغلاق؟! وحتى معايير اختيار الكتاب الذي تختلف معاييره وتتجدد من جيل لآخر الغريب أنه بمجرد أن تقصد دور نشر معينة أو أن تحدد قائمة بالكتب !! قد يصنف الفرد بأنه ليبرالي أو محافظ إلخ من هذه التصنيفات غير المنطقية والمجحفة!! يبدو الجدل الدائر حول معرض الكتاب أو أي فعالية ثقافية ينبع من مصدر واحد وهو نوع من الوصاية أو الرغبة في قسر الناس ودفعهم باتجاه بنية فكرية معينة واختيارات محدودة!! هل لا زلنا يا ترى نعتقد أن الأفراد غير ناضجين !!! وأنهم لم يصلوا للمرحلة التي يتخذوا فيها خياراتهم بأنفسهم!! هل إيماننا أو هوياتنا هشة للدرجة التي قد يؤثر ويعصف بها مؤلف ما أو كتاب ما!!. وهل تجمّع الأسر فى معرض الكتاب يختلف عن تجمّعهم فى الأسواق وأماكن الترفيه؟. نحن بحاجة لمناقشة هذه الأسئلة وبحث إجاباتها ليس فقط لدى المختصين وإنما قبل ذلك لدى الفرد العادي الذي تدور الخلافات باسمه ومن أجل حمايته!!. يظل الكتاب هو الكتاب مصدر العلم وإشعاعاً للنور والمعرفة وهو كما نقول خير جليس فى الزمان. وتظل القراءة سمة الإنسان الواعى العاقل وإن اصطحب رب الأسرة زوجته وأولاده لمعرض الكتاب فذلك ليس إثم يحاسب عليه بل درجة تمنح له أنه يا سادة لا يختلف عن اصطحابه لهم لمطعم أو حديقة أو لزيارة الطبيب إذن لماذا هذا الخوف والدولة رعاها الله قامت بدراسة ومعرفة ما يسمح له بالعرض مما لا يسمح له؟. دعونا نحتفل بالعلم وبالكتاب وبقراءته ولو لمرة فى العام ولا تنسوا اننا أمة اقرأ! ودمتم بسلام وكل معرض كتاب وأنتم بخير.