أكد صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية أنه مع مرور الأيام تتأكد وتترسخ حقيقة الدين الحنيف الذي نقل الإنسان إلى إنسانيته وتتأكد محاسن ما وفق الله إليه هذه البلاد من الحكم بكتاب الله وسنة في وقت تاهت فيه المسارات عن هذا النهج القويم. وقال الأمير جلوي بن عبدالعزيز خلال تدشينه اللقاء السنوي الحادي عشر للجهات الخيرية بالمنطقة الشرقية" أمس بفندق شيرتون الدمام، بعنوان: "أفضل ممارسات العمل المؤسسي في الجهات الخيرية" وتحت شعار: "صناعة النجاح" إذا كانت الأعمال الخيرية والتطوعية قد أضحت سلوكاً إنسانياً عالمياً فإن أسبقية حرص الدين الحنيف على هذه الأعمال تظل علامة فارقة لهذه الرسالة التي جعلت المؤمنين إخوة متحابين، فهذبت النفوس واستثارت الخير في أعماق الفطر السليمة، مضيفا انه تجسيداً لهذه المعاني السامية فقد ظل العمل الخيري سنةً سار عليها ولاة الأمر منذ عهد الملك المؤسس وأبنائه الملوك من بعده إلى عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والذين يضربون كل يوم القدوة والمثل في هذه الميادين، حتى غدت المملكة بحق هي مملكة الإنسانية فيما تقدمه للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض المباركة جميعاً. وقال مخاطبا المشاركين في اللقاء" إن اجتماعكم اليوم هو دليل حرصكم على الارتقاء بآليات العمل الخيري واستكشاف آفاق جديدة لتطويره وتحسين خدماته وصولاً إلى مستويات أعلى وأفضل من البرامج والمشاريع التي تقدمها الجهات التي تمثلونها، والأمل معقود على هذه الصفوة من العاملين والباحثين في إحداث نقلة نوعية بهذا العمل نحو التنمية الاجتماعية للأسر المحتاجة بدلاً من انتظار تلقي المعونات والمساعدات. من جانبه قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ضيف اللقاء إن المملكة تعتبر أكبر مؤسسة خيرية بالعالم منذ اكثرمن 300 عام وهي داعمة ومساندة للأعمال الخيرية والإنسانية والتطوعية، مضيفا بأن المملكة تستند في مرجعيتها إلى كتاب الله وسنة نبيه وتحث على التعاون والتآلف على الحق وتنصر المظلوم على الظالم وليس كما يحدث في بعض الدول من اهانات وقتل لشعوبها. جانب من حفل افتتاح ملتقى الجمعيات الخيرية وتطرق الأمير سلطان في كلمته إلى جمعية الأطفال المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدا أن الجمعية منذ بدايات تأسيسها على التمسك بعدد من الثوابت تطلعا إلى أداء راق وبلوغ الأهداف النبيلة التي قامت من اجلها ومن هذه الثوابت العمل بروح الفريق الواحد وتكامل الأدوار، ترسيخ نهج الشراكة مع القطاعات المعنية، تحديد المسؤوليات والصلاحيات وتجنب تداخلها، التمسك بمبدأ الشورى والحرص على أن تكون للجمعية العمومية كلمتها في اختيار من يتولون المسؤولية ووضع خطط وبرامج محددة لكل مرحلة مع التزام المرونة والتجديد، بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين وتلمس الوسائل التي تعين على نقل الخبرات ومن بينها الندوات والمؤتمرات والملتقيات العلمية، كما تطرق إلى استراتيجيات الجمعية المستقبلية والمبادرات. وحث الأمير سلطان الجميع على تغيير النظرة للمعاقين الذين فضل أن يطلق عليهم كلمة ذوي احتياجات خاصة بدلا من كلمة معاق ويجب دمجهم ومخالطتهم بالمجتمع كونهم أسوياء ومنتجين. من جهته قال الدكتور عبدالله القاضي امين جمعية البر بالمنطقة الشرقية ان انعقاد اللقاء للعام الحادي عشر على التوالي ثبات مسيرة العمل الخيري في المملكة ودوره الهام في التنمية الاجتماعية لكافة فئات المستفيدين من خدمات مؤسساته وجهاته، كما يؤكد أن هذا العمل يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف التي نسعى إليها جميعاً. واوضح ان اللقاء حرص بدءاً من هذه الدورة على حضور العنصر النسائي تقديراً لدور المرأة السعودية ومساهماتها في كافة مجالات التنمية الوطنية الشاملة، كما حرص أيضاً على مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة ذكوراً وإناثاً بحضور فعالياته لأول مرة، ولتسهيل ذلك تم توفير مترجم للغة الإشارة؛ ليس ذلك فحسب بل يمثل من جرى تمكينهم من عضوية اللجان التنفيذية المنظمة حوالي 17 في المئة من أعضاء هذه اللجان وذلك لتدريب هذه الفئة على ممارسة هذه الأعمال. كما قال الدكتور عبدالعزيز الهدلق وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية في كلمة ألقاها نيابة عن وزير الشؤون الاجتماعية إن للعمل الخيري فضل وأهمية كبرى في تماسك الافراد والمجتمعات، كما لا يخفى على الجميع الدعم الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين للعمل الخيري في كافة مجالاته ودعم الجمعيات الخيرية ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية حتى انتشرت في كافة مناطق المملكة والمحافظات والمراكز، ووصل عدد الجمعيات 618 جمعية خيرية و 89 مؤسسة خيرية خاصة منها ما تختص بتقديم المساعدات واعمال البر ومنها ما يتعلق بالمجال الصحي، كما ان هناك جمعيات تعنى بالتدريب والتأهيل وجمعيات لخدمة الايتام وأخرى تعني بالمعوقين. وبين الهدلق أن مجموع الدعم الذي تقدمه الوزارة للجمعيات 450 مليون ريال وكذلك يتم دعم الجمعيات بإعانات طارئة وإعانات عينية وإنشائية لمساعدتها في تحقيق أهدافها الخيرية التي أنشئت من أجلها، مشيرا إلى أن الجمعيات تركز على تحويل المستفيدين من خدماتها من متلقين للإعانات إلى منتجين فاعلين في المجتمع من خلال برامج التدريب والتأهيل التي تنفذها هذه الجمعيات لرفع مستواهم المعيشي وصولا للاكتفاء الذاتي. جانب من الحضور