كنا فيما مضى مؤطرين (أي مقيدين بإطار فكري واحد) وقيم مماثلة كنا نستمد معلوماتنا من مصادر ذات اتجاه وفكر متوافق مع الأفكار السائدة في المجتمع لكن في بداية العشرينات بدأت نهضة الثورة المعلوماتية الهائلة وازدادت مصادر المعلومات وانشئت شبكات مواقع التواصل الاجتماعي أصبحنا أمام تيار فكري مختلف كأننا خرجنا من ذلك الإطار وأصبحنا أمام تيار جارف صدرت لنا كثير من الأفكار والقيم التي لازلنا إلى اليوم في صراع هل هي صائبة وعلينا قبولها أم هي خاطئة وعلينا رفضها؟ وفي ذلك انقسمنا أصبحنا نواجه في وقتنا الحالي الكثير من الأفكار الضاغطة التي أصبح علينا من الصعب التعامل معها لرفض البعض لها وتقبلنا لها أو العكس وخاصة عند شريحة الشباب الذين يمثلون أغلبية المجتمع إذ تشير مصادر محلية موثوقه إلى أن نسبة الشباب في المجتمع تبلغ أكثر من 65% فأصبح هؤلاء الشباب الذين يمثلون شريحة كبيرة في صراع بين إعجابهم بمحتوى الفكرة ورفض بعض شرائح المجتمع لها دون اقتناع الشباب بخطئها. في السابق كان المربي يتمثل في الأب والام والمدرسة أما في وقتنا الحالي هناك شركاء أكثر تأثيرا وإقناعا وجاذبية في عملية التربية وأهمها الإعلام الذي أصبح من الصعب السيطرة على ما يوجهه من أفكار وهدم للقيم الموجودة لدى الفرد مسبقا وليس هو فقط المسئول، التكنولوجيا الحديثة تلعب دورا هاما في عملية التربية وأيضا في عملية زرع الأفكار لدى الشاب وإتلاف ماكان موجود مسبقا فأصبح الكثير من المربين يعاني من الحرية الجامحة التي يمارسها كثير من الشباب التي يعتبرها البعض هدما للقيم الموجودة ويبدؤون باللوم والسخط على أبناء هذا الجيل متناسين المصادر المسببة لما نعاني منه وأول هذه المصادر الدور الأبوي المغيب عند الكثيرين فانطفأت عملية تصحيح الأفكار الصادرة عند الشباب فاختلط عند كثير من الشباب الخاطئ بالصحيح والسبب عدم تكثيف التوجيه الأسري فأغلب المربين يستخدمون طرقا مشابهة لما استخدمها آباؤهم في تربيتهم واقتناعهم بأنها الطرق المثلى ويغيب عن هؤلاء المربين أن هنالك اختلافا كبيرا في أسلوب الحياة والثقافة ودخول ثورة الاتصالات في حياتنا فجيل اليوم يتعرض لصراعات وضغوطات لم يتعرض لها جيل الأمس .إن التوجيه يبدأ من الأسره إذ يمثل الأب الرمز عند كل طفل واقصد بالتوجيه هنا التوجيه المشابه للتوجيه الممارس في الإعلام ذلك التوجيه المقنع الجذاب وليس التوجيه الذي يمارسه بعض المربين وهو التوجيه المنفر الغاضب وأيضا من المصادر المسببة للمعانات عدم الوعي بالصراع الذي يعاني منه الشباب وكذلك لاننسى أسلوب الحياة التي يعيشها أغلب أبناء المنطقة النفطية من رفاهية زائدة في اغلب الأسر أصبح الأبناء لا يمارسون أدوارهم ولا يعاملون كأشخاص مسؤولين فأصبح الأبناء لا يشعرون بالمسؤولية كل فرد في الأسرة له أسلوب حياة مختلف عن الآخر ،ازداد التواصل الاجتماعي التكنولوجي ونقص التواصل الاجتماعي الأسري داخل الأسرة الواحدة والنتيجة يخرج لنا أفراد لا يشعرون بالمسؤولية ويتحولون فيما بعد إلى شخصيات أنانية مستنكرة لأدوارها الأساسية الواجبة عليها والسبب عدم اعتيادها على تلك الأدوار مع استنكار المربين لعدم ممارسة الأبناء لتلك الأدوار وكأنها تحدث بطريقة فطرية والأهم من ذلك أنهم لايستطيعون التفريق بين الحرية المسموحة والحرية الممنوعة أتساءل هل المسؤول عن رفع سقف الحرية لدى أبنائنا الثورة المعلوماتية الهائلة أم نحن كمربين تخلينا عن أدوارنا؟؟ * طالبة ماجستير علم نفس ارشادي - جامعة الامام محمد بن سعود