صعّدت دولة الاحتلال الإسرائيلية عدوانها العسكري على قطاع غزة المحاصر، حيث سقط خمسة شهداء فلسطينيين وأصيب ثمانية آخرون معظمهم من الصبية، في قصف إسرائيلي استهدف محيط محطة الخزندار شمال قطاع غزة، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا العدوان منذ الجمعة إلى 23 شهيداً و76 جريحاً. ومن بين الشهداء الثلاثة الطفل نايف شعبان قرموط (17 عاماً). وهناك طفلان من بين الجرحى في حالٍ حرجة. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة أدهم أبو سلمية أن جميع الأطفال أصيبوا بحروق في أنحاء أجسامهم، وتم نقلهم فورًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، مشيرًا إلى أن اثنين منهما يرقدان في العناية المكثفة. كما استهدفت طائرات الاحتلال دراجة نارية في منطقة القرارة بخانيونس جنوب القطاع، أسفرت عن استشهاد ناشطين من سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي وإصابة آخرين. وذكرت المصادر الطبية أن الشهيدين هما رأفت أبو عيد (24 عاماً)، وحمادة سلمان أبو مطلق (24 عاماً). وخلال ساعات ليل الأحد/الإثنين أصيب 35 مواطنا غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال في أربع غارات نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على أهداف مختلفة القطاع المحاصر. وأفاد الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية أن الاحتلال قصف منزلين شمال القطاع، ما أدى إلى إصابة 33 مواطناً معظمهم من النساء والأطفال، حيث نقلوا جميعاً إلى المشافي ووصفت إصاباتهم ما بين طفيفة إلى متوسطة باستثناء مصاب واحد وصفت جراحه بالحرجة. واستنكر أبو سلمية استهداف الاحتلال لمنازل المدنيين من خلال القصف الذي أوقع عشرات الإصابات في شمال القطاع، والذي أدى أيضا إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة بمركز الإسعاف والطوارئ المجاور لعائلة حماد شمال القطاع والذي دمره الاحتلال خلال حربه على غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال حاول اغتيال قيادي في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي في شمال القطاع لكنه نجا من الموت. وأصيبت فتاة تبلغ من العمر (17 عاماً) وشاب في غارة ثانية استهدفت منزلاً قرب مسجد طارق بن زياد بمنطقة الشجاعية شرق مدينة غزة. كما نفذ الطيران الاسرائيلي غارة سادسة على حي الشجاعية، استهدفت موقعا خلف مصنع العصير دون اصابات، وغارة سابعة استهدفت موقعا في خانيونس دون ان يعلن عن اصابات. في غضون ذلك أكدت سرايا القدس أنه لا تهدئة في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة. ورفضت السرايا خلال مؤتمر صحافي بمدينة غزة، قبول تهدئة تكون وفق شروط الاحتلال، قائلة إنها لن تقبل بتهدئة إلا بشروط المقاومة الفلسطينية. وأعلنت السرايا مسؤوليتها عن إطلاق 180 صاروخاً وقذيفة اتجاه المستعمرات اليهودية، داعية المجاهدين للاستمرار في دك المغتصبات. وحذرت سكان المستعمرات الاستجابة للاحتلال وقادته ودعتهم الى البقاء في الملاجئ. كما أكدت كتائب الشهيد عزالدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، على حق الفصائل الفلسطينية في الرد على عدوان الاحتلال ضد قطاع غزة. وقال "أبو عبيدة" الناطق باسم الكتائب في تصريحات إذاعية "إن العدوان ليس غريباً على قادة الكيان، الذي يحاول استغلال بعض الثغرات لتحقيق أهدافه، وفرض معادلات جديدة في المنطقة". وأضاف "من الطبيعي أن يواجه العدوان بالمقاومة، والفصائل لديها اتصالات مفتوحة وتنسيق كامل تستطيع من خلاله تحديد موقفها إزاء فرض تهدئة أم لا". واستدرك قائلاً "التهدئة لا يمكن تطبيقها إلا بالتوافق، ولا يوجد تهدئة مجانية ولا من جانب واحد ولا على حساب دماء شعبنا". بيد أن أبو عبيدة أشار إلى عدم وجود غرفة عمليات مشتركة بين الفصائل، يتم خلالها توحيد الجهود في وجه العدوان الإسرائيلي، مرجعاً ذلك إلى التعددية السياسية والفصائلية على الساحة الفلسطينية. وحمّلت حركة "حماس"، دولة الاحتلال مسؤولية تداعيات جرائمها في قطاع غزة، مشددة على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن نفسه. من جانبه أكد رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارة لجنوبفلسطينالمحتلة "أمرت بضرب جميع من يخططون لشن هجمات علينا. سبق أن وجه الجيش الإسرائيلي ضربات قاسية للمنظمات الإرهابية". - على حد تعبيره - ونقلت الإذاعة العامة عن نتانياهو تأكيده إثر لقائه ثلاثين رئيس بلدية في جنوب إسرائيل أن "العمليات في غزة ستتواصل ما دام ذلك ضروريا".