في تصعيد إسرائيلي هو الأخطر منذ التوصل إلى اتفاق التهدئة الأخير بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني برعاية مصرية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، استمرت الغارات الإسرائيلية أمس على قطاع غزة وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الى 14 شهيداً، فيما أصيب ستة عشر آخرون إصابة ثلاثة منهم حرجة. ومن بين الشهداء "أبو إبراهيم" القيسي الأمين العام للجان المقاومة الشعبية وستة مقاومين من سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي. وقد شارك عشرات آلاف الفلسطينيين أمس، في مسيرات تشييع الشهداء وسط أجواء من الغضب العارم . وكانت أكبر مسيرات التشييع في رفح جنوب قطاع غزة، حيث حمل جثمان أمين عام لجان المقاومة الشعبية باتجاه المقبرة الشرقية وسط هتافات تنادي بتصعيد المقاومة والرد على الهجمات الإسرائيلية. وفي آخر التطورات على الصعيد الميداني بقطاع غزة، استشهد مواطنان اثنان فجر السبت في قصف مدفعي اسرائيلي على شارع حطيبة بلدة بيت لاهيا شمال القطاع؛ فيما استشهد المقاوم من سرايا القدس أحمد حجاج متأثرا بجراح أصيب بها في غارة إسرائيلية بوقت سابق. وقال الناطق الرسمي باسم الاسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية ان طواقم الاسعاف نقلت شهيدين الى المستشفيات جراء قصف إسرائيلي على بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، موضحاً بأن الشهيدين هما محمود نجم، ومحمد المغاري. واستشهد مقاومان من سرايا القدس وأصيب ثالث بجراح خطرة جداً في غارة إسرائيلية استهدفتهم أثناء سيرهم بالقرب من المجلس التشريعي الفلسطيني غرب مدينة غزة. وقد أعلنت سرايا القدس ان الشهيدين ينتميان لها وهما فائق سعد وهو قائد ميداني في السرايا ومعتصم حجاج وهما من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة. قريبات الشيخ زهير القيسي يبكينه خلال تشييع جثمانه في رفح أمس. (رويترز) كما شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة غارات استهدفت موقع بدر التابع لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" غرب مدينة غزة وموقع لجان المقاومة الشعبية غرب مدينة رفح دون ان يبلغ عن اصابات. كذلك قصفت طائرات الاحتلال أرضاً خالية بالقرب من المدرسة الأميركية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة دون أن يبلغ عن اصابات. ونجت مجموعة من المواطنين من قصف إسرائيلي استهدفهم شرق البريج وسط قطاع غزة، وذكر شهود أن قوات الاحتلال قصفت المواطنين شرق البريج بصاروخ أرض -أرض، دون أن يصاب أحد. واستهدفت طائرات الاحتلال منزلا في شارع اليرموك وسط مدينة غزة ما ادى الى وقوع اربع اصابات وتضرر عدد من منازل المواطنين، وأعلنت مصادر طبية ان اربع اصابات بينهم طفل وصلوا الى مجمع الشفاء الطبي. وسقط خلال الليل شهيدان في قصف على حي التفاح شرق مدينة غزة ليرتفع عدد الشهداء الى ستة. وأعلنت سرايا القدس ان الشهداء هم عبيد فضل الغرابلي (24 عاما) ومحمد خالد حرارة (23 عاما)، وحازم عوض قريقع في العشرينات من العمر وشادي السيقلي. وأكدت السرايا في بيان أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وستكون لعنةً تطارد المحتل في كل مكان، وجددت تمسكها بخيار الجهاد والمقاومة حتى تحرير كامل تراب فلسطين من بحرها الى نهرها. كما قصفت طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في منطقة مسجد الجولاني بحي التفاح شرق مدينة غزة، وقال شهود عيان ان مواطنين اثنين أصيبا بجراح جراء القصف وتم نقلهما الى مشفى الشفاء. وكانت طائرات الاحتلال استهدفت عصر الجمعة الماضي سيارة في حي تل الهوى بمدينة غزة، حيث استشهد كل من زهير القيسي "ابو ابراهيم" القائد العام للجان المقاومة الشعبية والاسير المحرر محمود احمد حنني من نابلس والمبعد الى غزة منذ 5 سنوات. من جانبه، أكد "أبو احمد" الناطق باسم "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن التهدئة مع الاحتلال ماتت مع أول صاروخ أطلق على قطاع غزة. في السياق ذاته، أكد داود شهاب المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن حركته سترد على تصعيد الاحتلال المتواصل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، منوهاً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي غير معني بالهدوء في المنطقة، وان الاحتلال يستهدف الكل الفلسطيني. وانتقد اسماعيل الأشقر القيادي الحمساوي "صمت" السلطة الفلسطينية إزاء العدوان الإسرائيلي المتصاعد . وناشد مصر سرعة مد القطاع بالوقود ومساعدة أهل القطاع في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية. على الجانب الآخر، أعلنت إذاعة العدو أن ثمانية إسرائيليين أصيبوا بجروح أحدهم جراحه خطرة، جراء سقوط عشرات القذائف على النقب الغربي أطلقها مقاومون فلسطينيون من قطاع غزة. وأفادت الإذاعة نقلاً عن المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال، أن المنطقة المحيطة بقطاع غزة كانت عرضة لرشقات من القذائف الصاروخية كما سقطت في نفس المنطقة قذائف هاون، كما تعرضت كل من مدينتي إسدود وبئر السبع لسقوط صواريخ من طراز "غراد".