تفتقر أحياؤنا السكنية لكثير من مقومات الحي المثالي الآمن، فهي فقيرةٌ من ناحية جودة التصميم والتخطيط وفقيرةٌ في توفير الجوانب الأمنية والترفيهية وفقيرةٌ أيضاً في تقوية الجوانب الاجتماعية بين قاطنيها، وعلاوةً على ذلك نجد أن صيانتها ضعيفة فمظاهر رمي المخلفات منتشرة في الأراضي البيضاء منها، والحفريات سمة بارزة لطرقها وممراتها، والأدهى والأمر من ذلك اختراق العمالة لخصوصية الأحياء السكنية والسكنى بها. ما يثير الاستغراب هو تكرار هذه الصورة النمطية في عدد كبير من الأحياء السكنية، وهنا يأتي السؤال هل نحن أمام أزمة ثقافة مجتمعية؟ أم نحن نعاني خللاً تنظيمياً من الجهات المعنية؟ إن جودة بيئة الأحياء السكنية تعد مؤشراً على مستوى جودة الحياة، وتتحقق البيئة الجيدة من خلال توافق التشكيل العمراني للحي مع خصائصه البيئية والمناخية، واستجابته لاحتياجات السكان الاجتماعية، التي تنتج علاقات إنسانية إيجابية بين سكان الحي، وكذلك بينهم وبين محيطهم العمراني والبيئي، مع توافر الخدمات والمرافق العامة التي تفي باحتياجات الساكنين. ومن الجدير بالجهات المعنية بتطوير الأحياء السكنية مناقشة العوامل المساهمة في تحسين الأحياء السكنية لجعلها أكثرَ حيوية مع تطوير الاعتبارات والمعايير التصميمية للأحياء السكنية، والعمل على تطوير الأحياء القائمة لتتجاوز معالم الفقر التصميمي والخدمي فيها، وتحويلها لأحياء مثالية عمرانياً واجتماعياً وأمنياً. * متخصص في التخطيط العمراني