دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس قادة العالم الحر والمجتمع الدولي الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في الشام من قتل واغتصاب وتجويع وترويع وانتهاك للحرمات، وعدم الانصياع لسماسرة العقود والصفقات ممن لم تحرك ضمائرهم مشاهد القتل والتمثيل والتعذيب ورائحة الدماء التي تخرج من أروقة الموت، مشيدا بمواقف المملكة المشرفة تجاه قضايا الأمة، ودعا فضيلته طويلا للشعب السوري" اللهم احفظ أهلنا في الشام من الفتن والشرور، اللهم احقن دماءهم وصن أعراضهم، واحفظ أموالهم وادفع عنهم مكر الماكرين، اللهم اشف مرضاهم وتقبل موتاهم، اللهم عليك بالطغاة المجرمين الذين قتلوا الأبرياء وعذبوا الشيوخ والنساء والأطفال، اهزمهم يا قوي زلزلهم يا قادر أنزل عليهم عذابك ورجزك يا سميع الدعاء، اللهم نجي إخواننا المستضعفين في الشام عاجلا غير آجل .." وقال فضيلته: في أوضح صور المكاشفة والمجاهرة، أصبحت قضايا أمتنا بين المؤامرة والمتاجرة وأهل السمسرة، ممن لا يصغون لمسمع أهل الإسلام إلا بمسمع أصم، والذين يروجون أسلحة القتل والدمار، ويتاجرون بدم الأبرياء ويتلاعبون بمصير الشعوب لا لشيء يعنيهم سوى العقود والصفقات، أما مشاهد القتل والتمثيل والتشويه والتعذيب ورائحة الدم التي تخرج من أروقة الموت فلا تحرك مشاعرهم، وضمائرهم، وصرخات الأبرياء وصيحات النساء وشلالات الدماء وقطع الاشلاء لا ترقى لصفقة عقد واحدة، حتى صار الظالم يشايع الظالم ويوافق رأي المستبد، ولم يعد لحكومات تقود المحافل الحية ضمير حي يرسي السلام وينزع فتيل الحروب، وها هي بلاد تعاني من ويلات الحروب من عشرات السنين وأخرى تعاني فتنة الانقسامات عقودا من الدهر فماذا قدمت تلك الدول التي تقود العالم لها، ماذا قدمت، ولو كانت لها إرادة صادقة لما أعوز أمرها شيء، فهي تترك فتيل الحروب تشتعل في البلاد متى كانت مصالحها تقتضي ذلك وتخمدها متى أرادت ذلك، وتطلق زعماء ورؤساء يسوسون شعوبهم بالظلم والجور والتخويف والنار والحصار والبطش والقتل مادام هذا الزعيم يرعى مصالحها، ويقتل آلاف البشر ضحايا للسلطة، والصراعات تتضاعف والسلم يتضاءل لأن قيم الحق والعدل والإنصاف لم تحكم العالم حتى اليوم، فالعالم لم يعجز إلا لأن من يقوده يريد ألا تنتهي تلك الحروب. وأضاف: نناشد الدول المحبة للسلام أن ترحم الشعوب من ويلات الحروب، وإلا سيأتي يوم يصطلي بالنار من أشعلها ويقع بالألغام من زرعها، سنة ماضية وحقيقة ماضية والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على مصابك يا شام لمحزونون،"عظم البلاء ولا مغيث لشامنا ربي أنت المرتجى لبلائنا، كل جرح سوف يبرا فامتطي يا شام صبرا، أهلنا بالشام صبرا إن بعد الصبر نصرا". وقال فضيلته: أيها الطغاة الظلمة، بحيفكم تورطتم ولحتفكم تأبطتم، وبدماء الأبرياء تلطختم، يا قاتل لا مهرب ولا مناص ستقاد إلى ساحة القصاص، يا غادر ستغادر، فصولتك آفلة، وجولتك خاسرة، " أذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير"، ونصر الله قريب وآمال الظالم تخيب، "ولينصرن الله من نصره".