استقبل وزير الخارجية المصري محمد عمرو أمس كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الذي يزور مصر حاليا للاستماع إلى وجهة نظرها إزاء الأزمة السورية، وذلك قبل توجهه إلى دمشق للقاء القيادة السورية. وقال الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ان الوزير عمرو عرض خلال المقابلة رؤية مصر القائمة على ضرورة الحفاظ بكل السبل الممكنة على وحدة سورية الإقليمية وحل الأزمة السورية سلميا من خلال المبادرة العربية لتفادي التدخل العسكري أو تدويل الأزمة. كما حذر وزير الخارجية من أن طبيعة سورية الجغرافية والبشرية ستلحق ضرراً هائلاً بالمنطقة إذا ما تحول الوضع إلى حرب أهلية مسلحة، مؤكدا أن انفجار الموقف في سورية -لا قدر الله- لن يكون داخليا ولن تقتصر آثاره على سورية فقط وإنما ستمتد إلى المنطقة بأسرها. وقد عقب عنان باتفاقه مع تقييم مصر للموقف ، موضحا أنه حرص على أن تكون القاهرة أولى محطاته لقراءة الوضع قبل التوجه إلى دمشق، مشيراً إلى أن نجاح مهمته مرهون بمقدار التجاوب الذى ستبديه جميع الأطراف المعنية وكذلك بالدعم الدولي لجهود حل الأزمة سلمياً. وقال انه أجرى اتصالات هاتفية مع العديد من الأطراف الدولية في هذا الشأن. كما أشار إلى أنه سيحرص خلال زيارته المرتقبة لدمشق غداً على الاستماع إلى جميع القوى الموجودة على الأرض بما يعينه على تكوين صورة متكاملة حول أسلوب التعامل مع الأزمة. وقال عنان إنه سيحث الحكومة والمعارضة على وقف العنف والسعي إلى تسوية سياسية بعد عام من الصراع وذلك خلال أولى رحلاته إلى دمشق السبت. المبعوث الأممي- العربي: مهمتنا وقف العنف والقتل وإيصال المساعدات والبدء في عملية سياسية تحقق طموحات الشعب السوري وأضاف "بينما أتوجه إلى سورية سأبذل كل ما في وسعي للحث على والمطالبة بوقف القتال وإنهاء القتل والعنف. الشعب السوري يستحق أفضل من ذلك. هذا شعب شجاع تاريخه يعود لقديم الأزل وهو في مرمى النار." ومضى يقول "لكن بالطبع فإن الحل في النهاية هو التسوية السياسية. سنحث الحكومة وقطاعا كبيرا من المعارضة السورية على التعاون للعمل معنا من اجل التوصل إلى حل يحترم تطلعات الشعب السوري." وأجرى عنان أمس محادثات مع نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية. وحذر في مؤتمر صحافي مشترك معه من أن "حسابات خاطئة" بشأن الوضع في سورية قد يكون لها آثار على المنطقة بأسرها. وقال "لا يجب ان ننسى الآثار المحتملة لسورية على المنطقة في حال أي حسابات خاطئة". وحذر من ان "مزيدا من التسلح في سورية يزيد الوضع سوءا". ودعا عنان المعارضة السورية الى التعاون معه من أجل حل سياسي للازمة. وقال ان على "المعارضة السورية ان تأتي (بجميع اطيافها) لتعمل معنا من اجل البحث عن حل يحقق طموحات الشعب السوري". وقال الدكتور العربي "انني قدمت لعنان ايجازا وشرحا بشأن الاتصالات والتحركات التي قمت بها مؤخرا مع كافة الاطراف الدولية والاقليمية بشأن الازمة في سورية"، مشيرا الى أن عنان سيتوجه غدا السبت الى سورية وستكون مهمته في غاية الاهمية.. ونأمل أن يتوقف القتال وأن يتم تقديم المساعدات الانسانية والطبية للمتضررين والبدء فى عملية سياسية تلبي طموحات الشعب السوري. من جانبه قال عنان انه قد يصيب الاعلاميين والصحافيين بخيبة أمل لانه لايملك الكثير الان الذي يقوله حول الازمة السورية، معتبرا أن المرحلة "تتطلب منا أن نستمع أكثر مما نقول" . واضاف انه يملك الدعم الكامل من المجتمع الدولي في اجراء مشاورات مع مجلس الامن والاطراف الدولية لتنفيذ المهمة خاصة وأنه يجب أن تكون هناك مهمة وساطة موحدة وواحدة بشأن سورية ويجب على الكل أن يعمل لمصلحة الشعب السوري. وأكد "ان قيادتي للمهمة تقوم على ضرورة وقف العنف والقتل وايصال المساعدات والبدء في عملية سياسية تسعى لضمان كافة الحلول التي تحقق طموحات الشعب السوري."