أقرت منظمة اليونيسكو أمس مشروع قرار تبنته مجموعة من الدول العربية وعلى رأسها المملكة ومجموعة من الدول الأوروبية، يدين بشدة انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، واستمرار عدوان نظام الأسد على أبناء شعبه، وحظي القرار بموافقة 35 دولة، ومعارضة 8 منها روسيا والصين وسورية نفسها، وامتناع 15 دولة عن التصويت منها الجزائر البلد العربي الوحيد. ويطلب القرار من مدير عام المنظمة الدولية إيفاد بعثة للأراضي السورية لتقييم الأوضاع والإفادة حول واقع حقوق الإنسان والصحفيين والتأكد من حق التعليم للأطفال وفحص الآثار من الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية. إلى ذلك، يصل موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان غدا إلى دمشق في أول زيارة له في إطار مهمته التي استبقها بالتحذير من ازدياد الوضع سوءا على المنطقة بأسرها، في حال جرى مزيد من التسلح، آملا ألا يفكر أحد بجدية في استخدام القوة في هذا الوضع. ودفعت تطورات المشهد السوري والجرائم التي يرتكبها النظام ضد المحتجين، معاون وزير النفط والثروة المعدنية، عبده حسام الدين، إلى الالتحاق بالثورة، ليصبح أرفع مسؤول مدني حتى الآن يتخلى عن النظام. وفيما تمسكت روسيا بدعم النظام السوري، واصلت القوات السورية إرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب. ------------------------------------------------------------------------ حذر موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان من أن "مزيدا من التسلح في سورية يزيد الوضع سوءا"، معتبرا أنه إذا حصلت "حسابات خاطئة" بشأن الأزمة السورية فقد تكون لها تداعيات على المنطقة بأسرها. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة أمس "ينبغي علينا أن نحذر من أن نستخدم دواء أسوأ من الداء ذاته. آمل ألا يفكر أحد بجدية في استخدام القوة في هذا الوضع ولا نحتاج للذهاب بعيدا في المنطقة لنجد مثالا لما أتحدث عنه". كما حذر عنان، من إجراء "حسابات خاطئة" بشأن الوضع في سورية الأمر الذي يهدد بتداعيات على المنطقة بأسرها. وقال "لا يجب أن ننسى الآثار المحتملة لسورية على المنطقة في حالة كانت هناك أي حسابات خاطئة". وذكر عنان أن "الشعب السوري يحتاج لمساعدة. إنه في وضع مزر ويتعين علينا أن ندفع جاهدين ونواصل الجهود الدبلوماسية التي تعمل بشكل جماعي على وقف هذا القتل". وأضاف "يتعين علينا كذلك أن نكون واقعيين تماما عندما نطرح مقترحات على الطاولة لنفهم أنه يمكن تنفيذها وستحقق النتائج الصحيحة. وإلا فإننا نتعلق بآمال كاذبة أو نخلق مزيدا من المشاكل". وكان عنان قد دعا بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو المعارضة السورية إلى التعاون من أجل التوصل إلى حل يحقق طموحات الشعب السوري. وقبل 48 ساعة من أول زيارة له إلى دمشق منذ تعيينه موفدا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الشهر الماضي، قال عنان "سنبذل قصارى جهدنا من أجل التعجيل بوقف الأعمال العدائية ووقف القتل والعنف". وتابع "ولكن بالطبع الحل النهائي يكمن في التسوية السياسية". ومن جانبه، قال العربي إنه أطلع عنان على الخطوات كافة التي قامت بها الجامعة العربية لحل الأزمة السورية ومهمة بعثة المراقبين. وأضاف "سيتوجه عنان لسورية لبدء مهمته التي تستند لوقف القتال وإدخال المساعدات والبدء الفوري للحل السياسي". وأبدى أمله في نجاح عنان في مهمته مجددا رفضه تكرار السيناريو الليبي. وشدد على أن الجامعة تريد حلا عن طريق الاتصالات مع الحكومة والمعارضة. وفي سياق متصل قال الرئيس التركي عبد الله جول إن بلاده تعارض تدخل أي قوة من خارج المنطقة في سورية، ونبه إلى أن النظام لا يستطيع أن يستمر من خلال استخدام العنف ضد شعبه. كما ذكر الرئيس التونسي منصف المرزوقي في مؤتمر صحفي مشترك مع جول في القصر الرئاسي التونسي إن بلاده تعارض أيضا أي تدخل غير عربي في سورية وترغب في المشاركة في أي قوة حفظ سلام عربية ترسل إلى هناك. وأضاف جول "تعارض تركيا تدخل أي قوة من خارج المنطقة. هذا التدخل سيكون عرضة للاستغلال". كما أكد جول ضمنا حضور فرنسا الاجتماع المقبل في إسطنبول "لأصدقاء سورية" على الرغم من التوتر الدبلوماسي بين باريس وأنقرة بشأن مسألة إبادة الأرمن. وقال "يجب التمييز بين العلاقات الثنائية ومؤتمر دولي".