هناك كثير من الموظفين يأملون في تحسين مراتبهم الوظيفية، من خلال الحصول على الترقية في العمل، أو بعض العلاوات، إلاّ أن ما يقتل آمالهم، أن ذلك لن يتحقق إلاّ من خلال الانتقال إلى مدينة أخرى!، ليرفض هذا الأمر؛ بحجة أنه غير مستعد للانتقال إلى مكان آخر، لاسيما وأنه قضى سنوات طوالا في مدينته التي اعتاد عليها، وعلى طرقاتها، بل اعتاد على خيوط شمسها الذهبية كل صباح، وهو في طريقه لمقرّ عمله. هناك قسمان من الموظفين وعلى رأيين مختلفين حال مجابهتهم لهذا الموقف المصيري، فمنهم من يوافق على مضض، ويختار الانتقال للمنطقة أو المدينة الأخرى، ولسان حاله يقول: "مكره أخاك لا بطل"، والآخر لا يستطيع الانتقال لمقر عمله الجديد لأسباب نفسية بالمقام الأول، وكذلك اجتماعية، إلاّ أن الحاجة وكذلك مصدر الرزق يمليان على البعض اللحاق بركب حركة النقل!. مبدأ الاستقرار "أحمد الحسني".. من سكان مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية, عاش قرابة (15) عاماً, أسس حياته العملية والعلمية وحياة أبنائه على مبدأ الاستقرار, نسي مسقط رأسه مدينة الباحة, بل ولم يمنحها أي اهتمام من حيث تأسيس مسكن له هناك، أو على الأقل شراء أرض, موضحاً أنه بعد هذه السنوات الطويلة جاء قرار الترقية على الرتبه العسكرية الجديدة في منطقة تبوك, شمال المملكة, مما يعني الانطلاقة من الجديد, مشيراً إلى أنه يمتلك منزلاً في المنطقة الشرقية, وتأقلم هو وأبناؤه على الحياة المعيشية في مدينة الدمام, مؤكداً على أن أن الزيادة في الراتب لم تكن كبيرة، حتى يغامر بأسرة كاملة, مبيناً أنه قرر التنازل عن الترقية ليس من أجله بل من أجل أسرته. عبدالكريم العبادي عائد مادي وقال "عبدالله الحربي" -موظف حكومي-: إن بعض الموظفين يوافقون بالإكراه على الانتقال إلى أماكن عملهم الجديدة؛ كونها تعد إضافة إلى سجلهم المهني، وكذلك العائد المادي الجيد الذي سيمكنهم من مجابهة الحياة، مضيفاً أن هناك من يفضل البقاء على نفس المرتبة، وكذلك الدرجة، مقابل البقاء في منطقته، مشيراً إلى أن الغالب من الموظفين يوافقون على الانتقال، بسبب الحاجة الملحة لتحسين أوضاعهم المعيشية، مقترحاً أن يتم تفصيل مناطق المملكة إدارياً، مع تقوية أذرع الوزارات في المناطق، حيث إن ذلك من شأنه بقاء الموظف في منطقته التي هو ساكن بها. إيجاد الحلول وذكر "عبدالكريم العبادي" -موظف حكومي- أن نقل غالبية الموظفين لأماكن جديدة ومناطق بعيدة، يتم عن غير رضا، الأمر الذي من الممكن أن يؤثر على سير العمل، إذا علمنا أنه من المهم أن يكون الموظف على درجة عالية من الاستعداد الذهني والنفسي، مشدداً على ضرورة إيجاد الحلول الحقيقية لهذه المشكلة التي يعاني منها الكثير من الموظفين في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن مشكلة الانتقال من منطقة إلى أخرى حال الترقيات، لا زالت تؤرق الكثير من الموظفين، لاسيما وأنهم على مفترق طرق، فإما القبول بالترقية والتي هي إضافة للموظف في مجاله المهني، وإما رفضها من أجل البقاء في المكان المناسب للموظف، نتيجة لعدم رغبته في الانتقال من منطقة إلى أخرى؛ لما له من مشاكل نفسية واجتماعية وعملية على الموظف في نهاية الأمر. عبدالله الحربي أهبة الاستعداد وقال "محمد العنزي" -موظف حكومي-: إن الترقيات التي يحصل عليها الموظف هي الغاية من التنافسية التي تحدث بين الموظفين، وهي الإنصاف من جهة العمل في حق الموظف، مضيفاً أنهم أمام مشكلة حقيقية، حيث يفضل الموظف الحصول على ترقيته دونما السفر بعيداً عن منطقته، لافتاً إلى أن الواقع يأتي دائماً "بما لا تشتهي السفنُ"، موضحاً أن الشيء العادل هو حصول الموظف على ترقيته دونما اضطراره للسفر إلى منطقة أخرى. وأوضح "عبدالله عبدالوهاب" -مدير الموارد البشرية بإحدى الشركات بالقطاع الخاص- أن الموظف يجب أن يكون على أهبة الاستعداد للعمل وفقاً لما يتطلبه نوع العمل ومكانه، حيث إن أداء المهام في الوقت والمكان الذي تحدده مرجعية الموظف، يعدّ تطبيقاً فعلياً لبنود العمل، مضيفاً أن الموظف في الغالب يتم إطلاعه على النقل الخارجي، وليس الأمر إجبارياً، وإنما اختياري حسب رغبته من عدمها، مشيراً إلى أنه من المفترض أن يكون الموظف متهيئاً نفسياً وعملياً للنقل، لاسيما وأن غالبية الحركة تكون لإحدى مدن المملكة الرئيسة، وليس إلى قرى نائية أو هجر.