يواجه غالبية موظفي المراتب العامة وبعض القطاعات الأخرى الخاضعين لنظام التقاعد في وزارة الخدمة المدنية مشكلة أثناء ترقياتهم من المرتبة الوظيفية إلى المرتبة التي تليها ولا تكاد تكتمل سعادة الموظف بالترقية إلا وتواجهه مشكلة النقل إلى منطقة أو مدينة أخرى لتتم عملية الترقية. وينقسم الموظفون في ذلك إلى حالات فبعضهم يضطر إلى الانتقال من مسقط رأسه أو من المدينة التي نشأ وترعرع واستقر فيها هو وأسرته الصغيرة زوجته وأبنائهما فقد تكون زوجته موظفة وفجأة ينتقل لمقر وظيفته الجديدة التي تم ترقيته عليها تاركا أسرته تعاني مرارة الحرمان وابتعاد مصدر الحماية والأمان عنهم فقد تنشأ عدة مشكلات عن هذا البعد، وبعض الموظفين يرفضون الترقية والانتقال إلى مكان آخر بسبب ظروفهم الأسرية السابقة مما يؤدي إلى تجميد مراتبهم سنوات طويلة وقد يتقاعدون وهم لا يزالون على مراتبهم التي تعينوا عليها. إن هذه المشكلة قديمة ومازالت تتكرر سنويا رغم تذمر الموظفين منها، فهل أهنئ زميلي على الترقية أم أواسيه على الشتات؟ ومتى ما شعر الموظف بالراحة النفسية والاستقرار الأسري وأشبعت احتياجاته الاجتماعية والتي منها إشباع حاجة الأمن الأسري والأمن الوظيفي وتقدير الذات كما جاء في نظرية هرم ماسلو للحاجات الإنسانية سيكون عطاءه أفضل لأن الحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلاما نفسية ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط. عبد الرحمن حسن جان أخصائي اجتماعي