ضُخم حجم القاعدة لدرجة أن المخاوف من بدايات الثورات العربية، انحصرت الرؤية بأنها القوة المرشحة لاحتلال الساحات العربية، وهذه المبالغات استطاع الأسد أن يرعب بها أوروبا وأمريكا بأن البديل عنه تطرف قاعدي قادم، بينما لو عدنا لسجل نظام الأسد، فإنه أكبر من درب ودعم، واستورد الشباب العربي لزرع خلايا القاعدة في العراق، ومن ثم لبنان بعد طرد نظامه منه.. روسيا التي تحاول التلاعب بين التأييد المفتوح لنظام الأسد، واسترضاء العرب باجتماع مع دول مجلس التعاون الخليجي، تختلف الغاية منه، فأحد مسؤوليها في اجتماع مع إسرائيليين قال إن بقاء نظام الأسد لمصلحتكم، ومثل هذا السر الذي تم ترويجه من خلال صحف إسرائيل وإعلامها يؤكد أن الأطراف الأخرى في أوروبا وأمريكا، تستطلع رأي إسرائيل قبل ما قدمته الدول العربية من مشروع، وبالتالي فروسيا حتى لو طرحت نقاطا تستهدف حلولا آنية، فقد خرجت من المعادلة بعد اتخاذها، مع الصين (الفيتو) وبالتالي فالدول الخليجية تدرك مسبقاً أن اللعبة الدبلوماسية انتهت وأن العالم كله، عداها، يقف بصف الشعب السوري ومن المستحيل تغيير هذه النظرة، أو استبدالها بما يبيض وجه الروس.. الموقف العربي، بعد اجتماع أصدقاء سوريا في تونس، تراجع، والغريب أن الدولة المضيفة هي من خلق فوضى عدم نجاح المؤتمر لتخرج بصوت أنها تقبل الأسد لاجئاً بها، وهي كلمات رمزية لأمر مستحيل، فما جرى من إبادة لبابا عمرو، أكد أن النظام ليس لديه حلول بديلة عن القوة، لكن الرفض الشعبي المتزايد والذي يواجه الموقف بشجاعة نادرة، لا يمكن السيطرة عليه بنوازع البطش والتنكيل.. إذن اللعبة دخلت محور روسيا والصين وإيران من جهة، وكل من هذه الدول تطرح بعد القضية من خلال مفاهيم مواجهة الغرب على المواقع الحساسة بالمنطقة، ومنها، سوريا، والطرف الغربي لا يقل خبثاً، فهو استفاد من موقف تلك الدول بإشاعة العداء للنظام العربي برمته، وتنظر إلى تفاعل الأحداث بأنها ضد توجه الحلفاء مع سوريا، لكن نفاقها لا يقل سوءاً، فهي اختارت طريق التصريحات والقول بأن نظام الأسد ساقط بفعل ما يجري في الداخل، لكنها تعترض على تزويد الجيش الحر بالدعم العسكري وربما منعته من التسرب من حدود عربية وتركية، وهناك سيناريو ما وصف بالتعاون مع الداخل السوري، أي أن الأعباء الاقتصادية سوف تتضاعف وان احتمالات قيام انقلاب عسكري من داخل النظام هو مرتكزها بالتغيير حتى تتجنب احتمالات قفز الإسلاميين، أو ما تحدث عنه الأسد وصول القاعدة للحكم، وهذه مبررات لم تمنعهم من الدخول، وبقوة في ليبيا.. الربيع العربي بدءاً من تونس فليبيا، فمصر لم يشهد حضوراً للقاعدة بشكل يصورها وكأنها متغلغلة بالشارع العربي، وعدا اليمن، فإن كوابيس هذه الأشباح لا توجد إلا في المخيلة الغربية، لكن الدافع بعدم دعم الثورة السورية، يأتي، كما قلنا من رغبة أو رفض إسرائيل إعطاء الإذن لمثل هذا الدعم واتفاقه مع تحليلها ورؤيتها.