وجه الرئيس الروسي ميدفيدف رسالة واضحة إلى الرئيس السوري بشار الأسد بأن يتنحى إذا لم يكن في مقدوره اجراء اصلاحات تلبى طموحات شعبه. وهذا التوجيه من قبل روسيا يختلف عما يصدر من أوباما أو ذلك الذي يصدر من زعماء الاتحاد الأوروبي فاولئك لا تجد توجيهاتهم أذناً صاغية لدى الرئيس الأسد لأنه يرى في تصريحاتهم استهدافاً لحكمه واستهدافاً شخصياً له ولحزبه. ولكن الوضع بالنسبة لروسيا يختلف ، فروسيا مع الصين استخدمت الفيتو لاحباط قرار أوروبي يدين سوريا ويوقعها في حبائل العقوبات الدولية إذن روسيا وبهذه الوقفة التي وصفتها سوريا بأنها تاريخية قد أصبحت مؤهلة لاسداء النصح إلى سوريا ، ويبدو أن سوريا ماضية في التعامل مع روسيا إذ إن الأسد تعهد فوراً باجراء اصلاحات ويقبل حالياً بالتحركات الروسية مع المعارضة. وحقيقة فإن روسيا لا تريد وأن تبدو أنها تعارض قرار مجلس الأمن من أجل المعارضة ولكنها تريد أن تثبت أنها تملك رؤية للحل في سوريا تختلف عن تلك التي لدى أوروبا وأمريكا. ومع ما سجلته من موقف داعم لسوريا في مجلس الأمن فإن روسيا تملك ايصال رسالتها ورؤيتها إلى سوريا وتملك ممارسة ما يمكن من ضغط ليأتي التغيير نحو الأفضل في ظل استقرار سوريا. والأيام المقبلة ستثبت إن كانت روسيا صائبة في رؤيتها أم لا.