لحظة ما تقترب فترة اختبارات القياس حتى تعتري الطلاب المسجلين رهبة نفسية غريبة، ويبدأ بعضهم في سؤال من سبقوه وتقدموا للاختبار عن كيفية تجاوزه، بينما يلجأ آخرون إلى المواقع التي تقدم الدورات التدريبية المكثفة عن الاختبار، وذلك أملاً في تجاوزه، وتحقيق نتيجة تؤثر إيجاباً على المعدل الدراسي العام. وأكّد عددٌ من الطلاب الخاضعين لاختبار القياس ضرورة التهيئة الذهنية لمساعدتهم على اجتيازه، وتجاوز الرهبة النفسية التي تتملك السواد الأعظم منهم. وأكدّ "محمد العلي" -طالب في الصف الثالث ثانوي- على أنّ الرهبة النفسية من اختبارات القياس ليست محصورة على طالب بعينه دون آخر، وهي موجودة في نفوس الأغلبية، وأنّ هذا الأمر عائدٌ إلى عدم تهيئة الطالب نفسياً وذهنياً من قبل المدرسة والأسرة لمثل هذا الاختبار الذي يعتبر تحديد مصير الطالب ومستقبله، مشيراً إلى أهمية أن يكون هناك اختبارات مطابقة ل"القياس" في المدارس خصوصاً في المرحلة الثانوية؛ بحيث يعمل المدرس على جعل الاختبارات التجريبية لمستوى الطالب الدراسي على شكل اختبار "القياس"، وأنّه إن تمت هذه الخطوة فإنّها خير من يهيئ الطالب نفسياً لاختبارات القياس، ويجعله يحصد درجات أفضل مما يتصور، ويتمكن من الحصول على درجات عالية ومرتفعة تؤهلة إلى الدراسة في التخصصات الجامعية التي يريدها، مبيناً أنّ عملية إعادة اختبار "قياس" للطالب أمر جيّد ويقلل من الرهبة النفسيّة العالقة لديه. واعتبرت "هند سعد" -طالبة في المرحلة الجامعية- أنّ اختبارات القياس مجرد تحديد مستوى وليست اختباراً مصيرياً؛ حيث إنّه يصنف المختبرون إلى فئات لتتجه إلى القسم الذي يناسب إمكاناتها في الجامعات السعودية وغيرها، مضيفةً أنّ الطلاب لا يرفضون اختبار القياس بقدر رفضهم لعدم تهيئتهم للاختبار في مدارسهم، متمنيةً أن تكون هناك طرق جديدة يمكن من خلالها إزالة الرهبة النفسية لدى الطلاب؛ بأن توجد مادة دراسية باسم "قياس" في الصف الأول الثانوي، ومن خلالها يتدرب الطالب على اختبارات قياس ويكون مهيأ ذهنياً ونفسياً لمثل هذا الاختبار، وأيدها في ذلك "صالح العتيبي" -طالب في الصف الأول الثانوي- والذي بيّن أنه دائماً ما يسأل الطلاب الذين سبقوه في اختبارات قياس عن طبيعة الأسئلة ومدى صعوبتها، وأنّ هذا الأمر يربكه دراسياً، متمنياً أن يتخلص من تلك الرهبة. د.عبدالله السلمان ويرى "د.عبدالله السلمان" -مدير مركز التنمية الإنسانية للاستشارة الأسرية- أنّ الطلاب يعانون من رهبة شديدة حيال اختبارات القياس؛ ويتضح ذلك من خلال تباين درجاتهم بين مرة وأخرى وترددهم في تنفيذ الاختبار، وأنّ من أهم الأسباب المؤدية للرهبة ما يتردد عن أثره في معدلات الطلاب وقبولهم بالجامعات، وأيضاً ضعف التدريب والتوعية حول اختبارات القياس، لافتاً إلى أنّه يمكن أن يتجاوز الطالب مشكلة الرهبة بالتدريب الكافي والاستعداد المسبق أثناء الدراسة للاختبار. وحول تجربة الطلاب مع قياس فيما يخص التحصيل النهائي للدرجات وأثر الرهبة النفسيه أوضح "السلمان" أنّ تجربة قياس تعدُ جيدة بناءً على كونه لم يسبق بمقياس آخر، ولكن ينبغي عدم التوقف عنده والاكتفاء بفرز الطلاب على طريقة واحدة، بل يُحسَن أن يُستفاد منه في تحسين كفاءة العملية التعليمية، مؤكدا على أن "قياس" هو اختبار تحديد مستوى موضوعي إلى حدٍ ما، ويحتاج لجهة محايدة تتأكد من مستوى مصداقيته وثباته.