أصدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، في السابع والعشرين من شباط/ فبراير 2012، تقريراً تفصيلياً حول أكبر مائة شركة منتجة للسلاح في العالم. وقد جرى تصنيفها استناداً إلى أدائها خلال عام 2010. يعتمد التقرير جملة من المعايير الكمية، يتم من خلالها تحديد موقع الشركة المعنية في السلم العالمي للشركات المنتجة والمصدرة للسلاح، أو الخدمات العسكرية. ومن بين المعايير المعتمدة حجم المبيعات المتجهة داخلياً أو خارجياً، ونسبة المبيعات العسكرية إلى إجمالي المبيع ، في حال كانت الشركة ذات إنتاج مدني وعسكري. كذلك تشمل المعايير حجم الأرباح المتحققة، وعدد العاملين في الشركة. وقد شمل تقرير(سيبري) مائة شركة، تنتمي إلى أكثر من عشرين دولة. وأوضح التقرير، في مقدمته، بأن هناك شركات من الصين وأوكرانيا وكازاخستان كان يُمكن إدراجها ضمن كبرى الشركات المنتجة للسلاح، إلا أن البيانات الخاصة بها لم تكن متوفرة على نحو كامل لمعهد (سيبري). على مستوى القائمة الجديدة لأكبر مائة شركة منتجة للسلاح عام 2010، على صعيد عالمي، حلت شركة لوكهيد مارتن (Lockheed Martin ) الأميركية في المرتبة الأولى، بإجمالي مبيعات قدرها 45.8 مليار دولار، بينها 35.73 مليار دولار مبيعات عسكرية، صعوداً من 33.43 مليار دولار عام 2009. أي أن نسبة المبيعات العسكرية لدى الشركة بلغت 78% من إجمالي المبيعات. وقد حققت لوكهيد مارتن أرباحاً في العام 2010، قدرها 2.92 مليار دولار. ويعمل لدى هذه الشركة، وفقاً لمؤشرات العام ذاته، 132 ألف فرد، بين فني وإداري. وتعتبر لوكهيد مارتن، شركة رائدة في صناعة الطائرات الحربية والصواريخ، والأجهزة الإلكترونية الدقيقة وتقنيات الفضاء. وهي تنتج المقاتلة متعددة المهام (F-16 Fighting Falcon)، والمقاتلة متعددة المهام أيضاً، وذات المحرك الأحادي (F-2)، العاملة حالياً لدى القوات اليابانية. كما تنتج المروحية الحربية المضادة للغواصات (MH-60R)، التي تخدم في عدد كبير من دول العالم، وطائرة الإمداد والتزود بالوقود جواً الشهيرة (C-130). وتنتج لوكهيد مارتن الصاروخ العابر للقارات (Atlas)، والصاروخ الباليستي العابر للقارات، المثبت على متن الغواصات (Trident II)، والصاروخ جو - أرض الشهير (HELLFIRE II ). وعدداً واسعاً من الأسلحة والأنظمة القتالية. وتعمل لوكهيد مارتن، كمصنع رئيسي، بالتعاون مع شركتي (Northrop Grumman & BAe Systems - USA) على إنتاج المقاتلة (F - 35)، التي ستكون أحدث مقاتلات الجيل الخامس. وهناك نسخة بحرية لهذه المقاتلة، يجري تصميمها بحيث يمكن للطيار التحليق بشكل عمودي شبه كامل من على حاملة الطائرات. وقد حصلت لوكهيد مارتن على طلبيات شراء كبيرة للمقاتلة (F-35) من كل من الولاياتالمتحدة، وكندا وبريطانيا وإيطاليا، وهولندا والدنمرك والنرويج، وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، وإسرائيل وتركيا. وتعتبر المقاتلة (F – 22 Raptor) أول طائرة مقاتلة تنتمي للجيل الخامس من الطائرات الحربية وهي الطائرة الوحيدة العاملة من هذا الجيل على صعيد عالمي وتوجد لدى القوات الأميركية حصرياً، ويحظر تصديرها إلى خارج الولاياتالمتحدة وذلك بموجب قانون أميركي خاص. ولا ينظر إلى مقاتلات الجيل الخامس على أنها طائرات مقاتلة بحد ذاتها، بل عبارة عن مجموعة من الوسائل والأنظمة التي توفر مستوى متقدماً للإمكانات القتالية؛ ولذا يجري تجهيزها بأحدث أنواع الأسلحة، وأجهزة الاتصال، وأنظمة القيادة والتحكم. ويمكن لمقاتلة الجيل الخامس إنجاز جملة مهام قتالية، من بينها تدمير الأهداف على الأرض، والاشتباك بالطائرات في الجو، وإسناد القوات البرية، والعمل كطائرة استطلاع. وتعمل هذه المقاتلة بمحرك يُمكّنها من التحليق لمدة طويلة، وبسرعة تتجاوز سرعة الصوت. وهي عصية على الرادار أي مزودة بتقنية (Stealth). وبالعودة لقائمة (سيبري) للشركات المائة الأولى المنتجة للسلاح عام 2010، فقد حلت شركة سيستمز (BAE Systems - UK )، في المرتبة الثانية عالمياً، بعد لوكهيد مارتن. وقد بلغت القيمة الإجمالية لمبيعات سيستمز 34.6 مليار دولار، بينها 32.88 مليار دولار مبيعات عسكرية، صعوداً من 32.54 مليار دولار تحققت في العام 2009، أي أن نسبة المبيعات العسكرية إلى إجمالي المبيعات تبلغ 95%. وحققت سيستمز أرباحاً صافية عام 2010، قدرها 1.67 مليار دولار. ويبلغ عدد العاملين في هذه الشركة أكثر من 98 ألف عامل، بين فني وإداري. أما الشركة الثالثة عالمياً في قائمة ( سيبري) فهي شركة بوينغ (Boeing ) الأميركية. وقد بلغت القيمة الإجمالية لمبيعات بيونغ 64.3 مليار دولار في العام 2010، أي حوالي ضعف مبيعات سيستمز. وعلى الرغم من ذلك، فإن المبيعات العسكرية لشركة بوينغ كانت 49% فقط من إجمالي مبيعاتها. أي ما يعادل 31.6 مليار دولار. وحققت بوينغ أرباحاً صافية تجاوزت الثلاثة مليارات دولار في العام 2010. ويعمل في هذه الشركة أكثر من 160 ألف عامل، بين فني وإداري. وإضافة لمنتجاتها من الطائرات المدنية، تنتج بوينغ بعضاً من أهم الطائرات الحربية في العالم، بينها مقاتلة الجيل الخامس (F - 22)، والقاذفتان الإستراتيجيتان بعيدتا المدى (B - 2) و (B-52)، ومقاتلة الشبح متعددة المهام (F-15SE (Silent Eagle))، والمقاتلة متعددة المهام ( F-15E Strike Eagle)، والمقاتلة متعددة المهام (F/A-18 )، ومروحية الأباتشي ( AH-64D Apache). كذلك، تنتج بوينغ أنظمة أيجس المضادة للصواريخ الباليستية (SM-3 Aegis-)، المحمولة على متن السفن، والتي ترتكز عليها المقاربة الأميركية الجديدة للدفاع العالمي المضاد للصواريخ. وتنتج بوينغ أيضاً أنظمة الإنذار والسيطرة المحمولة جواً (E- 767 AWACS ). من ناحيتها، حلت شركة (Northrop Grumman ) الأميركية في المرتبة الرابعة على قائمة (سيبري) للشركات المائة الأولى، المنتجة والمصدرة للأسلحة والخدمات العسكرية. وتنتج هذه الشركة الطائرات الحربية والصواريخ، والأجهزة الإلكترونية والأنظمة الفضائية، وقد حققت مبيعات إجمالية قدرها 34.75 مليار دولار عام 2010، منها 28.1 مليار دولار مبيعات عسكرية، أي ما نسبته 81% من إجمالي المبيعات. وقد حققت الشركة في العام 2010 أرباحاً صافية فاقت الملياري دولار. ويبلغ عدد العاملين فيها أكثر من 117 ألف عامل، بين فني وإداري. الشركة الخامسة في القائمة (سيبري) هي جنرال دايمكس(General Dynamics ) الأميركية وقد حققت مبيعات إجمالية في العام 2010 بقيمة 32.46 مليار دولار، وسجلت مبيعات عسكرية قدرها 23.94 مليار دولار، أي ما نسبته 74% من إجمالي المبيعات، وحققت جنرال دايمكس أرباحاً صافية قدرها 2.6 مليار دولار عام 2010. ويبلغ عدد العاملين فيها، وفقاً لمؤشرات العام ذاته، تسعين ألف فرد. وتشتهر جنرال دايمكس بالمنتجات الإلكترونية المدنية والعسكرية، وتعتبر طرفاً مساهماً في تجهيز العديد من الطائرات الحربية الحديثة، والآليات العسكرية على أنواعها. ومن أبرز منتجاتها العسكرية دبابة القتال الرئيسية الحديثة أبرامز (M1A1) والجيل الثاني منها (M1A2). وهي تخدم في عدد من دول العالم، ومن منتجات الشركة أيضاً المدرعة (STRYKER)، شديدة التحصين. من ناحيتها، حلت شركة رايثون (Raytheon) الأميركية في المرتبة السادسة على قائمة (سيبري). وقد حققت رايثون إجمالي مبيعات في العام 2010 بقيمة 25.18 مليار دولار، منها 22.98 مليار دولار مبيعات عسكرية، أو ما نسبته 91% من إجمالي المبيعات. وبلغ إجمالي أرباح الشركة في العام ذاته 1.87 مليار دولار. ويعمل فيها أكثر من 72 ألف فرد، وهي تشتهر بالمعدات الإلكترونية الدقيقة وأنظمة الصواريخ. الشركة السابعة عالمياً على قائمة (سيبري) هي شركة ايداس (EADS ) الأوروبية. وقد حققت مبيعات إجمالية قدرها 60.59 مليار دولار في العام 2010، بينها مبيعات عسكرية قيمتها 16.36 مليار دولار. أو ما نسبته 27% من إجمالي المبيعات. وحققت إيداس في العام 2010 أرباحاً صافية قدرها 732 مليون دولار. ويعمل في هذه الشركة أكثر من 121 ألف فرد. بدورها، حلت شركة (Finmeccanica ) الإيطالية في الترتيب الثامن على قائمة ( سيبري). وقد حققت إجمالي مبيعات قدرها 24.76 مليار دولار في العام 2010، بينها 14.41 مليار دولار مبيعات عسكرية. وبلغ إجمالي أرباح الشركة في العام ذاته 738 مليون دولار. ويعمل فيها أكثر من 75 ألف فرد. من جهتها، حلت شركة (L-3 Communications ) الأميركية في المرتبة التاسعة على قائمة (سيبري)، محققة مبيعات إجمالية قدرها 15.68 مليار دولار في العام 2010، بينها 13 مليار دولار سلعاً وخدمات عسكرية، أي ما نسبته 83% من إجمالي المبيعات. أخيراً، حلت شركة يونايتد تكنولوجيز (United Technologies ) الأميركية في المرتبة العاشرة عالمياً، ضمن قائمة أكبر مائة شركة منتجة ومصدرة للمنتجات والخدمات العسكرية عام 2010، وفقاً لتصنيف (سيبري) وقد حققت هذه الشركة مبيعات إجمالية بقيمة 54.32 مليار دولار في العام 2010، بينها 11.41 مليار دولار مبيعات عسكرية، أو ما نسبته 21% من إجمالي المبيعات. بقي أن نشير إلى أن قيمة الصادرات العالمية من السلاح قد بلغت في العام 2010 أكثر من 24.98 مليار دولار، صعوداً من 18.5 مليار دولار عام 2000. وبلغ الإجمالي التراكمي للصادرات العالمية من الأسلحة خلال الفترة بين عامي 2000 – 2010 حوالي 240 مليار دولار.