حالة غريبة يعيشها "ديربي العاصمة" بين الهلال والنصر، فالمنافسة تلاشت منذ زمن بعيد بين الفريقين فالأول "زعيم" ، والثاني "هزيل" يعيش في دوامة إدارات تفتقد للاحترافية الكروية والتخطيط المدروس، وكل إدارة قادمة تتغنى بالبناء الذي طال انتظاره لأكثر من عقد، الأمر الذي أصاب الكيان النصراوي وجماهيره بالأحباط، وكأنه ناد ليس لديه مقومات النجاح من عقود رعاية وأعضاء شرف ولاعبين قدامى واساطير على مستوى كبير من الخبرة الكروية لخدمة الكيان عند الطلب أو الاستشارة، وجماهير محبة حتى من صغار السن الذين لم يروا العصر الذهبي للنصر. عموما بالتخصص الطويل أثبت الهلال أن الشمس الحارقة لم تعد حارقة إلا لنفسها لكونها لم تجد ما تحرقة من الفرق، بل أصبحت حارقة لجمهورها الوفي. "فرقة الشمس" كما يحلو لمحبيها أثبتت للجميع في دور الثمانية من مسابقة الكأس امام الهلال مدى التخبط الإداري والفني الذي تعيشه ويعيشه الكيان النصراوي على الرغم من التغيرات التي طالت كثيرا من الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين على مستوى الأصعدة في النادي باستثناء الرئيس وذلك من خلال خبطة خالد عزيز القوية التي أودت بالفريق أمام المنافس التقليدي الذي حسم النتيجة لصالحة 4-1 ليواصل السقوط حينما قام العجوز ماتورانا بإشراك عزيز أساسي في المباراة، هذا اللاعب الذي قام بتحطيم نفسه بفكره غير الاحترافي والانضباطي ليجد نفسه بين ليلة وضحاها في النصر بعد "الليث" الذي لم يدم معه طويلا، وهذا راجع لسببين اثنين لا ثالث لهما الأول، ربما أنه فقد حسه التدريبي- اي ماتورانا - لكونه مستشار في الاتحاد الدولي ومبتعد عن التدريب منذ اعوام، والثاني أن الإدارة أو العضو الذي جلب عزيز هو من فرضه على المدرب. كثير من الإدارات التي أتخذت من التصريحات والوعود الزائفة وسيلة لكبت الغضب الجماهيري مع العلم أن مشكلة النصر واضحة وصريحة للعيان صغيرهم وكبيرهم وهي متمثلة في وجود فكر احتراف ينهض بالكيان النصراوي ويخرجه من عزلته البطولية المزمنة وإدارة واعية تحمل فكر احترافي عالي، ولاعبين شباب على مستوى عال من اللاعبين المحليين بعيدا عن (كبار السن) الذين لا هم لهم سوى المشاكل وأشباه اللاعبين الذين هووا بالفريق، ومدرب متمرس غير مبتعد عن التدريب. أخيرا الكيان النصراوي بهذه الأشياء سيحقق الإنجازات والبطولات حتى ولو كانت لفترة قصيرة، وعليه الاستفادة من خلال رجاله من تجربة ناد خليجي قريب لنا هو نادي لخويا القطري، الذي حقق بطولة الدوري القطري لعام 2011 مع العلم أنه قادم من دوري الدرجة الثانية، ليجد نفسه بطلا لبطولة الدوري القطري من خلال أول ظهور له في البطولة؛ ليثبت أن منهجية الفكر الاحترافي المتمثل في التخطيط الناجح والمدروس هو السبب الوحيد والكفيل بجلب البطولات والأفراح للمحبين.