تجسد كأس الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) تاج البطولات الفروسية وآخر الكؤوس الكبرى في كل موسم خيلي .. هي الأهم والأغلى منذ انطلاقتها الأولى في ميدان الملز التاريخي قبل 12 عاماَ ولازالت حلم كل مالك وأمنية كل اسطبل باعتبارها تحمل اسم فارس التوحيد والبناء جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية وباني نهضتها الذي وحدها من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها على صهوة الخيل . ان بطولة اليوم التي يرعاها نيابة عن راعي الفروسية الأول وفارس الخيل وعزها الملك عبدالله بن عبدالعزيز" أيده الله " أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز "حفظه الله" لهي الذكرى الفروسية السنوية لسيرة هذا الملك العظيم والفارس الهمام الذي سكن القلوب وحفر اسمه المضيء على صفحات تاريخ هذا الوطن الغالي ببطولاته الخالدة ومآثرة الكريمة تجاه شعبه وأمته . وبإطلالة سريعة على أبرز الأحداث التاريخية التي شهدها الموسم الفروسي الحالي . نجدها في إلغاء نتيجة الفائز بكأس خادم الحرمين لخيل الإنتاج الجواد(بدر الكواكب) للشريف هزاع العبدلي وإعادة السباق الأسبوع المقبل بعد ثبوت تعاطيه مادة منشطة ومحظورة من الدرجة الأولى وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المسابقات الفروسية السعودية الكبرى منذ انطلاقتها الأولى قبل 46 عاماً. وكان الأروع من هذا كله الموقف البطولي لرئيس اللجان الفنية بنادي الفروسية وفارس التطوير ومهندس انجازات "الأبيض" الأمير متعب بن عبدالله بإعلانه عدم قبول جائزة الكأس التي تؤول نظاماً لصاحب المركز الثاني (الإسطبل الأبيض لأبناء الملك عبدالله ) من خلال الجواد (باتو) طبقا للوائح النادي وتأكيد عدم مشاركة الاسطبل "الأبيض" في حفل السباق المعاد - وهو المرشح الأقوى - وذلك منعاً لأي اجتهادات أو تفسيرات خاطئة. وكان هذا الكأس مهما للغاية ويعني الشيء الكثير لمسيرة الإسطبل " الأبيض" هذا العام بالذات باعتباره الانجاز المكمل لفوزه بسداسية الموسم فيما لو توج بكأس المؤسس اليوم وهذا المتوقع وبقوة مما يعني نجاحه في احتكار كل بطولات الموسم الست الكبرى لأول مرة في تاريخه والثانية في تاريخ الفروسية بعد الإسطبل "الأزرق" لأبناء الأمير محمد بن سعود الكبير الذي سبق له بقيادة خبيره الفروسي الكبير وصانع بطولاته الأمير سلطان بن محمد تحقيق هذا الإنجاز الإعجازي (مرتين ) في موسمي 1422 و1424ه . غير أن "الأبيض" بهذا الإيثار الكبير وموقفه الشهم بتخليه عن هذا الكأس الغالي .. ترك بصمة مميزة لروح الفروسية الحقة .. القائمة على النبل والتضحية بصورة لا نستغربها من إسطبل أبناء الملك عبدالله (رعاه الله) سيخلدها التاريخ الفروسي على المدى البعيد ولن يمحو آثارها الإيجابية من ذاكرته .