قبل أن يعقد مجلس اتحاد الكرة اجتماعه يوم أمس كان هناك خطوة استباقية إعلامية من خلال المقربين من اتحاد الكرة بدأها المتحدث الرسمي أحمد صادق ذياب لذا كان هناك ترقب من قبل الشارع الرياضي لنتائج هذا الاجتماع. تم الاجتماع الأكثر كما يقال إثارة قبل أن يبدأ لكنه وإن ظهرت بعض نتائجه إيجابية وفيها نفع كبير للأندية والكرة السعودية بشكل عام إلا أن غالبية القرارات كانت مثيرة للدهشة والاستغراب، فهل يعقل أن هذه القرارات دُرست بعناية قبل إقرارها أم أن ما حدث لها مشابه لما حدث لقرارات لجنة الانضباط التي أقرت وألغيت قبل أن يجف حبرها؟ وإذا كان هناك حديث في المؤتمر عن النية باستشارات الأندية في بعض القرارات فإنها ربما توصف بأنها استشارات في الوقت الضائع، فبعض القرارات أغضبت مسؤولي الأندية خصوصاً فيما يتعلق بتقليص عدد المحترفين الأجانب في فرق دوري "زين"، وإذا كان عذر اتحاد الكرة أن التعاقد معهم يكلف خزائن الأندية من دون مردود فني، يفترض على اتحاد الكرة مناقشة مسؤولي الفرق، والبحث معهم عن حلول حول آلية اختيار الأجانب الأربعة ليكونوا مفيدين فنياً، لكن أن يقلص العدد إلى ثلاثة فهذا خطأ خصوصاً، والأندية بعض منها أبرم عقوداً طويلة الأجل ربما يسبقها القرار فتتورط في دفع الشروط الجزائية التي يترتب عليها الغاء العقود، ولا يمكن ضمان تسويق اللاعب بنفس القيمة، أما فنياً فإذا كانت الكفة متساوية محلياً فإنها خارجياً عكس ذلك وممثلو الكرة السعودية متضررون وهم يواجهون الخصوم الذين يضمون أربعة أجانب، وهنا الكفة غير متساوية. أيضاً جاء ضمن القرارات الحاق دوري الدرجة الأولى برابطة المحترفين وهذا في تصوري قرار متعجل وسيضر بالأندية، والدليل ماثل أمامنا حالياً بعدم قدرة الأنصار وهجر على المنافسة، وهما الصاعدان من دوري الأولى والأسباب بالطبع مادية فهل أمن الاتحاد أو وضع ضمانات مالية ولديه ثقة ومقدرة على ضخ دعم مادي يساعد هذه الفرق؟. الأندية الكبيرة والغنية التي لها شركات راعية تشتكي فكيف بالبقية، ّأما علمنا أن عدد أندية المحترفين سيصبح الضعف وبزيادة فريقين إذا ما علمنا أن المجموع سيصبح ثلاثين فريقاً. اتحاد الكرة عجز عن تأمين حقوق الفرق الممتازة لدى هيئة المحترفين، ولدى وزارة الإعلام، مقابل النقل التلفزيوني حتى ساعة اجتماعه، فكيف سيؤمن مستحقات الفرق في الدرجتين الموسم المقبل، وإن كانت هناك أمور لحل هذه الاشكالية لم يعلن عنها فيفترض أن تعلن، وأن تكون هناك ضمانات بأن أهم المشاكل وهي الازمات المالية تم حلها إن وجد هذا!! الأمر الأخير والطريف الذي بالفعل أخذ حيزاً لا يستحقه، واعتقد أن اتحادنا حقق فيه اسبقية ونوقش بشكل حصري، هو موضوع مكبرات الصوت، أو مبكرات الازعاج والصداع، التي لا توجد إلا في ملاعبنا وبدأ اتحاد الكرة ضعيفاً أمام مطالب من يحلو لهم سماع بلابل مشجعيه تصدح عبر هذه المكبرات رغم أن عبارات الإساءات للنجوم والحكام والمسؤولين تحل محل العبارات المثالية المؤدبة، وكان يفترض على اتحاد الكرة تجاهل هذه المطالب للمصلحة العامة، والأخذ برأي "الفيفا"، من أنها بالفعل تنقل العبارات المسيئة للمنافسين سواء كان النقل مكبرا واحدا أو عشرة، كما أن هناك سؤال يطرح نفسه من يضمن ضبط روابط المشجعين من صدور العبارات البذيئة، وأيضاً من يضمن قدرة مسؤولي وأمن الملاعب على السماح فقط بتواجد مكبر صوت واحد، ألم تصدر قرارات من قبل بمنع اللافتات القماشية ثم شاهدها الجميع في المدرجات وبعبارات مسيئة؟ ألم تصدر قرارات بمنع قصة القزع فغابت مؤقتاً ثم عادت؟. كان على اتحاد الكرة أن يعي دوره الرياضي الإصلاحي، ويغلب الجانب الايجابي والمصلحة العامة في منع المكبرات من دون النظر لغضب وبكائيات فئة قليلة لا تدرك سلبية تواجدها داخل الملاعب، التي ربما تستخدم أيضاً عند حدوث صدامات أو مضاربات لا قدر الله بين الجماهير!. وأخيراً هل هناك ضمان بوجود مكبرات صوت ببطاريات فقط، وهل الأمر يستلزم وجود موظفين مختصين بالكشف، هل هي ببطاريات أم بدون؟! فعلاً اتحاد الكرة وضع نفسه في حرج هو في غنى عنه وكفى!!